تهميش الفوضى بقلم:د.أمل الكردفاني

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 00:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2021, 06:32 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تهميش الفوضى بقلم:د.أمل الكردفاني

    05:32 PM September, 12 2021

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    وجدت العديد من الفتيات يتبنين مفاهيم التنمية البشرية، ونظريات اخرى، تتحدث عن الطاقة، اكثر من الذكور. فمثلا: الساعة ١١:١١ لها دلالة معينة في تلك الفلسفات. وهم -أي الذين يتبنون تلك المفاهيم- يميلون إلى التفاؤل. فهم يتبنون تلك التصورات الإيجابية، التصورات غير السلبية لكي تحدث لك الأشياء الجميلة. ويبدو أنها تحدث بالفعل لأنها في الواقع لا تحدث وحدها.
    إنني مؤمن بفكرة الفوضى، والتي لخصتها كثيراً في أن الأصل هو نزوع العالم إلى اللا انتظام. لكن حدوده القصوى من تلك الفوضى تخلق نسقاً معيناً. على هذا الأساس، هناك نوعان من البشر: نوع يركز على الفوضى، ونوع يستبعد أو يعزل او يهمش تلك الفوضى. الفوضى هي أنني حين أفعل شيئاً جيداً فليس من المرجح أن تكون النتائج إيجابية. مثل أن تُحسن لشخص فيغدر بك، ولكن قد لا يغدر بك ويقابل الحسنى بالحسنى. إذاً وكما يقول الهندي الذي كنت أتسامر معه أثناء قيادته:(فيفتي فيفتي) وهو يهز كفه في الهواء كما لو كان يقلب قطعة خبز حارة.
    وفقاً لنظرية أو مفهوم الفوضى؛ فإنه ليس بالضرورة أن يكون طبيخك جيداً لأنك وضعت المقادير المطلوبة من مواد الطبخ. ليس بالضرورة أن تجد عملاً محترماً إذا تخرجت من الجامعة، ليس بالضرورة أن تربح لأنك اشتريت وبعت. وليس بالضرورة أن تكون علاقتك مع مديرك طيبة لكي تحصل على ترقية، فكل شيء (فيفتي فيفتي-مع هزة كف). وهذه هي الفوضى. فالفوضى تعني أن التوقعات ليست محسومة بقوانين إجتماعية ما، فارتداءك لملابس فاخرة وذهابك لحفلة عند أغنياء لا يعني أنك ستقضي ليلة رائعة بالضرورة. وعلى العكس من ذلك فذهابك لمنزل شخص تكرهه قد يفتح أمامك فرصة التعرف على حب حياتك. لا يوجد قانون. لكن الأشياء السيئة هي الغالبة، لأن السيئ متماهٍ مع الفوضى، أما الأشياء الجيدة فاستثناء من تلك الفوضى.
    هكذا يمكن أن نفهم آلية عمل هذه الفلسفات الغريبة، فالساعة ١١:١١تعني أننا سنتجاهل الفوضى مع التركيز على الأشياء الجيدة التي قد تحدث، والتي في الواقع لا نعرف ما هي على وجه التحديد، والتي في الغالب لن تحدث، لكن عدم حدوثها يخضع لتأجيل حدوثها وليس لنفي الحدوث. وفي هذه النقطة سنرى ارتباطاً وشيجاً بين تلك الفلسفات والدين. فالدين يحاول تحريرنا من التركيز على الفوضى ووضعنا دوما في دائرة الإيجابي.
    فلنلاحظ قضية الدعاء والاستجابة كمثال واضح لذلك:
    فالدعاء وفقاً للمفهوم الديني إما أن يستجاب، أو لا يستجاب، وفي هذه الحالة الأخيرة، فإما لأن الله صرف عن الداعي شراً بدلاً عن اجابة الدعاء، أو أخره إلى يوم القيامة.
    فالتبريران الآخيران لا يقاسان على أساس منطقي، لأن هذا يعني أننا نستطيع أن ندعوا حجراً، وعندما لا يستجيب نقول بأن الحجر قد أجل لنا الإجابة أو ابدلها بخير يوم القيامة، وسيكون ذلك تحصيل حاصل. هنا لا يخضع النص للمنطق العقلي، بل لفلسفة تهميش الفوضى، ففي الغالب لن تحدث تغييرات بالدعاء، ولكن إذا حدث الاستثناء فإن العقل الباطن سيحيلها إلى الدعاء، وإذا لم تحدث سيحيل عدم حدوثها إلى التبريرات المتعالية. لكن ماذا لو حدث عكس الدعاء؟ هنا تظهر المفارقات التي تضع الدعاء على المحك. لذلك يجب دائما تهميش تلك الوقائع السلبية، فالسلبي قد لا يكون سلبياً كما نتصوره، بل قد يفضي إلى خير. وهكذا تحيلنا تلك التبريرات إلى نظرية تهميش الفوضى.
    إن نظرية تهميش الفوضى ليست سلبية، بل لها إيجابيات كثيرة إذا آمنا بها، لأنها أولاً تجعلنا نشتت انتباهنا عن السلبيات وتركيز انتباهنا على الإيجابيات. يؤدي تهميش السلبيات إلى تقبل الواقع والعمل على تغييره وليس الشعور بالإحباط منه والاستسلام لفوضاه. يمنحنا تهميش الفوضى سلاماً نفسياً ودافعاً للعمل. لكن في نفس الوقت، قد تؤدي الكوارث إلى صدمة أكبر مما يمكن تحمله لمن يؤمن بتهميش الفوضى، عندما لا يمكن تجاوز نتائجها القاسية بالتهميش وتشتيت الانتباه، كموت أحد الأقارب أو التعرض للتعذيب..الخ.
    إن الحياة محاولات دؤوبة للتوازن. والنظر إليها على هذا الأساس، يعني أن نؤمن بشرها وبخيرها، لأننا داخل فوضى ضخمة؛ وما أنشطة البشر إلا محاولات لترتيبها، سواء بالبحث العلمي أو بوضع أهداف اجتماعية أو اقتصادية وعاطفية وسياسية...الخ.























                  

09-13-2021, 10:57 AM

علاء خيراوى
<aعلاء خيراوى
تاريخ التسجيل: 11-09-2017
مجموع المشاركات: 358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تهميش الفوضى بقلم:د.أمل الكردفاني (Re: أمل الكردفاني)

    وفقاً لنظرية أو مفهوم الفوضى
    انك من الممكن جدا ان تُعجب بمقال للدكتور امل الكردفانى نشره على سودانيز اولاين

    Right on
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de