ازدياد معدل الجريمة الانتقالية بقلم:اسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 06:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-31-2021, 00:17 AM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 800

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ازدياد معدل الجريمة الانتقالية بقلم:اسماعيل عبد الله

    11:17 PM August, 31 2021

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    جرائم القتل والسرقة والخطف والاغتصاب زادت في فترة الانتقال بالمدن والقرى والارياف، وانفرط عقد الأمن بدرجة كبيرة لا تخطئها العين، نقول هذا بناءً على الملاحظات اليومية من دون اجراء عمليات احصائية او مقاربات بين الوضع الراهن والسنوات السابقة لانتصار ثورة ديسمبر المجيدة، فرموز الحكم المنتقل لا يقدمون شرحاً مستوفياً وواضحاً لما آلت اليه الامور الامنية من تدهور مريع، ومازلوا يتشبثون بالحائط القصير (النظام البائد) واتخاذه وسيلة للهرب من مواجهة المواطنين، فكلما شكا المواطن من سوء المنقلب تأتيه الاجابة المعلبة والجاهزة المعتمدة على بغض وكره الناس للمنظومة الحكومية البائدة، واصبح الفرد لا يأمن على نفسه وعائلته اناء الليل واطراف النهار، الكنداكة الشابة امست في رهبة من امرها حتى لا تفتك بها ذئاب الازقة والحواري في اي وقت من الاوقات، والتاجر متوجس في متجره من اقتحام المسلحين المدججين بالاسلحة البيضاء والسوداء، والحاملون للهواتف الذكية يلتفتون يمنة ويسرة خشية أن يباغتهم ذوو التسعة الطويلة الممتطين للدراجات النارية ليخطفوا هاتفهم الخليوي، فالقتل صار حدث طبيعي اوساط مدن البلاد التي كان يرتعد سكانها من وجود جثة الكلب الضال المرمية بارصفة شوارعها.
    بلادنا بها ترسانة من الاسلحة الثقيلة والخفيفة واعداد مهولة من الجيوش والمليشيات، لو وجه نصفها لحماية وتأمين المدن والقرى والارياف لكفتها، لكن ضربت هذه الكيانات المسلحة حمى الغرض السياسي فتحولت الى مافيا همها الأول والأخير حماية منسوبيها ومصالحهم، وتسهيل وتسليك الطريق لقادتها للوصول والحفاظ على السلطة الخاصة بهم بصورة حصرية، فاختلطت الاختصاصات وتداخلت وغاب دور الشرطي الذي ذاب في بحر التوالي السياسي اللجي، وتماهى مع الاصطفاف الحزبي والولاء للنظام البائد، وبين هذه الضبابية والواجب الوطني للاجهزة الأمنية، ضاع المواطن المنتظر لقيادات الحكم الانتقالي كي يوفروا له الطمأنينة ويبدلوا خوفه أمنا، واصبح سكان العواصم والمدن يشكون لطوب الأرض بشاعة الجرائم التي طفح كيلها، لأول مرة تشهد هذه الحواضر انتشار ظاهرة الموت المجاني الرخيص، على ايدي مجرمين استمرأوا ارتكاب الموبقات في وضح النهار دون رادع ولا حضور لهيبة الدولة، وأخذ المستعجلون يحنون للحقبة الماضية ويمدحون العهد البائد ويندمون على تكليفهم لرموز الانتقال بمهمة حفظهم من المكاره.
    تحدي الأمن المجتمعي يجب أن يكون أولوية في اجندة حكومة الانتقال، وعلى رموز الانتقال أن يعوا ويعلموا بأن ما أهلك البائدين الذين سبقوهم بالظلم والعدوان الا لأنهم اهملوا شيئين اساسيين، هما الأمن والغذاء، هذان العاملان هما المحدد لاعمار الحكومات وسيرورتها، والمواطنون في رجاءهم لولاة امرهم لتحقيق هذين الواجبين كمثل الصبية المتصارعين حول رب البيت وهو محمّلاً باكياس الحلوى، فالعهد الذي بين الحاكم والمحكوم هو الوفاء بالحقوق الأساسية لهذا المحكوم، والتي في حدها الأدنى تتمثل في العنصرين المذكورين آنفاً، فلا فلاح ولا صلاح لحاكم اذا لم يقم بتوفير اساسيات مقومات الحياة للمحكوم، حتى ولو حمل (قفته) متسولاً الجيران لكي لا يجوع رعاياه ولا يعطشوا كما بشّر بهذه البدعة حاكم دارفور، فالجائع والخائف لا يعتمد عليه في بناء الدولة والوطن لأنه فاقد لشيء جوهري وضروري لتأسيس القواعد الراسخة للدولة المحترمة، فالابداع والابتكار لا يجتمعان مع الحرمان والرعب، والمواطن المسيطر عليه الذل والهوان لن يكون مواطناً صالحاً ونزيهاً، بل يصبح مؤهلاً للوقوع في فخاخ وبراثن الاستغلال.
    فوضى انتشار السلاح والتكالب على ولائم تقاسم الرتب العسكرية الكرتونية، والادعاءات الجوفاء من المتفلتين بأنهم مسؤولين من بسط هيبة الدولة، أمر يدعو للحيرة والاستغراب ويفرض على حكومة الانتقال أن تقوم بواجبها الثوري في حسم المجرمين في اقرب وقت ممكن، حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة، وتسمية الاشياء بمسمياتها في هذه المرحلة الحرجة من عمر الدولة السودانية أمر لابد منه، ولا مفر من تفعيل دور الشرطة واخراج المليشيات من المدن، لتغيير المظاهر العسكرية التي اصبحت كاسية لشوارع المدن والحواضر، حتى تعود هذه الكيانات الاجتماعية العريضة لحالها الأول سليمة معافاة ومطمئنة من خطر تهديد السلاح، وحتى تستقبل رايات السلام البيضاء الناصعة والخالية من كل سوءات الجريمة ومشاهد نذر الحرب اللعينة، التي اصبحت محيطة احاطة السوار بمعصم الضواحي البعيدة وحول اطراف المدن القريبة، فالأمن ليس مسؤولية الجميع بحسب هذه المقولة المبهمة والغامضة والمجهولة، وانما الأمن مسؤولية الحكومة بالدرجة الأولى.

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de