بسم الله الرحمن الرحيم حول مذكرة التفاهم بين حزبها والحركة الشعبية.. الأستاذة اسماء ومناقضة دعوة الاستاذ /محمود وتشويهها خالد الحاج عبدالمحمود لقد كتبنا الكثير جداً عن مفارقات الأستاذة أسماء للفكرة الجمهورية.. تلك المفارقات التي تناقض الفكرة الجمهورية في أهم أسسها الدينية بالذات.. فهي كونت حزباً باسم (الحزب الجمهوري)، وهذا أمر تغير عند الأستاذ محمود، منذ عام 1951م، عندما تحولت حركته من نضال سياسي ضد الإنجليز، إلى دعوة دينية، تقوم على بعث الإسلام.. لكن الأستاذة أسماء اختارت الاسم التاريخي، لتتحول من الدين الى السياسة.. وقد فعلت ذلك بأن أبعدت من حزبها (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم، وبذلك أصبح حزباً سياسياً، لا علاقة له بالدين. ثم أيدت الاستاذة اسماء د. عبدالله احمد النعيم في علمانيته!! ود. عبدالله النعيم هو أكبر من شوه الإسلام والفكرة الجمهورية، عبر التاريخ.. وهو ضد الدين بصورة مبدئية وشاملة، تنقض جميع أركان الأديان السماوية، خصوصاً الإسلام.. فهو يزعم أن الدين (صناعة بشرية)، وأنه علماني، مثله في ذلك مثل الثقافة.. وأن القرآن ليس موحى به من الله، والشريعة ليست منزلة من الله، ولا يوجد أي نص في القرآن عن النسخ والحدود، وأن الدين، بصورة مبدئية عامة، هو ذاتي وليس موضوعياً.. إلى آخر هرطقات د. عبدالله النعيم.. وقد قمت بالرد عليه، بصورة مفصلة، وفي فترة أمتدت لأكثر من عشرة أعوام.. وبينت بياناً واضحاً من أقوال د. النعيم أنه ليس مسلما، وأنه ليس على أي دين سماوي، بل هو ضد الدين كله من حيث المبدأ.. ولقد اوردنا للقراء الكثير من اقواله المفارقة، موثقة. مقابل هذا ظلت أسماء تؤيد د. عبدالله النعيم ، خصوصا في علمانيته.. وكلما أوردنا لها أقواله لترد عليها كانت تصمت.. وإلى اليوم هي لم ترد على أي قول من اقوال د. عبدالله النعيم.. أكثر من ذلك هي شهدت كتابةً، أن د. عبدالله النعيم جمهوري!! وعندما قمنا بالرد عليها في هذا الصدد، صمتت ولم تعلق!! ثم إن أسماء ظلت تتلقى الاموال من منظمة الند NED الامريكية ، التي جعلتها الحكومة الامريكية بديلا لل C.I.A واوردت تبرير عملها هذا، وقد أوردناه في كتاباتنا.. وقد ظلت الأستاذة أسماء دائماً تدافع عن هذا التمويل، مع علمها التام بأقوال الأستاذ محمود ضد التمويل الاجنبي. نحن اوردنا هذه النقاط لنربطها بموقف أستاذة أسماء الأخير، في الإعلان السياسي الذي ربطت به نفسها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، قطاع الشمال. الإعلان:- أوردت وسائل الإعلام المختلفة إعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب الأستاذة أسماء.. ونحن لسنا بصدد التعليق على هذا الإعلان، وإنما بصدد التعليق على مفارقات أستاذة أسماء الصارخة، للأستاذ محمود ودعوته. هذه المفارقة التي تمثلها مشاركتها في الاعلان بصورة مبدئية عامة، يتجه الإعلان للأخذ بالعلمانية، وفصل الدين عن الدولة.. ويزعم أن أخذه هذا يتم: إستناداً على المباديء والسمات المشتركة بين ما طرحه كل من الأستاذ محمود محمد طه، ود. جون قرنق!!.. يقول البيان: (إستناداً علي المباديء والسمات المشتركة بين ما طرحه كل من الأستاذ/ محمود محمد طه والدكتور/ جون قرنق ديمبيور والتي تُشكِّل التصوُّر السليم للصيغة المُثلَى للتعايُش بين المُكوِّنات السُّودانية، يقوم هذا الإعلان السياسي، لكلٍ من الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال والحزب الجمهوري..)!! نحن نقدر د. قرنق تقديراً كبيراً، فهو من أميز الوطنيين السودانيين عبر التاريخ... ولكن نؤكد بصورة قاطعة أنه في مجال الفكر والدين لا يوجد أي شيء مشترك بين طرح الأستاذ محمود، وطرح د. قرنق.. فما ورد هو محض اختلاق، لا علاقة له بالواقع، بل الواقع يكذبه بصورة جلية.. ويذهب البيان ليحدد موضوع العلمانية، وفصل الدين عن الدولة، فيقول: (وإيلاء مسار الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال الإهتمام المطلوب، والتأكيد علي حقها المشروع في طرح قضية العلمانية، قناعةً منا بضرورة فصل الدين عن الدَّولة حتي تتحقَّق دولة المواطنة والحرية والعدالة التي يتساوَى فيها جميع أبناء وبنات الوطن الواحد..).. ويقول البيان:(التأكيد على علمانية الدولة وديمقراطيتها ومدنيتها بنموذج يُخاطب الهوية السودانوية ويكفل التعدُّد الديني والثقافي. فعلمانية الدولة، إضافة إلى كفالتها للحريات العامة وللحقوق المتساوية بين المواطنين فإنها أيضا تمثل صمام أمان ضد الاستغلال السياسي للدين، الذي شهدنا سوءه منذ صدور قوانين سبتمبر ١٩٨٣، مرورا بحكم الإنقاذ الانقلابي القهري الذي استمر لثلاثين عاما، تسببت في أن تفقد البلاد ثلث مواطنيها وثلث اراضيها وثلث ثرواتها الطبيعية.). إن نسبة العلمانية، وفصل الدين عن الدولة، للأستاذ محمود، هو بالضبط نقيض ما يدعو له الأستاذ محمود.. وبكل أسف أستاذة أسماء تعلم ذلك تماماً، ولكنها أختارت بنفسها أن تزعم نقيض ما تعلم، فضللت أصحاب البيان، وضللت غيرهم. العلمانية:- رأينا كيف أن أستاذة أسماء نسبت الأستاذ محمود للعلمانية.. وجعلته، هي وصحبها مرجعهم في الدعوة للعلمانية، وفصل الدين عن الدولة.. وهذا بهتان عظيم والحق عكس ذلك تماما.. وا. اسماء تعلم ذلك، ولكن لأمر ما، تخفيه، وتظهر نقيضه!! ونحب هنا أن نورد بعض أقوال الأستاذ عن العلمانية، فهو يقول مثلا: "أما نحن الجمهوريين، فإننا، فبفضل الله علينا، وعلى الناس، قد أمتد بصرنا حتى رأينا قافلة البشرية الحاضرة، وهي تقف حائرة، عند نهاية طريق العلمانية المسدود، وأصبح واضحا عندنا، أن علينا لأن ندخل بشعبنا طريق العلمية حتى نكون للبشرية - قل للإنسانية - طليعة جديدة). (المدنية الغربية إذن البقوم عليها الدستور العلماني هي في حقيقتها اصبحت فاشلة، برضو من الدلائل البدلنا على فشلها، وانا بسوق ليكم بصورة مجملة، هي انها ما استطاعت ان توجد السلام في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية..). (الدستور العلماني بفشل.. بل الحقيقة أنو الانسان البمشي في طريقه، بمشي زي الاعمى، بشوف، أو قل ما بشوف، الماشي قدامو وقع في الحفرة، هو ماشي في نفس الطريق ليقع، لكن لو فتح ما بمشي.. أنا بفتكر أنو الناس البيدعو للدستور العلماني من الناحية دي مخطئين.. في قصر في النظر).. (من ناحية تانية، أقل حاجة للتعمق، هي أن شعبنا دا إذا نحن خليناهو للطائفية لتدعوه للدستور الاسلامي، ونحن أتولينا الدعوة للدستور العلماني، فقدناهو، وخلينا مجال الإسلام، ومجال الدعوة للعقيدة، والدعوة لي الله والقرآن والسنة خالي من الذكاء.. خلينا شعبنا غنيمة سائغة للناس البضللوه باسم الدين، وهم ما بقصدو الدين أو بجهلو الدين.. لا يمكن انت تدعو في الشعب السوداني تدعو لدستور علماني، ويدعوهم آخر لدستور اسلامي، ثم تكسبه..). هناك بعض المثقفين من المواطنين يشعر بالخطر من قيام دستور اسلامي مزيف، وقد جعلهم الخوف من هذا الخطر يدعون الى الدستور العلماني وهذا عندنا خطأ من جهتين: أولاهما أن الدستور العلماني ناقص في حد ذاته، وأنه، بالغ ما بلغ من الكمال، لن يأتي الى كفاية الدستور الاسلامي الصحيح.. وثانيهما أن الدعوة الى الدستور العلماني تترك الميدان الاسلامي خاليا من الدعوة الواعية الرشيدة.. ولن يستجيب شعبنا لدعوة مدنية ويترك الدعوة الدينية .. فكأن من يرون هذا الرأى من قطاعات الشعب قد اختارت أن تترك الشعب نهبا للتضليل المنظم.. وفي هذا خيانة للشعب وهروب من الميدان . هذه بعض الأقوال التي وردت عن الاستاذ محمود، وهي ضد العلمانية بصورة واضحة وقاطعة.. وفي الحقيقة جميع دعوة الاستاذ محمود هي ضد العلمانية.. هي دعوة لبعث الإسلام، ببعث السنة، كبديل للواقع العلماني.. فدعوة الاستاذ محمود كلها عبارة عن بشارة بالمسيح المحمدي، الذي أظلنا وقته ولم يبق غير الإذن الإلهي.. فالمسيح هو من يطبق الاسلام، هو وحده المأذون من الله بهذا التطبيق.. ومن خطل الرأي، بل من السخف أن يظن أن المسيح يأتي بالعلمانية. نطالب الأستاذة أسماء، بإيراد دليل واحد من الأستاذ محمود تؤيد به موقفها.. وهي لن تستطيع أن تورد أي دليل، لأنه أساسا لا يوجد مثل هذا الدليل.. وقد طالبناها بذلك كثيراً جداً، فلاذت بالصمت. إن الظلم شيء شنيع.. وأشنع الظلم ما يأتي من الأقربين.. لا ا. أسماء، ولا د. عبدالله النعيم، ولا أحد ممن يرددون اقوالهم يجهل أن الاستاذ محمود ضد العلمانية.. أنا لا أدري ماذا تريد ا. أسماء، وصحبها، ولكن من المؤكد عندي، أنه من المستحيل أن يقفوا عقبة أمام الفكرة.. الشيء الذي أضمنه لهم هو أنهم سيعانون، أشد صنوف المعاناة، ويرجعون تائبين، والله ينصر دينه، ويا خيبة من يظن أنه يمكن ان يقف عقبة أمام الفكرة.. فالله تعالى بالغ امره. فصل الدين عن الدولة: الحديث عن فصل الدين عن الدولة في إطار الاسلام هو من أكبر الجهالات.. فالقضية قضية تاريخية مرتبطة بالغرب، والدين المسيحي، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالإسلام.. الدين في الغرب يقوم على مؤسسة، هي الكنيسة.. وفصل الدين عن الدولة في الغرب يعني إبعاد الكنيسة، ورجال الدين في الكنيسة، عن السلطة المدنية.. وفي الإسلام لا توجد مؤسسة مشابهة للكنيسة، وإن كان بعد تدهور المسلمين، وإتباعهم لليهود والنصارى، وبعمل من الاستعمار، بدأت تبدأ صورة من صور رجال الدين، وهي صورة مخالفة تماماً لما كان عليه الأمر في صدر الإسلام. على كلٍ، الأستاذ محمود داعي لأن يوجه الإسلام جميع مجالات الحياة في تفاصيلها.. وعنده أن الدين لم ينصل من حياة الناس إلا بعد أن أصبحوا يتجهون إلى حلول بعض مشاكلهم في غير الدين.. يقول الاستاذ محمود: )وفي الحق، ان الدين، سواء كان مسيحية أو إسلاما، إن لم يستوعب كل نشاط المجتمع، ونشاط الأفراد، ويتولى تنظيم كل طاقات الحياة الفردية والجماعية، على رشد وعلى هدى، فإنه ينصل من حياة الناس، ويقل أثره، ويخلي مكانه لأية فلسفة أخرى، مهما كان مبلغها من الضلال، ما دامت هذه الفلسفة قادرة على تقديم الحلول العملية لمشاكل الناس اليومية، أو حتى ما دامت قادرة على تضليل الناس، إلى حين، باسم خدمة مصالحهم المعيشية، فإن الناس، ما داموا أصحاب معدات وأجساد، يجب ألا تهمل دعوتهم إلى الفضيلة حاجة معداتهم وأجسادهم، بل إن المعرفة بطبائع الأشياء تقضي بأن تكون دعوتهم إلى الفضيلة عن طريق معداتهم وأجسادهم..). على كل، فصل الدين عن الدولة جهالة، وعدم معرفة بالتاريخ والدين والسياسة، وتبعية عمياء للغرب. والبيان يوحي بأن الاخوان المسلمين في حكمهم للسودان، كانوا يحكمون بالدين، أو الشريعة.. وهذا باطل، شديد البطلان، ويعطيهم فضيلة ليست لهم.. الأمر الواضح جداً هو أن حكم الاخوان المسلمين لا علاقة له بالدين، بل هو ضد الدين بصورة جذرية، مارسوا فيه جميع صور الكبائر التي حرمها الدين، بما في ذلك قتل الانفس البريئة، وتوسعوا في ذلك.. فالقضية لم تكن الدين وإنما هي مفارقة للدين.. القضية استغلال الدين لأغراض السياسة، وأغراض الدنيا، وهذا ما ينبغي الوقوف ضده بحزم وصراحة وفهم.. وهذا يقتضي التوعية الشعبية، وهي أصبحت في هذا المجال ميسورة جداً بعد تجربة حكم الاخوان المريرة.. ينبغي ألا يحدثنا الاخوان المسلمون بعد هذه التجربة المريرة عن الاسلام.. فقد عرفنا إسلامهم لفترة ثلاثين عام، فلا ينبغي أن يحدثونا عن إسلام غير هذا الذي طبقوه.. بل ينبغي أن نبادر ونطالبهم بشدة أن يبرزوا لنا سندهم الديني لما قاموا به من اعمال.. لا تنظير عن الاسلام مع الاخوان المسلمين، فهم قد وجدوا التجربة الكافية جدا لتطبيق دينهم، ورأيناه عمليا، فلا يحدثوننا عن خلاف ما فعلوه.. وهم أساساً لا يأتون للحكم عن طريق ديمقراطي.. وسيلتهم هي الانقلاب العسكري، الذي يكممون فيه الأفواه.. ففي الديمقراطية والحرية، هم يموتون موتا طبيعياً وسريعاً، لأنهم لا يملكون أي فكرة لحل مشاكل الناس. ثم إن الوصية في الدين، واضحة وقاطعة، فقد قال المعصوم لابن عمر: (دينك، دينك يا ابن عمر!! لا يغرنك ما كان مني لأبويك.. خذ ممن استقاموا ولا تأخذ ممن قالوا!!).. وكلنا يعلم، علم يقين، ان الاخوان المسلمين، ليسوا ممن استقاموا، فيجب ألا نأخذ منهم، في أمر الدين، والأخذ منهم هو مخالفة لتوجيه المعصوم.. وأهم من ذلك كله، ان الدين لا يقوم بإرادة فرد أو جماعة، وهذا ما لم يحدث في التاريخ قط.. الدين يقوم دائما عن طريق مبعوث مأذون من الله تعالى، بإقامة دينه.. وخلاف ذلك لا علاقة له بالدين، وانما هو عمل بشر.. مهما تمسح بالدين هو عمل أرضي علماني.. فالاخوان المسلمون علمانيون، وكذلك الحال بالنسبة لجميع جماعات الاسلام السياسي، هم يسعون لاقامة الدين من دون اذن من الله بذلك، بل هم حتى لم يستشيروا الله.. هم فرضوا وصايتهم على الله، كما فرضوها على الناس، فمن المستحيل ان يحققوا أي شيء.. هذه في تقديري اهم نقطة، وينبغي ان يتمسك بها الجميع.. من يريد ان يقول أنه يريد أن يطبق علينا الدين، عليه هو أن يبرز إذنه، الذي أذن الله تعالى له به، ليطبق دينه تعالى على الناس.. من المؤكد في الإسلام، بعد ختم النبوة، لا أحد مأذون بتطبيق الإسلام على الناس إلا المسيح المحمدي، المبشر به في القرآن وفي الحديث.. من أجل ذلك قال الأستاذ محمود إن إذن التطبيق لدعوته، هو للمأذون من الله – المسيح المحمدي – راجع كتاب (القرآن ومصطفى محمود). فكل من يدعو إلى تطبيق الإسلام عليه هو أن يبرهن على أنه المأذون، وإلا فلا حاجة لسماعه.. يجب التفكير في ان دعوة الاخوان المسلمين دعوة علمانية، وليست دينية.. وكلمة علماني هنا تعني دنيوي، وليس ديني.. فكلمة علمانية ترجع الى العالم، الى هذه الدنيا، وتفصل العلاقة بما وراء الدنيا.. والاخوان المسلمون، عندما يعملون، هم يعملون للدنيا فقط، مهما كان حديثهم عن الدين، وبهذا المعنى هم علمانيون.. من يعمل على إقامة الدين من عند نفسه، هو إنسان علماني، يعتمد في أمر الدين على عقله وعلى إرادته هو، ويبعد الله.. الدين لا يكون دينا إلا إذا كان من الله، بإذنه وبتوجيهه.. وهذا ما كان عليه الانبياء عبر التاريخ.. وهذا ما يفارقه الاخوان المسلمون مفارقة تامة، فيجب ألا يسمح لهم بذلك، ويطالبوا بشدة بأن يبرهنوا أن عملهم هذا هو مأمور به، أو مأذون به من الله.. على أن يكون واضحا أن الرجوع إلى النصوص ليس فيه دليل على بحق التطبيق.. فيجب أن لا يقبل.. الإذن المقصود، هو إذن حقيقي.. كأن يقول الانسان إن الله تعالى بعثه ليقيم الدين، وأذن له في ذلك.. وعليه هو أن يورد دليل إذنه الواضح.. وفي غير هذا المستوى، يجب أن لا يسمح لأي جماعة أن تطلب السلطة الزمنية باسم الدين، فهذه مفارقة خطيرة للدين، كما أنها مفارقة خطيرة للديمقراطية.. ولو كان الاخوان المسلمون مأذونين من الله، لما انهزموا، فإن الله بالغ امره، ولأقاموا الدين فعلا، بدل مفارقات الدين العظيمة التي جرت في فترة حكمهم.. إن أمر الاخوان المسلمين أمر منتهي روحيا.. فهم الآن في كل مكان يقتلعون.. والأمر كله امر فتنة دينية، علينا أن نتعلم منها، وبداية العلم هي ألا نضلل باسم الدين بعد اليوم. المال الأجنبي: مفارقات ا. اسماء ، لدعوة الأستاذ محمود كثيرة جداً وكبيرة جداً، وقد تناولناها في العديد من الكتابات، وليس من غرضنا هنا أن نرجع إليها.. ولكن يهمنا تلقي المال الاجنبي، فهو من الكبائر، التي حذر منها الاستاذ الاحزاب عندنا، تحذيراً شديداً.. ومع ذلك أخذت ا. اسماء المال من منظمة الند الأمريكية، وهي منظمة كما قال عنها اهلها بديل لل C.I.A ولدكتور النعيم علاقة كبيرة بهذا المنظمة. نورد هنا نص لاستاذة اسماء، بخصوص اصرارها على اخذ المال، فهي قد قالت: (أما فيما يخص مركز الاستاذ محمود محمد طه الثقافي، كمركز ثقافي نحنا أخدنا تمويل من منظمة الند، ومنظمة الند ما منظمة عندها علاقة بالسي آي اى ..).. وعن إصرار أسماء على أخذ المال نورد قولها: "نحن بالنسبة لينا كمنظمة بتاعت مجتمع مدني، بناخد أي دعم من أي منظمة هي بتحمل نفس الافكار النحن بنحملها".. لا توجد أي منظمة في العالم، تحمل نفس افكار الجمهوريين.. هذا محض تبرير واهٍ.. وعلى عهد الاستاذ لم يحدث مثل الذي تفعله أ. اسماء.. ونحن نورد بعض اقوال الاستاذ محمود عن التمويل الأجنبي. بعض صحفنا تملك حرية أن ترتشي أو قل، إن كنت ممن يؤثرون التلطيف، أنهم يملكون حرية أن يتقبلوا الهدية من بعض الدول الخارجية في شكل (معونات) مالية تساعدهم على آداء (رسالتهم) وهذه أيضا حرية لا تكفلها الديمقراطية، وانما جاءت من قبل اساءة ممارسة الحق الديمقراطي في الحرية ما من شك أنه أي إنسان يتموّل من الخارج، يمكن أن يكون خائن تواً!! ويمكن أن يُحاسب على عمله دا!! ولا يمكن لإنسان أن يكون ولاؤه لجهتين، خاصةً إذا عرفنا التوكيد دا: أنو الأموال البتجي من برة أموال ماها للإسلام!! وإنما هي لاستغلال الإسلام في أغراض سياسية!! في اللحظة الحاضرة، في ناس بتجيهم أموال من برا، يمولوا بيها صحفهم، ويمولوا بيها دعوتهم، ويمولوا بيها انظمتهم.. الأموال البتجي من برا ما غرضها الإسلام. بلدنا دا تدخل فيه الأموال لتمويل الأحزاب، وتمويل الصحف، ثم لا يسأل إنسان: ليه بتدخل الأموال دي؟ مين يقول انو حزب سياسي بمول صحيفتو بأموال من الخارج يمكن أن يكون مخلصاً للبلد؟! زي ما قالو أطعم الفم تختشي العين!! حتى لو في إنسان داخلي _هنا في الداخل_ وحاول أن يتبرع، أن يساهم، إذا كان هو ما ملتزم جمهورياً ما بنقبل مساهمتو!! إلا يكون جمهوري!! إذا كان هو عايز.. الفكرة عاجباهو، وهو عايز يساندها، أول حاجة يمارسها في نفسو.. بعدين ممكن أن يقبل تبرعو، البساهم بيهو.. يعني إذا كان نحن اديناهو حاجة، اللي هي الفكرة والقناعة بيها، والطمأنينية البتسوقها _الإسلام_ يمكن بعد ذلك إذا جاد بمالو يجود عن صدق.. ما يجود عن رياء ولا طمع. نحن زارتنا هنا أمريكية جاية من منظمات في السويد.. قالت المنظمات دي عندها اموال طائلة لتنفقها على أي تنظيم يحارب عادة الخفاض الفرعوني.. وبعدين كانت عندنا جلسة معاها هنا.. ووجهت فعلاً بأسئلة محرجة.. والناس برضو ما جاملوها.. فكانت حكاية الإنحلال الخلقي في اوروبا هو ما طريقنا نحنا.. وقد كان الكلام دا احرجها جداً، وخرجت خاطرها مكسور من هنا. نحن لا نسوق كل هذا للأستاذة اسماء فهي تعرفه، وتصر على مناقضته!! وإنما نسوقه للقراء الكرام، حتى لا يخلطوا بين اقوال ومواقف ا. أسماء وحزبها، وبين الفكرة الجمهورية والاخوان الجمهوريين.. من المعلوم أن جماعة الاخوان المسلمين تتلقى المال الاجنبي، خصوصا من الولايات المتحدة.. وخصوصا (التنظيم العالمي)، فهو مجرد تابع ومنفذ للسياسة الامريكية.. وعندما تتلقى استاذة اسماء المال الاجنبي، هي اخت مسلمة بأكثر مما تظن!! فكيف تحارب الاخوان المسلمين، وهي تعمل نفس عملهم؟! هذه مجرد حرب كلامية.. لكن في الواقع العملي البيان كله يصب لمصلحة الاخوان المسلمين.. لماذا الاصرار على العلمانية؟؟ هذه مجرد تبعية للغرب.. وكان يمكن الحديث عن الدولة المدنية بدلا عن العلمانية.. فللعلمانية اخطاءها الكثيرة، خصوصا في مجال الاخلاق.. من الناحية العملية، الأستاذ محمود ليس مرشد الأستاذة أسماء، وإنما مرشدها هو د. عبدالله النعيم!! وهو عندها شخص مقدس، تعجز عن أن تقول كلمة حق واحدة، ضد أباطيله الصارخة.. هذا في حين انها تناقض الأستاذ محمود وفي جوهر دعوته، ودون أي دليل.. أ. اسماء تابع لدكتور النعيم.. ود. عبدالله النعيم ليس صاحب أي فكرة.. هو ليس علمانيا، إلا بمعنى معاداة الدين.. وليس له أي طرح موضوعي في أي أمر من الأمور.. هو فقط موظف لهدم الدين، فهو تابع لمن يوظفونه.. الأستاذة اسماء تابع لتابع!! لقد انتهى دور د. عبدالله النعيم، فالغرب قريبا سيعيد النظر فيه.. فهو بسبب لغياب المصداقية، والمبالغة غير الموضوعية في عداوة الدين، فشل في مهمته، وانتهى دوره عند هذا الحد.. الأستاذة أسماء تعوق دعوة الحق وتضع العقبات أمامها، والأستاذ يقول: (وبحسب المرء من الشر أن يعوق بجهالته، دعوة الخير، ولو لحظة واحدة، وهو يعلم..).. هذا البيان يقدم خدمة كبيرة للاخوان المسلمين ولجماعة الاسلام السياسي.. والاسلام السياسي، سياسة وليس دين.. وكشفه ميسور جدا، خصوصا بعد تجربة الاخوان في السودان.. وهو الآن في كل انحاء العالم يلفظ انفاسه الاخيرة. لابد أن يكون واضحا ان الحزب الجمهوري الذي تتزعمه أ. اسماء، وتابعه الذي يتزعمه د. حيدر الصافي، لا علاقة لهما، على الإطلاق، بالاخوان الجمهوريين تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه، وبدعوة الأستاذ محمود لبعث الاسلام.. فيجب وضع أقوال ومواقف الحزب الجمهوري بشقيه، وزعمائه، عند عتبة أصحابه لا تتعداها.. فالجمهوريون، غير مسؤولين عن أقوال ومواقف أ. اسماء، ومن لف لفها.. فهؤلاء خارجون عن دعوة الأستاذ، منشقون عليها، عاملون عملا واضحا ضد هذه الدعوة. من المؤكد ان الكثيرين من المواطنين، ضللوا بأقوال اسماء ومواقفها، فينبغي ان يقف هذا التضليل عند حده.
نقلا عن صحيفة الجريدة بتاريخ الخميس 26 اغسطس 2021م
08-30-2021, 00:49 AM
بكرى ابوبكر بكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18820
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الأستاذ بكري ابوبكر تحية طيبة ارجو ارفاق هذا الملحق لمقالي الذي صدر قبل يومين وعنوانه حول مذكرة التفاهم بين حزبها والحركة الشعبية.. الأستاذة اسماء ومناقضة دعوة الاستاذ /محمود وتشويهها
ملحق:ملحق: ذكرني احد الاخوان بخصوص زعم أ. اسماء محمود بان الاستاذ مع فصل الدين عن الدولة، ذكرني هذا الاخ ان ا. اسماء مع د. النور محمد حمد قدما للكتاب الذي اسمياه(نحو مشروع مستقبلي للاسلام) وقد جاء في هذه المقدمة قولهما :(قدم الاستاذ محمود الاسلام، كدين عالمي لا تنفصل فيه الدولة عن الدين، ولكن من غير تغول على حقوق الافراد، مسلمين كانو ام غير مسلمين، رجالاً كانوا ام نساءً)ص 38 طبعة (دار قرطاس الكويت).. فسبحان مغير الاحوال.. وبالطبع الموضوع موضوع خبر، وليس موضوع راي، فالامانة تقتضي ان يذكر كما هو.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة