تحتشد واقعه الطف بعديد الدروس والعبر التي تشير الي جملة من المبادئ و القيم والفضائل التي اتي اﻻسﻻم لترسيخها وغرسها في حياة الناس..ان النهضه الحسينيه المباركة لم يكن خروجها الباذخ ذلك إﻻ بسبب الشعورأن تلك القيم التأسيسيه تتعرض لخطر عظيم..وان البنيان الذي قام يكاد ان يخر من قواعده..فأضحي الناس يصبحون علي قيمه تموت وتنمحي ويمسون علي فضيله تندثر ورذيله تحيا.ففشت امراض وعلل المجتمعات المقهورة، نتيجة للظلم والفسادواﻻستبداد الذي حاق بالناس وتقهقرت قيم الحريه والعداله والمساواة ونصره المظلوم..وصعد أصحاب المصالح وبائعي الذمم والمواقف علي راس اﻻمر وتصدروا المشهد واصبحوا بطانة للحاكم الظالم ومن خواصه وحاشيته المقربين..ازاء هذا الواقع واﻻنحراف الذي ألم بالمجتمع من قمه راسه الي أخمص قدميه..نظر اﻻمام الحسين(ع) لهذه الحالة المترديه التي اذا ما استفحلت وتمددت سوف تحيط بالدين حالقه تحلقه وتجتثه من جذوره .. فكان ﻻبدله من اﻻعﻻن عن رفضه واستهجانه لهذا المسارالذي يسير بالمجتمع نحو الهاويه..يسوقه ويذهب به لهذا المصير حاكم ظالم فاسق فاجر ﻻيتوفر له الحد اﻻدني من اﻻهليه الدينيه او اﻻخﻻقيه تجعله يتولي وﻻيه امر المسلمين..فلم يكن لﻻمام الحسين خيارا سوي الوقوف في وجهه هذا اﻻنحدار..وهو يمتثل للهدي الرباني ويجعل نصب عينيه ايات العلي القدير.. (وﻻتركنوا إلي الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من اولياء ثم ﻻتنصرون) صدق الله العلي العظيم هود113. ولهذا استنكف ان يساوم عندما عرضت عليه المساومة (والله ﻻاعطيهم بيدي اعطاء الذليل وﻻ اقر لهم اقرار العبيد).. كلمات تكتب بماء الذهب علي صفحات الزمن وعلي مر الدهور والعصور..تخبر عن مكنون القيم التي يمثلها وعن اﻻصرار علي السير في طريق تقوبم اﻻعوجاج مهما كلف اﻻمرمن بذل وتضحيات جسيمه واثمان باهظه ستدفع ثمنا لمبادئ وقيم جاء بها الرسل واﻻنبياء تواترا نبي في عقبه رسول حتي ختمت برسولنا اﻻعظم(ص)..فهذه المبادئ يجب ان تبقي منارة تنير دروب اجيال اﻻمة المتتاليه ﻻتساوم علي قيمها وﻻتهادن علي مبادئها..اذن درس كربﻻء الخالد لﻻمة ان ارادت ان يكون لها وجود تحت الشمس ان تحدد محددات خطوات مسيرها وفق قيمها التي تؤمن بها والمبادئ التي تنادي بها..فالظلم منبوذ وقبيح مهماكانت الجهه التي ارتكبته ومدي قوة اوضعف ارتباطنا بهذه الجهه..ويجب كذلك الوقوف مع المظلوم ومساندته حتي يتم رفع الظلم عنه. بغض النظر عن توافقنا او اختﻻفنا معه دينا او ثقافة او عرقا..وهذا الموقف يؤيده العقل السليم ويستحسنه الضمير الحي..ﻻن الظلم كقيمه متعديه لو استشرت ﻻيعنيها كثيرا تصنيفات الناس واتجاهاتهم الفكريه اوالعقائديه اوحتي اجناسهم اوقبائلهم..انما يهم الظالم خضوع الناس لظلمه وجبروته..وعلي ذات النسق الاستدﻻلي فالعداله قيمه ﻻجنس لها وﻻ لون..يسعي اليها كل انسان حر يؤمن بحريه اﻻنسان في خياراته دون تعدي وافتئات علي حرية اﻻخرين.. فالفطرة ان ينال الكل حقوقه ويؤدي واجباته..وان كل بني البشر سواسيه في اﻻنسانيه..ﻻتتجبر فئه او جماعه او دولة او اي منظومه مدعيه..وتفرض أرائيهاو تصوراتها علي البقيه.ﻻنها تمكنت من اسباب القوة والجبروت وهي في دورة هيمنتها التاريخيه..فالتاريخ دورات واﻻيام دول..وخط سير حركة التاريخ البياني متأرجح صعودا وهبوطا..فﻻ تفعل اليوم ماتستنكفه غدا..حين تعطيك الدنيا ظهرها وتديروجهها عنك.. فدرس النهضه الحسينيه المستفاد هو إدارته لمعركته الكبري ضد إهدار القيم والمبادئ و انه بتلك التضحيه وذلك البذل فإن معالم حركة الحياة سوف تنطلق في مسارها بتكامل وتعاضد منظومة هذه القيم الي كماﻻت غاياتها..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة