يا بخت الشعب السوداني ،، قيل له أن أهل الثراء والأموال في أرجاء العالم قد تبرعوا بمبلغ خمسة دولارات ( بالتمام والكمال ) كمساعدة نقدية لكل مواطن سوداني يحمل الرقم الوطني !،، وقالوا أن ذلك المبلغ الزهيد ( بكل القياسات ) سوف يخفف المعاناة عن كاهل المواطن السوداني الذي يكابد الويلات ويعيش في أتون الجحيم !،، وتلك الزوبعة التي تدور حول برنامج ( ثمرات ) قد أربكت حسابات ذلك المواطن السوداني البسيط الذي يجهل حقيقة الحيثيات والمآل ،، وهو ذلك المواطن البسيط الذي يعيش في أوهام التكهنات حول برامج ( ثمرات ) ،، ومعظم الناس يتوهمون في جدوى ومقدار ذلك المبلغ الموعود ،، ويجهلون كليا تلك الحقائق الجوهرية حول برنامج ( ثمرات ) ،، وفي نفس الوقت يجهلون كلياَ تلك القيمة الفعلية لمبلغ 5 دولارات بالمقارنة بالعملة المحلية ,, وحين يقال لهم أن ذلك المبلغ بالدولارات يعادل كذا بالعملة السودانية يضحكون ويقع معظم الناس على الأرض من ضحالة المبلغ !! ،، ثم يواصل الضحك حين يقال له أن ذلك المبلغ الزهيد بكل القياسات سوف لن يدفع للمواطن السوداني طوال العمر والحياة حتى الممات ،، ولكنه سوف يدفع للمواطن السوداني بمعدل ( 5 دولارات ) فقط لمرتين في الحياة !! : وبمعنى آخر فإن هؤلاء الأثرياء الأسخياء في العالم قد قرروا بأن يدفعوا للشعب السوداني مبلغ ( 10 دولارات ) لكل مواطن سوداني خلال عام كامل من الزمان ،، وذلك على قسطين بمعدل ( 5 دولارات ) كل ستة أشهر !!! ،، ما هذه المكرمة الكبيرة العظيمة !! ،، وما هذا السخاء الكبير من أثرياء العالم ،، والمعروف أن ذلك المبلغ الزهيد لا يؤدي مثقال ذرة من العون والمساعدة لهؤلاء الغلابة من الناس ،، وخاصة في دولة تشهد تلك الزيادات الرهيبة في أسعار السلع والخدمات عند رأس كل ساعة !! ،، وربما أن تكلفة السعي للحصول على ذلك المبلغ ( 5 دولارات ) تكون أضعاف الأضعاف عن قيمة الدولارات نفسها !!!!
وبالأمس كان ذلك اللقاء التلفزيوني مع المسئول عن برنامج ( ثمرات ) ،، ومع الأسف الشديد فإن ذلك المسئول لم يبشر بالخير ،، ولم يفد بأن تلك المبالغ التي يتبرع بها هؤلاء الأثرياء في الخارج سوف تدفع للشعب السوداني لفترة طويلة إن لم تكن لمدى الحياة ،، ولكنه قد ألمح بأن مبلغ ال ( 10 دولارات ) هو الذي يمثل المبلغ الأول والأخير ،، وهنالك ملاحظة أخرى خطيرة للغاية أبداها ذلك المسئول ،، حيث قال بالحرف الواحد أن مشروع ( ثمرات ) سوف تنفذ في ولايات وأقاليم سودانية حسب برمجة تحدد الأولوية والأفضلية ،، وقد أوضح ذلك المسئول بأن هنالك أولويات لبعض الولايات والأقاليم السودانية لتنفيذ برنامج ( ثمرات ) دون تلك الولايات والأقاليم الأخرى ،، في المرحلة الأولى حدد ولاية الخرطوم ومعها ولايات أخرى قد أسماها بالاسم ،، ثم قال هنالك المرحلة الثانية وحدد لها ولايات ومناطق سودانية بعينها وباسمها ،، ثم قال هنالك المرحلة الثالثة والأخيرة وحدد لها ولايات باسمها ،، وكان واضحاَ وجلياَ للغاية بأن هنالك ولايات وأقاليم سودانية بعينها كانت لها الأولوية والأفضلية لأسباب يجهلها الشعب السوداني ،، وهنالك ولايات وأقاليم سودانية أخرى وقد تم تأخيرها تعمداَ ومقصداَ ،، وتلك الحقيقة المؤلمة الموجعة تؤكد بأنه حتى في مجالات المساعدات الإنسانية هنالك تلك النزعات العنصرية البغيضة الكريهة ،، وما كان يضير هؤلاء المسئولين لو أنهم أعدلوا وأنصفوا بين كافة مناطق وأقاليم السودان ،، بحيث يتم تنفيذ ذلك البرنامج في كافة مناطق السودان وفي نفس الأوقات والأزمان ،، ولكن مع الأسف الشديد كان واضحاَ للغاية بأن هنالك ولايات سودانية بعينها قد استأثرت بنصيب الأسد كما هو الحاصل في هذه البلاد لأكثر من 33 عاماَ ،، والمعروف للشعب السوداني أجمع أن نظام الإنقاذ البائد الظالم كان يدغدغ أقاليم بعينها طوال المدى والسنوات بالخيرات والخدمات دون تلك الأقاليم السودانية الأخرى ,, وجاء هؤلاء ليمارسوا نفس الأساليب القذرة ويظلموا بنفس الوتيرة والمنوال !! ،، وقد أعطوا الأولوية والأفضلية لأقاليم ومناطق سودانية بعينها كالعادة طوال 33 عاماَ ،، بينما أن هنالك ولايات وأقاليم سودانية أخرى قد تم جدولتها في نهايات القوائم بطريقة مقصودة وجارحة للغاية ،، ونقول لهؤلاء المسئولين الخبثاء الذين فرضوا تلك الأولويات وفضلوا أقاليم عن أقاليم بغض النظر عن حسن النوايا أو عدمها فأن هؤلاء المواطنين في تلك الولايات والأقاليم السودانية المظلومة طوال المدى و السنوات والذين وضعوا في نهاية القوائم لا يركضون إطلاقاِ كالآخرين خلف الصدقات والهبات لأنهم أصحاب عزة وكرامة وشرف !! ،، ولأنهم يتصفون بعلو الهمة والمقامات وعزة النفوس ،، فهؤلاء الأحرار في تلك الأقاليم والولايات السودانية لهم القدح المعلى في نهج المكارم ،، ودائماَ وأبداَ يفضلون الابتعاد عن سفاسف الأمور ،، ويفضلون دائماَ ذلك التواجد في بلاد الغربة لخوض المخاطر التي تليق بالرجال ،، ولا يفضلون إطلاقاَ الوقوف في صفوف المتسولين كالآخرين في انتظار الصدقات والهبات ،، وفي نفس الوقت لا يعرفون ذلك التواجد والاستكانة داخل الدولة طوال المدى والأعمار ثم الولولة كالنساء طوال الحياة .
أبناء السودان الذين يعيشون في الخارج ويتعاملون بالدولارات يعرفون جيداَ مدى الضآلة والمهزلة التي يمثلها ذلك المبلغ ( 5 دولارات ) ،، وخاصة في دولة تئن بالتضخم لدرجة الغثيان ،، وذلك المبلغ الزهيد ( 5 دولارات ) يمثل قمة المهزلة في أعراف الأثرياء أصحاب الأموال ،، وفي الكثير من دول العالم فإن ذلك المتسول في الطرقات قد لا يقبل إطلاقاَ ذلك المبلغ الزهيد في حالة التصدق ،، وقد يعتبره إهانة كبيرة !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست