الفراغ ما يصنع الضياع؛ و سودان ما بعد الثورة يُعايش مرحلة من "الفراغ السياسي" نتج عنها ضياع في مختلف مناحي الحياة و أهمها الأمني و الإقتصادي فالمعيشي! اليوم في السودان كم من حاكم يتربَّع على كراسي السلطة؟ و كم من مجلس أو "لجنة" تملك صلاحيَّة اتخاذ القرار؟ السفينة إن تعدد ربابنتها تغرق حتماً؛
فكيفك ببلد كل واحد عامل لينا فيها أرخميدس أو "كومندان"! *
عندما شاع في الأخبار أن "أرشيف الأمن" السوداني "كُشِف" لوكالة الإستخبارات الأمريكية هاج البعض من غيرة أو "خوف" أو وطنيَّة على أسرار الدولة. لكن إن كان حقاً نحن نملُك في السودان مثل هذا الأرشيف فالأولى أن من في السلطة اليوم قد "كُشِف" لهم ما فيه من اسرار فعلموا الحقائق عن جرائم الأنظمة السابقة كلها و خاصة نظام الكيزان بالأسماء و الأماكن و الأزمنة مُتضمناً جرائم فك الإعتصام و كل المجازر المرتكبة ضد الثورة. فهل الغيرة و الوطنية تنطبق على أرشيف لا يحتوي على هذه الحقائق. فلا يعدو أن محتواه مكايد الأنظمة و علاقتها بالتنظيمات و المنظمات الدوليَّة. *
نعلم أن السودان و لرفع إسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية دفع و سدَّد مليارات الدولارات في عهد ترامب. و السؤال الأموال تلك كانت في أي بنك؟! و نعلم أن لجنة إزالة التمكين إستردت و مازالت تسترد المليارات و تودعها في خزانة الدولة و نتذكر كلام وزير المالية بالنفي ثم الوزيرة بالوكالة السابقة بالإثبات فإكتشافنا للجنة إداع "مُشكَّلة" خارج الهامش و .. و.... إلى النهاية هل تم توريد المال في الخزانة؟! ما الوزير سمعنا "ردحي" قريب كمان مع ناس الكهرباء؟! هو خزينة الدولة دي "مكانها وين"؟! *
ملاحظة أن حاكم أقليم دارفور "المُعَيَّن" يتكلم كأنه "مستقل" عن الدولة مُخالفاً قرارات الدولة و ضارباً بها الحيطة نفسها! فأين منه الدولة أو بالأصح "مجالس الدولة" أو الأصح وزير الوزراء "العينو" في الدولة ؟! *
لجنة إزالة التمكين موعودة بيوم سيأتي عليها كما جاء على النظام الساقط و سياسة التمكين الخاصة به فيتم إزالة ما أزالته هي من تمكين بالتمكين! فالظلم ظلمات. *
السيد ياسر عرمان وجوده كمستشار لسعادة الدكتور حمدوك أعطى أداء الحكومة "نيو لوك" جديد و تحول في الفكر و طريقة الإدارة مشهود ملاحظ. لكن يبقى "التنظير" تنظير! نحن نحتاج بل في أشد الحوجة إلى رجال و نساء يُتقنون العمل و يُجيدون "التنفيذ". ياخي زهجنا من الكلام و ناس اللجان عاوزين ناس الشغل و الشغل بس. *
إصرار السودان على "التوسَّط" في الحرب الداخلية الأثيوبية رغم الرفض الأثيوبي لوساطته و لمعرفتنا جميعاً و العالم أجمع أنه -السودان- هو نفسه في حالة توشك إعلان الحرب معها -الحبشة- يضع السودان في موقف "البلاهة السياسيَّة"! لأصحاب المبادرة نقول: يوسِّطوكم في جهنم. *
نختتم برسالة إلى وزير المياه بعد طول سفرياته و تضارب تصريحاته و اجتماعاته و بعد "تنبؤاته" و تجلياته عن أزمة نقص الماء ثم الفيضان بسبب "سد النهضة" و أثره العاجل و الآجل على السودان فنكتب: آها يا سعادتك الخلاصة و "الزبدة" السد دا كويس و لا ما كويس؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة