هل تعلم عزيزي القارئ انه لم تُذكر كلمة عدالة إنتقالية في الإعلان السياسي الاخير لقحت؟
إذن علي الفلول، و المرتزقة، و العملاء ان يمددوا ارجلهم، و ان يشدوا سروجهم علي ظهر ثورتنا اليتيمة..
لماذا نحارب التمكين، و الفساد في الجيش؟
الإجابة، حبنا لهذا الجيش، و الوطن، و الشعب العظيم.
خطط غوردون باشا لمن تركهم خلفه في القصر ان نكون عبيداً نسير كالقطعان بأمر القائد الملهم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، و لا من خلفه، حديثه حِكم، و رغباته اوامر.
كيف ادار قادة الجيش ملف العدالة الإنتقالية بخصوص الفصل التعسفي سيئ الذكر، الذي إستخدمه النظام البائد كأداة للسيطرة، و ما ادراك ما التمكين الجديد في رابعة نهار الثورة، و دماء الشهداء لم تجف بعد.
بدأت المأساة منذ توقيع الوثيقة الدستورية " العار" حيث اوكلت امر إصلاح، و هيكلة الجيش، و قوى الامن الاخرى الي الشق العسكري في مجلس السيادة، السادة اعضاء لجنة المخلوع الامنية السابقين بربطة معلم؟
تم تشكيل لجنة برئاسة الفريق الداروتي، فقامت هذه اللجنة بتزوير كل الإجراءات، و كرمت كيزان من رموز النظام البائد، كانوا ولاة، و معتمدين، و وزراء، و نواب برلمانيين حتي آخر دقيقة في عهد اللص الماجن المخلوع.
ام الفضائح انها كرمت احد المتهمين في إنقلاب 30 يونيو، بأنه مفصول تعسفي، و في ذات يوم القرار كان يقف في ذات قفص الإتهام امام المحكمة الي جوار اللص الماجن المخلوع، و سدنته.
و كانت فضيحة بجلاجل، حيث الشهود امام القضاء اعضاء شرفاء في هذه اللجنة من الضباط المعاشيين، فأثبتوا التزوير، و كيف تم تكريم الكيزان سدنة النظام البائد بلا حمرة خجل، و دماء شهداء الثورة اليتيمة لم تجف بعد.
صادق السيد القائد العام علي هذا التزوير، برغم عدم دستورية المنصب، حسب الوثيقة الدستورية التي جاءت ملبية لطموح، و اشواق سدنة النظام البائد، و اكد ذلك حكم محكمة مؤيداً من محكمة الإستئناف، انه لا مسمى وظيفي بصفة قائد عام في جمهورية السودان بعد ديسمبر المجيدة، ليكون مجلس السيادة قائداً اعلي للجيش مجتمعاً، و تصدر القرارات بالإجماع، او بأكثرية الثلثين.
كتبنا عن التزوير، و الدغمسة، و نبهنا من خطورة هذا العمل القبيح الذي لا يشبه القوات المسلحة حيث الشرف، و الامانة دينها، و عقيدتها، و لكن تم التكريس لذات المنهج المعطوب في لي عنق الحقيقة، بعمل آخر قام به نائب رئيس هيئة الاركان إدارة منفرداً، لتكون فضيحة من العيار الثقيل، و ان كان اللص المخلوع علي سدة الحكم لتوارى خجلاً من سوء الإعداد، و قباحة الإخراج.
سلوك مفضوح، و ممارسة مخجوجة، و عادة ممجوجة، في الدغمسة، و لي عنق الحقيقة، بالامس تم الإعلان عن آخر يوم للإستئناف في الثلاثين من سبتمبر، امام لجنة لا احد يعرف عضويتها، او امر تشكيلها حتي تاريخ كتابة هذه السطور.
العوار الذي لا تخطئه العين بأن يُستأنف ضد قرار رئيس مجلس السيادة امام لجنة، ايّ والله لجنة لم تُشكل بعد.
فالإستئناف قانوناً يكون ضد حكم، او قرار، فأنا شخصياً تقدمت بطلب للجنة الفصل التعسفي، و لم تخبرني بشكل رسمي باني غير مفصول تعسفي، و لم استلم حكم، او قرار بعد لأستأنف.
بالله عليكم إن كنتم صغاراً في الفكر، و المعرفة، و فقراء في المهنية، فالمؤسسة العسكرية صرح شامخ اتركوها، و شأنها.
لمصلحة من يقبل السيد رئيس مجلس السيادة، المسمي نفسه قائداً عاماً للجيش بهذا العبث، و تمريره، و المصادقة عليه؟
ام المصائب كل القرارات الخاصة بالقوات المسلحة تصدر تحت توقيع رئيس المجلس منفرداً، بالإستناد علي تفويض من المجلس، و رقمه.
السؤال لو لم يكن لأعضاء المجلس السيادي الوقت لدراسة ايّ قرار، و التصويت عليه فلماذا هذا العدد المهول، و إهدار المال العام في مخصصات، و رواتب، و عربات، و حواشي، و حشم لخدمة عواطلية؟
لا يوجد ما يُسمى بالتفويض في الديمقراطيات المحترمة لأحد لإتخاذ قرارات بالإنابة، و إلا لا نزال في ذات مربع الديكتاتورية، و الشمولية الكيزانية مع زيادة اعباء.
عندما نتحدث، و نكتب اقل ما نوصف به، العمالة، و معاداة الجيش، و هدمه، و النيل منه، وعدم الوطنية، فإن صمتنا، و " عملنا رايحين" فنحن الابطال المبجلين، و لا يشك احد في وطنيتنا، و حبنا لهذا التراب، و نستحق التكريم، و الثناء علي الصمت، و المداهنة، و " كسير التلج".
للأسف لا يزال الكيزان يسيطرون علي مفاصل القوات المسلحة، و يمارسون كل عاداتهم السرية، و العلنية، للنيل من عزة، و كرامة هذا الوطن العزيز، و جيشه، و امنه.
كسرة..
السيد الاقدم في الجيش السوداني، اولى خطوات تنفيذ العدالة الإنتقالية هو الإعتذار الي الضحايا بصورة رسمية تبرئةً للجيش، و الدولة التي أُختطفت، و تم إستغلال سيادتها، و سلطتها، لاهواء ذاتية، و مصالح لا تخدم المصلحة العامة.
فالإعتذار من شيم الكرماء، و الإنكار، و التكبر، و العنجهية، من شيم الجهلاء، و البلهاء.
الإعتذار يطرح الغبن، و يعزز الثقة في الإرادة، و يُثبت صدق القيادة في تحقيق العدالة.
بالإعتذار فقط يمكن العبور فوق الآلام، و الجراحات، و التسامي، و العفو، لأن الجميع يعرف، و يقدر، و يُدرك حجم الكارثة التي تمر بالوطن، و إنسانه.
كسرة، و نص..
السيد الاقدم في الجيش السوداني، إن كنت تظن بأنه لا يوجد فصل تعسفي في الجيش في عهد اللص الحقير المخلوع تبقى واهم، و تُثبت بأنك تعمل بإرادة النظام البائد، كما صرح رئيس اركان الجيش من قبل، و تسير علي خطى المخلوع الحافر بالحافر.
كسرة، و تلاتة ارباع..
سيأتي اليوم الذي سيتحرر فيه الجيش، و ستتحقق فيه العدالة، و يُنصف كل الضباط، و ضباط الصف، و الجنود، المفصولين تعسفياً، الاحياء منهم، و الاموات، و ستكون عليكم حسرة، و ندامة اينما حللتم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة