و أفتتاح أول سفارة لسويسرا بالخرطوم وزوج شقيقتي يعمل بها كتبت عنه " عبدالله مدني الدنقلاوي فارع الطويل أحد أركان علاقات الصداقة السودانية السويسرية " وكنا حضورا لجميع فعالياتهم وأميزها مرور ٥٠٠ عام علي قيام الدولة السويسرية حيث قلده السفير ميدالية ذهبية ورتب له مجموعة من السفراء عملوا بالخرطوم لرحلة لاوروبا امتدت لشهور ... في عيد أضحية طلب من والدي ان يتنازل عن ذبح أضحيته اول الايام لان طاقم السفارة سيفطر عنده .. صباح اليوم الثاني " دقش " وأبي يفك قيد " الخروف " فاذا السفير يطرق باب دارنا وأطفال جيراننا بحي الختمية بالخرطوم بحري يتحلقون حوله بعضهم ارتدى كامل ثياب العيد واجتهد أخرون لجر الخروف للخارج وأبي منتشي بضيفه السويسري ويشمر عن ساعده ويسن السكين ويكبر ويذبح .. والخواجة يدا بيد يسلخه معهم ويوثق بكاميرا ذكية كل التفاصيل الدقيقة .. ونحن بالمطبخ " التكل " ورغبة ملحة لاستجلاء أمر هذا الحضور الباذخ .. فاتضح أن السفير استجلى أبي متى يذبح فقال له تفضل عندنا عندنا غدا قبل السادسة صباحا والخواجات لا يتلاعبون في الدقائق والثواني فجاء باكرا لحضور الذبح وعمل الشواء وشارك بمتعة وحيوية وبحجة انه تناول امس الافطار دون توثيق للذبح ووووو ولم يكتفي بذلك بل دلف " للتكل " وقام بالامساك بالمفراكة ورصد كل مكونات العصيدة و " التقلية " وكان غاية التلذذ وهو يتذوقها علي كفة يده للتأكد من طيب مذاقها وقوامها من مسحوق البامية المجففة.. ليجلس جوار " كانون " موقد القهوة وفناجين الصيني المعتقة بالمستكة وبخور اللبان يعطر الاجواء تحت تعريشة بالحوش صنعناها من " بليتات الطباعة " الواح ذنك خفيفة " مطبوع عليها عدد من جريدة الصحافة وحينما اعتذرت للسفير بان التعريشة لا تليق به وان لغتي الانجليزية غير جيدة .. ضحك وقال انه يوم مميز جدا لغتك الام ممتازة وأنت في هذه ألسن تحاوريني بالانجليزي وافهمك … وانا سفير لا أجيد اللغة العربية وانجليزيتي ليست ممتازة لتشابكها بالالمانية … كما انك مبتكرة لهذه التعريشة التي أحسدك علي استلقاءة و انت تقرائين صحيفة معلقة بالسقف … ذلك اليوم تخطى فضيلة الأضحية لعمق " حوار الثقافات " والتلاقي الانساني والجود بالموجود وتلذذ الخواجة بملاح التقلية ومنحنا جرعة معنوية مقدرة بأن المطبخ السوداني ذو مذاق مميز ومكنوناته متاحة للغني والفقير .. ووعد حينما ينهي عمله بالسودان أن يأخذ من مكونات الطبخ السوداني وفعليا كان قد حول جزء من صالون منزله الفاخر لمتحف من ادوات المطبخ المستعملة التقطها خلال جولاته لاقاليم السودان وقطعا هي الان بمنزله جوار جبال الالب الساحرة وصور وحكايات تحكي عن أسرة سودانية تمارس الحياة باريحية في كنف بت كانور وود درار أسكنهم الله الفردوس الأعلى…. فما أجمل تلاقي الشعوب وتبادل المعارف … وقع تحت ناظري أعلان لوظيفة بالهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي في وقت كانت الوزارات والمؤسسات والسفارات تعلن وظائفها عبر الصحف السيارة .. لا محاصصة ولا ككشوفات وزارة خارجية اليوم …وتلقيت رسالة بموعد الاختبار العملي ..وبعد ايام اخطار للمعاينة فاذا بزوجي يطلب مني الاعتذار لانه كلف بعضوية اللجنة فالحيت والحيت .. وأقنعته بانها سانحة لقياس قدراتي التنافسية لوظيفة بمنظمة اقليمية عربية ….كنا حوالي عشرين متنافسة نودي أسمي .. فبادرني رئيس اللجنة مدير شؤون الموظفين.. هناك نظرية تقول ان المرأة الناجحة في عملها هي زوجة " فاشلة " وبكل ثقة وثبات .... أنا أعترض علي هذه النظرية فطيلة مسيرتي العملية كنت ناجحة وانا زوجة ايضا سعيدة .. أين يعمل زوجك … ودون أي ارتباك او تردد .. يعمل بالهئية العربية للاستثمار .. ما وظيفته ومن هو ..مدير ادارة العلاقات العامة والاعلام .. الأستاذ حسن ابوعرفات … فاذا رئيس اللجنة يقفز من كرسيه لاكثر من مرة وهو يخبط الطاولة .. مستحيل .. مستحيل.. This is impossible أكاد لا أصدق .. فأنت تؤسسين لنظرية معاكسة وقدمتي مثل حي…وضحكنا جميعا وكانت فرصة للتعارف… وشرح حسن كيف أنه طلب عدم دخولي للمعاينة … رئيس اللجنة كشف انه سجل لي أعلى درجة ٢٠/٢٠ وطلب من الاعضاء الكشف عن ما رصدوه لي فاذا ابو العيال يسجل أدنى الدرجات ١٤ /٢٠ وأمن اعضاء اللجنة انه ظلمني كثيرا … وقبل بدء اجراءات انتقالي من دار الصحافة للهيئة العربية اعتذرت عن وظيفة يسيل لها اللعاب لان مؤشرات الاغتراب لاحت للديوان السلطاني بسلطنة عمان وليس لدولة قطر … ولذلك يبقى للحديث بقية .. عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة