ان الله اختصكم في كل الأزمان والأوقات والحقب بميزة كلمة الحق ولا يستطيع غيركم قولها أو كتابتها او الجهر بها فأنتم من بيدكم الإصلاح والتغيير الحقيقي لأنكم تطرقون على أهم نقطة في جسم الإنسان وهي وعيه ولا وعيه ، لذا الكلمة أمانة ولها قدسيتها لذلك كانت السلاح الأخطر والناعم لكل الأنبياء والرسل ولكل من أراد الحرية أو التغيير الحقيقي في مجتمعه طالما كانت في الجانب الصحيح من الحياة ، فلننتبه لما نتناول فقد شهدنا كَمَّ الأقلام المنحرفة في العهد البائد وكيف كانت تطبل وتزمر وتداهن للطاغية بل وتغني وترقص علناً له متجاهلة كل المساويء والجرائم التي تدور من حولها فحادت الأقلام عن الطريق فَعَمَتْ وَصَمَّتْ عن الحق ونالت ميدالية السقوط والعار عن جدارة . لذلك يجب أن نكتب ونكتب عن عنصرية الأفراد والكراهية والفتن وننتقد عنف العسكر الغير مبرر إطلاقاً وندافع عن الثورة ومستحقاتها ونقف مع المظلوم ونستهجن السلوك المشين ونؤيد الإصلاح والتجديد والتنمية ونشير إلى الخلل ونشيد بمن يستحق الإشادة دون غلو وبعيداً عن الانطباع المسبق ونبين مواطن الضعف وهذا قليل من كثير تجاه هذا الوطن فكل من حمل سلاح الكلمة يجب أن يفي بحقها أو هكذا يجب أن يكون ، فكلنا جنود في مواقعنا لأجل هذا الوطن الذي نحبه لدرجة العشق مهما بعدنا عنه ومضى بنا العمر فهو فينا باق ٍ . هذا هو مجتمعنا يجب أن نقبله كما هو ونعيش فيه ونتعايش معه في غناه وفقره وسعادته وتعاسته في مدنه وبين قراه على جباله ومن خلال وديانه وسهوله وبمختلف ألوانه واطيافه القبلية والعشائرية وكذلك بعاداته وتقاليده وفنونه وسياساته وطوائفه بل وكل موبقاته ونقصانه وعوراته ذكوراً وإناثا . فلكل ٍ منا دور ودورٌ مفصلي مهما كان هذا الدور صغيراً في رأيك أو تافهاً في نظر غيرك او مثيراً للسخرية عند آخرين فقط قم بدورك الذي أوكل إليك أو وجب عليك بكل صدق وأمانة وإخلاص ذاتي ابتداءً من الأم صاحبة الرسالة الأسمى والاشرف في هذه المنظومة الدقيقة في التربية السليمة للنشء ورعايته ثم الأب ودوره المحوري في الأسرة بتوفير احتياجاتها وبذل كافة الجهود لذلك ثم الأبناء ودورهم الأهم لإكمال حلقة النجاح بالمثابرة والاجتهاد للنجاح والتقدم والتفوق ولا نغفل الدور الهام للمدرسة وهي الحاضنة العقلية والفكرية لكل ذلك ثم المجتمع ككل في تقويم السلوك العام ليس فقط بالحديث عنه بل بالأفعال التي تصدر من ذاك المجتمع وحركته أو حراكه ولا ننسى أيضاً دُورْ العبادة الحقيقية ودَوْرها في التربية الروحية والوجدانية المهمة للصغار والكبار وهكذا يتم تغيير المجتمعات وإنتاج منظومة صحية متعاونة متكاتفة ومهيئة لتتفقد الجار وتساعد الضعيف وتعطف على الفقير وتواسي المكلوم وتدفع بأصحاب المال للبذل والعطاء طواعية وهم راضون . التربية المتكاملة والصحيحة للأطفال تعطينا جيلاً كله وطنية وجد واجتهاد وأمانة ومراعاة لحقوق الناس والعباد جيلاً مخلصاً في عمله وأداء مهامه وواجباته دون رقيب أو حسيب وبذلك يصلح العباد وينصلح حال الدولة وينعم الجميع ويسعد في هذا الوطن .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة