في دولة السودان البحث عن تلك الجوانب الايجابية المفيدة السليمة كالبحث عن الإبرة في أكوام القش !! ،، والأمة السودانية قد تعودت أن تخوض في أوحال الاعوجاج والمنغصات طوال المدى والسنوات ،، فهي تلك الأمة التي تعيش في الأوهام أجيالاَ تلو الأجيال ،، وتلك الأوهام في فداحتها تعادل ضخامة الجبال !! ،، ولا توجد إطلاقاَ بدولة السودان تلك الواحة والراحة التي تجلب السعادة والرفاهية للإنسان في مجال من مجالات الحياة ،، وقد تعود الشعب السوداني أن يمارس نمطاَ من أنماط الحياة الهامشية البائسة طوال السنوات ،، تلك السنوات التي يعيشها إنسان السودان متوهماَ أنه يواكب الحياة كالآخرين من أبناء البشر ،، وفي أعماقه يظن أن الآخرين من البشر في أرجاء المعمورة يكابدون الويلات مثله !! ،، وتلك الحقائق في أرض الواقع تؤكد بأن إنسان السودان يفتقد كلياً مذاق الهناء والرفاهية مادام يملك الأنفاس !! ,, وأن الأقدار قد حكمت على إنسان السودان أن يكابد الأحزان والويلات طوال الحياة ،، فهو ذلك الإنسان الذي يولد وهو يمتطي بساط الأوهام ،، ويشب في الحياة وهو يمتطي بساط الأوهام ،، ويترعرع في الحياة وهو يمتطي بساط الأوهام ،، وأخيراً يفارق تلك الحياة البائسة الكئيبة وهو مازال يمتطي بساط الأوهام ،، وتلك الحقائق المريرة القاسية تفرض على أبناء السودان أن يقفوا مع الأنفس لحظات تفكر وتدبر وسؤال !،: ( لماذا هكذا تلك الحياة بدولة السودان دون شعوب الأرض ؟؟ ) ،، وهل تلك العيوب والعلل أسبابها خلل في جينات البشر بدولة السودان ؟؟ ،، أم أن تلك العيوب أسبابها إرث موروث من إخفاقات الأجداد ؟؟ ،، ولماذا لا يتبدل إنسان السودان إلى الأفضل والأحسن مع مرور السنوات والأزمان كما هو الحال لشعوب الأرض ؟؟؟؟؟.
بالأمس شاهد الناس كالعادة نفس تلك الطقوس المعهودة في البلاد منذ خمسينات القرن الماضي ،، حيث تلك المؤتمرات والتجمعات الصورية الفارغة العقيمة التي لا تقدم ولا تؤخر ،، فكان ذلك المؤتمر الذي تحدث فيه نفر من هؤلاء المسئولين الذين يقال عنهم ( الكبار ) ،، وذلك عبر أجهزة الإعلام لزوم الدعاية والإشهار ،، وكالعادة ألتقي في ذلك المؤتمر الصوري نفر من أبناء السودان للتحاور والتشاور حول تلك المبادرة الوطنية التي ناد بها السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ،، وجرت تلك المراسيم الممجوجة بنفس الوتيرة والمنوال المعهود منذ استقلال البلاد ،، حيث تلك البروتوكولات المظهرية الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر ،، ولا تكمن العلل إطلاقاَ في تلك الصيحة التي ناد بها السيد عبد الله حمدوك ،، ولا تكمن إطلاقاَ في ذلك اللقاء الروتيني الممل المعهود الذي جمع هؤلاء وهؤلاء ،، ولكن تكمن في تلك المظاهر الصورية الفارغة التي ظل يمارسها أبناء السودان دون فائدة ودون جدوى منذ استقلال البلاد !!
كنت أراقب وأشاهد ذلك المؤتمر عبر أجهزة الإعلام المرئية ،، وفي نفس الوقت كنت أضحك ساخراَ من تلك الطقوس الفارغة المعهودة التي ظلت تمارس في هذه البلاد منذ خمسينات القرن الماضي ،، حيث كالعادة المعهودة يجلس مجموعة من أبناء السودان بكل أدب واحترام ثم يستمعون لتلك الترهات الفارغة بمنتهى الاهتمام ،، وفي نهاية المطاف يخرجون من تلك المؤتمرات ثم ينتهي الأمر عند ذلك الحد وكأن شيء لم يكن في الأمر !! ،، يتحدث المتحدثون ويسهبون في تلك الأوهام الفارغة ،، ويترقب هؤلاء رجال الصحافة والإعلام تلك المؤتمرات بكل أدب واحترام وكأنهم يعشقون تلك الطقوس المهنية لمجرد أداء الواجب !! ,, وفي نهاية المطاف تنتهي تلك القضايا الهامة بدولة السودان عند ذلك الحد من المظاهر الشكلية الفارغة التافهة ،، تلك هي الصورة المعهودة السائدة في هذه البلاد منذ الاستقلال .
تلك المشاهد المرئية المنقولة بالأمس كانت مجرد استعراضات شكلية مظهرية من قبل هؤلاء المشاركين في ذلك المؤتمر ،، وفي نفس الوقت كانت تلك المشاهد المرئية مجرد استعراضات شكلية مظهرية من قبل هؤلاء رجال الصحافة والإعلام ،، وكالعادة المتبعة المعهودة بدولة السودان فإن كل من يشاهد مثل تلك المؤتمرات المظهرية الصورية يضحك في أعماقه ويقول في نفسه : ( متى يعقل أبناء السودان ومتى يتوقفون من تلك المهازل الفارغة ؟؟ ) ،، والعارفون بأسرار الأحوال والمجريات بدولة السودان منذ استقلال البلاد يدركون جيداَ بأن تلك الممارسات العقيمة مجرد نسخة مظهرية متكررة في هذه البلاد لآلاف وآلاف المرات لأكثر من ستين عاماَ ،، حيث تلك البرتوكولات الوهمية المظهرية التي لا تقدم ولا تؤخر في المجريات حتى قيام الساعة ،، وقد تعود الشعب السوداني أن يواكب تلك المظاهر الفارغة من قبل المؤتمرين والمجتمعين ومن قبل رجال الصحافة والإعلام لأكثر من ستين عاماَ منذ استقلال البلاد ،، والمحصلة المعهودة تتمثل في ذلك الهباء المنثور الذي يرحل مع أدراج الرياح في نهاية المطاف !! ,, ولكثرة التجارب في الماضي فإن الناس بدولة السودان عادةَ يستخدمون عبارة ( طظ ) لمثل تلك المؤتمرات والاجتماعات المظهرية الشكلية ،، ولو كانت تلك المؤتمرات والاجتماعات التي يقوم بها أبناء السودان لأكثر من ستين عاماً ذات جدوى وذات منفعة في يوم من الأيام لأصبحت دولة السودان تلك الدولة التي تنافس دول العالم للوصول للقمر !! ،، ولسان حال العقلاء من الناس في هذه البلاد يقوك : ( ما أضاعت دولة السودان إلا تلك الشكليات المظهرية الفارغة التافهة التي يمارسها أبناء السودان بمنتهى البلاهة لسنوات وسنوات !) ،، وهي تلك المظاهر الفارغة الغير مقترنة بالجدية والإصرار .،، وأبناء السودان كالعادة يظنون أن الانجازات العظيمة تتمثل في تلك المظاهر الشكلية الصورية الفارغة التافهة التي تتم عبر أجهزة الإعلام أمام المشاهدين لزوم الدعاية والإشهار ،، ولكن أهل العقول يجزمون ويحلفون بالله صادقين ويقولون : ( عزة الله فإن تلك المؤتمرات والاجتماعات الصورية الكثيرة العديدة لا تكون لها جدوى ومنفعة إلا إذا اقترنت بورش عمل جادة أساسها التخطيط السليم والإصرار على تنفيذ تلك التوصيات التي يقدمها أعضاء المؤتمرات من قبل المسئولين في البلاد ) ،، أما مجرد تلك اللقاءات والاجتماعات ثم التمسك بتلك المناسك المهنية من قبل الأطراف لا تقدم ولا تؤخر في المآل .
قد يسأل سائل عن أسباب حب السودانيين لتلك المظاهر الشكلية الفارغة التافهة الغير مقترنة بالجدية والتنفيذ ؟؟،، فنقول لذلك السائل : في الماضي كان الناس بدولة السودان في حالات الاستنكار والاستهجان يجيبون على مثل ذلك السائل بالقول : ( أسألني دبل !!!!! ) ،، بمعنى : ( لا أملك لك الإجابة على ذلك السؤال المحير !!! ) ،، أو بمعنى آخر أن الإجابة على مثل ذلك السؤال هي من تلك البديهيات التي لا تتطلب السؤال !! ،، ونحن هنا نجيب على ذلك السائل ونقول له : ( أسألني دبل وألف دل !!!! ) ،، فنحن نجهل كلياَ أسباب حب السودانيين لتلك المظاهر الشكلية الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر في يوم من الأيام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة