في الماضي في أزمان ( العلمانية النتنة الكريهة ) كانت معظم المدن السودانية فيها تلك الأحياء المخصصة لممارسة الدعارة والعربدة والفسوق والفجور،، وكان هؤلاء المبتلين بتلك النزعات الأخلاقية الهابطة المنحطة والمبتلون بتلك الشهوات الحيوانية القذرة يؤمون ويقصدون تلك الأحياء الموبوءة بالليل والنهار ،، وبنفس القدر كانت توجد تلك الأحياء المخصصة التي تباع وتشرب فيها الخمور البلدية بأشكالها وألوانها ،، ( العرقي والمريسة والنبيذ وخلافها ) ،، وتلك الأحياء المخصصة لبيع وشرب الخمور البلدية كانت تسمى في ذلك الوقت ( بالإندايات ) ،، وهي تلك الأحياء الهامشية الطرفية التي كانت تعج في الأمسيات بالسكارى ،، كما أنها كانت تعج بحلقات الرقص وأصوات الدلاليك ( جمع دلوكة ) طوال الليالي في الصيف والشتاء ،، والمدن الثلاثة ( الخرطوم / والخرطوم بحري / وأم درمان ) كانت تتواجد فيها تلك ( الإندايات ) ،، كانت هنالك تلك الأحياء المخصصة ( الإندايات ) بمدينة الخرطوم ،، وكانت هنالك تلك الأحياء المخصصة ( الإندايات ) بمدينة الخرطوم بحري ،، وكانت هنالك تلك الأحياء المخصصة ( الإندايات ) بمدينة أم درمان ،، ومن العجيب في الأمر أن تلك ( الإندايات ) بمدن العاصمة المثلثة كانت لها تلك الطقوس الخاصة التي يعرفها ويفقهها جيداَ هؤلاء الرواد لتلك ( الإندايات ) ،، ومن تلك الطقوس العجيبة أن أصحاب تلك ( الإندايات ) كانوا يرفعون الأعلام التي ترفرف عالياَ فوق أبوابها عندما تشارف الشمس على الغروب ،، وذلك للدلالة على أن الخمور معدة وجاهزة لديها ،، وفي حالة عدم تواجد تلك الأعلام فوق الأبواب فإن الإشارات كانت توحي بأن الخمور غير معدة وغير جاهزة !! ،، ومع مرور الأزمان فإن تلك الطقوس قد أصبحت شائعة في كافة ( الإندايات ) بمدن السودان ،، وبنفس القدر فإن رواد ( الإندايات ) بالأقاليم كانوا يعرفون جيداَ دلالات تلك الأعلام التي ترفرف فوق ساريات البيوت ،، وكانوا يقولون لبعضهم البعض : ( إذا زرتم العاصمة السودانية في يوم من الأيام وأردتم تناول تلك الخمور البلدية فيها فأسلوا أهل العاصمة عن مواقع تلك الإندايات !! ) .
وفي إحدى المرات جاء أحد ( الأعراب ) من الأقاليم لمدينة الخرطوم العاصمة لأول مرة ،، وهو ذلك ( العريبي ) الذي قد سمع الكثير والكثير عن طقوس ( الإندايات ) بالعاصمة السودانية ،، وكذلك سمع الكثير عن تلك الطقوس التي تتحدث عن رفع الأعلام فوق بيوت ( الإندايات ) عندما تكون الخمور جاهزة ،، ثم بدأ يسأل الناس والمارة عن موقع تلك ( الإندايات ) بمدينة الخرطوم حتى يزورها ويشرب الخمور فيها ،، ولكن من سوء حظه فقد صادف وسأل أحد هؤلاء ( المكارين الخبثاء ) من أبناء العاصمة عن موقع ( الإندايات ) بمدينة الخرطوم ،، فقال له ذلك ( المكار الخبيث ) أتبعني وسوف أوصلك لموقع الإندايات ،، ثم ذهب به لساحة القصر الجمهوري بالخرطوم ،، ووقف بعيداَ ثم أشار وقال لذلك ( العريبي ) ألا ترى ذلك المبنى الشاهق الذي يرفرف فوقه ذلك العلم الخفاق ؟؟،، فأجابه العريبي ( نعم ) ،، فقال له ذلك ( الخبيث الماكر ) تلك هي ( الإندايات ) التي تباع وتشرب فيها الخمور البلدية فأذهب إليها ولا تتردد إطلاقاَ في الدخول ،، فشكره ( العريبي ) ثم توجه مباشرةَ لناحية القصر الجمهوري ،، اقترب ثم دنا من الباب الرئيسي الذي يقف عنده الحراس ،، ثم أراد أن يدخل القصر الجمهوري ،، وحينها فجأة انتفض وتحرك حراس القصر الجمهوري ووجهوا إليه فوهات البنادق !!،، ثم أصدروا تلك التحذيرات العسكرية الصارمة ،، وطلبوا منه الامتثال للأوامر ثم الجلوس على الأرض ،، وعند ذلك صاح ذلك ( العريبي) مستغرباَ وقائلاَ : ( بسم الله !!! ،، متين صبحت الواطة ؟؟ ،، ومتين شربتو ؟؟ ،، ومتين سكرتو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) .
كم وكم في هذه الدولة العجيبة من هم في تفكيرهم بمستويات أصحاب ( الإندايات ) !! ،، وكم في هذه الدولة العجيبة من هم في تفكيرهم بمستويات رواد ( الإندايات ) !!،، وكم وكم في هذه الدولة العجيبة من هم في تفكيرهم بمستويات ذلك ( العريبي ) !! ،، وكم وكم في هذه الدولة العجيبة من هم في تفكيرهم بمستويات ذلك ( الماكر الخبيث ) !!،، وكم وكم في هذه الدولة العجيبة من هم في تفكيرهم بمستويات هؤلاء الحرس أمام القصر الجمهوري !!،، جوقة من البشر الكل يتغنى على هواه !! ،، وخلط يمثل قمة التناقضات في مجتمع يدعي أنه يواكب القرن الحادي والعشرين !! ،، أناس فوق وفوق الآفاق في معدلات الذكاء والتفكير،، وأناس تحت وتحت نقاط الصفر في مقياس الذكاء والتفكير !! ،، فكيف تتقدم هذه الدولة المنكوبة التي تنوء بأصحاب تلك العقول الضعيفة المريضة والمتناقضة ؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة