ما أن طرحت القوانين و الانظمة واللوائح المنظمة لقيام اول مجلس شورى قطري منتخب إلا وتدفقت الاخبار والاحاديث .. المرحبة بهذه الخطوة والتي ثمنها المواطنون واحتفى بها الناشطون والاعلاميون وامتلات الاسافير بالاراء والمقترحات الايجابي والسلبي .. ومهما يكن فان هذا التفاعل بالداخل ومن بقاع المعمورة هو وجه من وجوه الحريات او الشوري او المشاركه الشعبية التي تتيح الاندماج الاوسع والاعمق وليكون مجلس الشورى المرتقب و المنتخب ماعونا أوسع واشمل لمكونات المجتمع .. وما ظل يتدفق من اراء ومقترحات نجد اكثرها ايجابي ومفيد وقيمة مضافة وبعضها لا تتجاوز انها مشاركات او فضفضة والسلام وكل هذا طبيعي يماثل الظاهرة الانسانية في كل بقاع الارض .. وهو تداول وتبادل الاراء والافكار فليس كل ما يطرح يجد القبول ولا كله يرفض .. ما نريد ان نقوله ان مجلس الشوري القطري في ثوبه الجديد والذي ينطلق من قاعدة تراكمية لسنينه المديدة السابقة وإن كان بالتعيين يؤسس وينطلق لمرحلة جديدة وفق انظمة وقوانين تنقح وتطبق فان من يختاره المرشحون ويجلس تحت قبة المجلس يطرح كل ما يراه مهما وضروريا ونافعا وكل من يحق له التصويت يستطيع ان يرشح كفة هذا ويختاره ويعطيه صوته او العكس تماما .. وليس بالضرورة ان كل ما يطرح يجد القبول والتصفيق والتمرير …في ظل التباينات في الاراء وفقا لمنهج الراي والراي الاخر حتى المجالس المختارة والمعينة والتي تأتي لقبة البرلمان لا يوافقون علي كل ما يطرح ويناقش من القوانين والانظمة والتشريعات فالبعض يمرره واخرين يبدون رايهم في بنوده وهكذا دواليك … ما رشح من اراء وافكار ومطالبات خلال الفترة الماضية والتي شارك فيها الجميع من مواطنين ومقيمين وما جاورهم ومن يتابعهم في كل بقاع المعمورة من خلال الادلاء بالاراء والاطروحات المفيده او نقيضها … يمثل ذلك أكبر سقف او قبة لمجلس شوري مفتوح للكل ومتاح لان الجميع ادلى بدلوه وافرغ مخزونه ان كان ذلك سالبا او ايجابيا ومن مدارس متنوعة . وهي مدرسة جديدة اخرى تضيفها قطر لمدارسها المثيرة والكثيرة النابضة بالحيوية والانسانية والنشاط والتي افتتحتها هنا وهناك لبناء دولة حاضرة وعضو فاعل في محيطها الاقليمي والدولي .. ولها ان تاخذ ما يناسبها ويتوافق مع استحقاقات مواطنيها وتقدم كعبهم الي الامام وصوتهم الي أعلى … ان هذا الحراك الشعبي الذي انداح بالمجالس والبيوتات وكثير منه بمواقع التواصل الاجتماعي ليس في المحيط الجغرافي لقطر بل يشكل ترجمة حقيقية لاصول المشاركه الشعبيه النظيفة وايضا الخبيثة إن جاز التعبير وهو تاكيد بان العالم ومن الامس البعيد صار قرية صغيرة نوافذها مفتوحة ومشرعة سفنها للابحار الي المحيطات والانهر … الكل شارك والجميع قدم المشورة والاراء السديدة وكل من وجهة نظره ورؤيته بما جعلها قبة برلمان واسع شاسع ودون فرز وبدون قيود بما يعزز المشاركة الشعبيه ..الاصيله وفق التطور البشري والشوري كممارسة شرعية يتعطش لها البشر لياخذوا خلاصة الخلاصة المنقحة والتي تناسب الازمنة والامكنة ووفقا لحاجة دفة الحكم وضروراته . ولن يختلف اثنان ان للديمقراطية الشعبيه ايضا وجه أخر يتمثل في متعة الممارسة والدروس المستفادة وليس ببعيد مارثون الانتخابات الامريكية بين ترامب وبايدن للجلوس بمقعد القيادة بالبيت الابيض والتي كان كثير من جوانبها متعة حقيقية وتجارب حية لم تكن تخلوا من الجدية والهزل والكأبة والفرح احيانا واجلست المهتمون في بقاع الارض علي كراسي المشاهدة والمتابعة للندوات والحوارات والمشاكسات ايضا … وهكذا هي حلبة التنافس الصحي النظيف منذ ان كنا اطفالا ننقسم لفريقين متنافسين لنيل التصفيق او الحلوى او دموع مكتومة …ويخرج المنتصر والمهزوم بروح طفولية مسالمة لنعيد اللعبة مرات ومرات . قطر اليوم دولة مكتملة الاركان نهضة عمرانية وعلم ومعرفة وجامعات عالمية عريقة ومشافي صحية علي أعلي المستويات لصحة الافراد والجماعات وهي قاب قوسين من اهم حدث عالمي مونديال قطر الذي يضعها في بورة ميادين الاولمبياد عشق العالم فهل يستقي الجميع الدروس والعبر ويقفز لمقاعد المسوؤليه لنقدم درسا من دروس التنافس والمحبة والرقي .. لاجل غد مشرق ومستقبل باهي للوطن وللاجيال فما عاد مركز الكون الدول المتقدمة وحدها فمن قطر ايضا تشرق الشمس … عواطف عبداللطيف اعلاميه مقيمة بقطر [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عواطف عبداللطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست