الشعب السوداني حين التقى مع البعض لأول مرة كانت الضرورة تقتضي مواكبة تلك الأحوال الآنية التي كانت سائدة في ذلك الوقت رغم عيوبها الكبيرة والفظيعة ،، وذلك بالقدر الذي يوجد ويخلق تلك الدولة الجديدة المولودة ،، وعليه فإن مكونات المجتمع السوداني قد جمعتها الأقدار لخوض تلك التجربة القاسية المريرة ،، وقد رضي الشعب السوداني بالمآل في ذلك الوقت رغم تلك المظاهر العديدة التي كانت تشوه صورة الدولة الجديدة المقترحة ،، وكانت تلك التناقضات العديدة تمثل مفترق الطرق منذ البدايات ،، وتلك الضرورة الوقتية هي التي قد فرضت على الشعب السوداني بأن يلتقي مع أشكال وألون الاتجاهات والأفكار المتناقضة رغم عيوبها تلك القاتلة ،، فقد حكمت الأقدار بأن تلتقي جملة من التناقضات والمظاهر في بوتقة تلك الدولة الجديدة المقترحة ،، وتلك العيوب والمظاهر بعضها كانت بمنتهى السلبية والعفونة والقذارة ،، وبعضها كانت بمنتهى العفة والعفاف ومحاسن الصفات المقترنة بالعقيدة السمحة ،، وكانت تجربة المرحلة مربكة ومريرة بكل القياسات ،، حيث حكمت الظروف الآنية بأن يلتقي الشعب السوداني مع بعض تلك الفئات البشرية البدائية المتخلفة والغير حضارية ،، كما حكمت الظروف بأن يلتقي الشعب السوداني مع تلك الفئات البشرية التي لا تبالي إطلاقاَ بشروط العفاف والأخلاقيات الراقية الحسنة ،، وبنفس القدر التقى الشعب السوداني مع تلك الفئات البشرية البدائية التي تواكب الحياة كالأنعام ،، وكذلك قد التقى الشعب السوداني مع تلك الفئات البشرية البدائية المتخلفة الموبوءة بنزعات الأحقاد والعنصرية البغيضة ،، وكذلك في خضم تلك المعمعة الكبيرة قد التقى الشعب السوداني مع هؤلاء أهل التوجهات والأفكار اليمينية المتطرفة ،، وبنفس القدر قد التقى الشعب السوداني مع هؤلاء أصحاب التوجهات والأفكار اليسارية المتطرفة ،، فتلك الظروف القاهرة قد فرضت على الشعب السوداني أن يجاري هؤلاء وهؤلاء من قبيل المجاملات في مراحل المخاض ومولد الدولة الجديدة ،، ولكن تلك المجاملات والمهادنات بصورة أبدية لم تكن من أهداف الشعب السوداني المسلم ،، بل أن ذلك الشعب السوداني المسلم كان يعرف جيداَ بأن الصحيح هو الذي يجب أن يكون في نهاية المطاف ،، فكان لابد من تلك الغربلة والتمحيص الذي ينقي المجتمعات السودانية من تلك الظواهر والشوائب القذرة النتنة .
وبالمختصر المفيد فإن تلك الظروف القاهرة هي التي فرضت نفسها على الشعب السوداني في وقت من الأوقات ،، وهي تلك الظروف لقاهرة التي كانت من مقتضيات المرحلة التي تمكن من إيجاد وخلق تلك الدولة المولودة الجديدة المقترحة ،، وبعد تلك السنوات الطويلة في خضم تلك التناقضات كان لابد من تنقية وتصفية المجتمعات السودانية من تلك الشوائب القبيحة الموروثة ،، وبالتالي فإن الشعب السوداني قد أجتهد طويلاَ وأخيراَ قد تمكن من نظافة وتنقية المجتمعات السودانية من مظاهر الفسوق والفجور والانحلال الأخلاقي ،، وتمكن من إيجاد تلك اللوحة الرائعة التي تؤكد بأن دولة السودان حالياَ تخلو من مظاهر المجون والفسوق والدعارة والإباحية ،، وهي تلك الأخلاقيات الحسنة الفاضلة التي تسعى لتحقيقها الشعوب الحرة في كافة دول العالم ،، ودولة السودان في الوقت الحاضر بفضل الله تعالى وبفضل أبناءها الكرام قد تخلصت كلياَ من بيوت الدعارة المعلنة ،، كما تخلصت من مظاهر المجون والفسوق والتردي في الأخلاقيات ،، وقد أدرك الشعب السوداني أن مذاق الفضائل والعفة والعفاف والشرف أحلى ألف مليون مرة من مذاق الفجور والفسوق والنتانة والعفونة !! ،، وهي تلك الصورة النبيلة الكريمة التي تشرف الرجال أبناء الرجال ،، وفي وقت من الأوقات كانت صورة الأحوال بدولة السودان لا تشرف الرجال الذين يملكون مثقال ذرة من النخوة والكرامة والرجولة ،، حيث كانت مظاهر الفجور والفسوق ،، بجانب تلك الإباحية الفاضحة وبيوت الدعارة والخمور ،، ولكن بفضل الله تعالى وبفضل هؤلاء الأوفياء من أبناء السودان الأحرار الأبطال تمكن الشعب السوداني من تغيير تلك الصورة النتنة القذرة التي كانت سائدة في المجتمعات السودانية ،، وعزيمة الشرفاء من أبناء السودان كانت قوية للغاية منذ البدايات ،، وهي تلك العزيمة البطولية التي تمكنت أخيراَ من أزلة كافة تلك الظواهر السلبية النتنة القذرة عن الساحات السودانية ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن ذلك التحول والتعايش في ظلال الفضائل ومكارم الأخلاق لم يعجب البعض من أبناء السودان ،، ذلك البعض الذي لا يبالي ولا يفقه معاني الفضائل منذ نشأته ومولده ،، فهو ذلك المولود في حظائر الفسوق والفجور ،، وهو ذلك المترعرع في أزقة المجنون والإباحية ،، وأمثال هؤلاء من الطبيعي أن يرفضوا كلياَ مظاهر الفضائل وأن يرفضوا كلياَ محاسن الأخلاق .
الشعب السوداني يعيش حالياَ في ظلال الفضائل ومكارم الأخلاق بعد إزالة تلك الشوائب الأخلاقية القذرة التي كانت سائدة في يوم من الأيام ،، وتلك النقلة النوعية الجديدة في ظلال الفضائل وفي ظلال محاسن الأخلاق لم تعجب البعض من أبناء السودان ،، وأمثال هؤلاء يجهلون كثيراَ تلك الفوارق بين الفضائل والفسوق ،، وبنفس القدر يجهلون كثيراَ بأن كل من يذق حلاوة الإيمان لا يمكن له أن يرتد ويعود مرة أخرى لأزمان الفسوق والفجور والانحلال الأخلاقي بأي شكل من الأشكال ،، والبعض منهم بغباء شديد يظن أن الشعب السوداني يحن لأيام الماضي في ظلال الفسوق والانحلال الأخلاقي ،، وتلك هي مظنة الجهلاء من الناس ،، ولا يدري إطلاقاَ بأن الكرام أبناء الكرام يفضلون الموت ألف مليون مرة عن العودة لأيام الفسوق والدعارة والمظاهر الكريهة .
وهنالك ملاحظة أخيرة هامة ،، فذلك الشعب السوداني في هذه الأيام ليس بذلك الشغوف النهم الذي ينادي بالتراخي والمجاملة لهؤلاء وهؤلاء ،، وهو لا يتمسك إطلاقاَ بتلك المعية مع تلك الفئات البشرية التي تنادي بالعودة لأيام الفسوق والفجور والانحلال الأخلاقي ،، فتلك المعية برمتها لا تشرف الأحرار من أبناء السودان ،، والخيار مفتوح أمام الجميع ،، من يريد أن يدور في مدار الفضائل ومكارم الأخلاق فمرحب به في كافة الأوقات ،، ومن يريد العودة لأزمان الفسوق والفجور والمجون والتردي في الأخلاقيات فإن تلك الأبواب مفتوحة أمام الجميع وتفوت ألف جمل وجمل !! ،، ولسان حال الأتقياء من أبناء السودان يردد عبارات : ( في ستين ألف داهية كل من يحن لأيام الفسوق والفجور والإباحية ! ) ،، وفي اعتقاد الشعب السوداني الجازم فإن كل من ينادي بالعودة لأيام الفسوق والفجور هو خبيث ماكر لا يريد الخير للشعب السوداني ،، وتلك النزعة القذرة في نفوس هؤلاء الخبثاء تجعلهم ممقوتين بالفطرة لدى الشعب السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة