الإجابة على هذا السؤال البسيط في تركيبته والمصيري في الإجابة عليه هو لا احد ! ، لا أحد البتة يعلم يقيناً ماذا يدور بين حمدوك وفاطمة والبرهان وحميدتي وجبرائيل وإدريس وسارة بت المك وكل الأجهزة الأمنية الأخرى . لا احد يدري متى وكيف وأين سترسو سفينة الدولة السودانية لا أحد ، لا أحد يدري سر الأزمات المتتالية التي تخنق الشعب السوداني لحظة بلحظة ، لا أحد يجد تفسيراً لتراكم الأوساخ والقاذورات في الشوارع والأحياء والأسواق وأمام محلات الأكل والشرب مع أن المحليات تأخذ الجبايات على اي شيء يتحرك في نفس الأسواق ، لا أحد يعلم حتى الآن أين ذهبت أموال الدولة بعد سقوط دولة الإنقاذ الكيزانية ؟ شيء محير ومريب ما يحدث في الفترة المسماة انتقالية. الفترة الإنتقالية في اعتقادي واعتقاد الكثير من الثوار والمراقبين الأوفياء هي فترة نقاهة وترابط وتسامح وتجرد وتسامي لتأدية العمل الخرافي الذي ينتظر الجميع دون استثناء شرقاً وغرباً وجنوباً وشمال صغاراً وكبار فتياناً وفتيات وهو إعادة صياغة وبناء دولاب الدولة السودانية المهتريء والمتهالك والمسموم من الألف إلى الياء ، الفترة الإنتقالية فترة العمل الدائب ليلاً ونهارا لكل من تقدم الصفوف رغبةً وحمل المسؤولية أو حُمل لها ، الفترة الإنتقالية ليست للراحة والسكينة والتنعم برغد العيش أو حتى الاستلقاء على القفا لأن الوقت لا يسمح بذلك أبداً ، الوقت لا يسمح لرئيس الوزراء مثلاً بالذهاب إلى أسرته لينعم بالدفء في سريره الوثير وتبادل الحديث وشرب العصائر والشاي ضاحكاً أو مبتسما وهو يخلف رجلاً على رجل حتى ينجز كل المهام التي على عاتقه بالتمام والكمال مع تنفيذ كافة الشروط والبنود والتعهدات في العقد المبرم بينه وبين الشعب السوداني الذي وقع معه( أخلاقياً على الأقل ) وينسحب الأمر على بقية الطاقم ( يعني اي مسؤول يجيب عنقريب من بيتو ومخدة ويجي يرقد في الوزارة ) ليكمل عمله بمنتهى الشفافية ليشعر بشعور المواطن البسيط من ناحية ومن ناحية أخرى حتى يستطيع أن يحاسب أو يقيل كل من قصر في أداء واجبه أو تساهل في عمله ان كان على رأس مجموعته ، فيمكنك أن تعتبر نفسك مغترباً في إحدى دول الخليج إن صعُب عليك الأمر أو التنحي وافساح المجال لمن يقبل التحدي. ما يجري الآن في السودان لا يدل على أن الأمر يسير أو يتماشى مع أهداف الثورة وتطلعات الثوار وهذه الفترة أشبه بالفترة الإنتقامية ( كما ذل لسان إحداهن ) منها إلى الفترة الإنتقالية فالكل يبحث عن المكاسب شخصيةً كانت أو قبلية أو مناطقية في شره ٍ ونهم ٍ قله مثيله في التاريخ القريب . الفترة الإنتقالية ليست إعادة تدوير أو استنساخ كيزان جدد أكثر نهماً وفتكاً وظلماً ونهباً وتعطشاً للاستيلاء على ثروات الدولة وجعلها حكراً عليهم وعلى عائلاتهم واسرهم ومحسوبيهم وجوقة المنتفعين والمتسلقين والمتلونين حولهم ، الفترة الإنتقالية هي لوضع الخطط والاستراتيجيات والتشريعات والقوانين التي تتناسب وتتماشى مع الأعراف والتقاليد والقيم والشرع الإلهي ، الفترة الإنتقالية هي لوضع كل البرامج للبنى التحتية والرعاية الإجتماعية وإعمال العدالة ورفع الظلم عن كل المواطنين في هذه الدولة ووضعها موضع التنفيذ والالتزام بذلك عن صافرة البدء ، الفترة الإنتقالية هي تهيئة الفرص للشباب وتأهيله وتشجيعه لاستلام ذمام ومقاليد الأمر والمبادرة للمرحلة القادمة وهي المرحلة الأصعب في تقديري لأنها تتعلق بالاستقرار وإعادة الثقة بين مكونات الوطن الواحد وهذا الأمر يحتاج إلى عقول نيرة ونفوس شفافة وقلوب ممتلئة حباً ورحمةً وأمانةً ونقاء . عبدالماجد موسى /لندن ٢٠٢١/٨/١٨
08-18-2021, 07:55 PM
عمر عيسى محمد أحمد
عمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825
الأخ الفاضل / عبد الماجد موسى التحيات لكم وللقراء الأفاضل
أثابكم الله خير الثواب لأنك تبكي باسم جميع أفراد المجتمع السوداني ،، ولا تبكي باسم فئات جهوية بعينها كما يفعل البعض من هؤلاء البلهاء ،، وهي تلك الجهات المعينة التي تريد لنفسها الأولوية والأحقية دون الآخرين من أبناء الشعب السوداني ،، ويعجبني في الكاتب السوداني ذلك الكاتب المقدام الشجاع الذي يقول الحق ولا يخشى لومه لائم ،، والمعضلة الكبرى تتجسد في حفنة من أبناء السودان ، وهي تلك الحفنة التي لا تملك مثقال ذرة من المؤهلات والمقدرات ورغم ذلك تدعي أنها صاحبة الشأن !! ،، وهؤلاء قد فشلوا كليا في إدارة البلاد ،، ورغم ذلك يدعون ما لا يملكون من المؤهلات والخبرات ،، ولا يريدون الإقرار والاعتراف بفشلهم وإخفاقاتهم تلك التي قد أصبحت حديث الساعة والعالم .
لقد صدقت يا أخي الفاضل فإن تلك الأوساخ والقاذورات قد تراكمت في كافة المدن والإحياء والأسواق والطرقات السودانية ِ،، ودولة السودان في هذه الأيام تعد من أوسخ وانتن وأعفن الدول فوق وجه الأرض ،، وكل ذلك يجري في ظلال تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، والمؤسف في الأمر أن هؤلاء المسئولين في تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة لا يتأففون ولا يتذمرون من تلك الأوساخ والقاذورات والنتانة ،، وتلك الصورة تؤكد مائة في المائة بأن هؤلاء المسئولين الحاليين في تلك الحكومة المؤقتة معتادون على تلك الأوساخ والقاذورات طوال حياتهم ،، حيث قد ولدوا وترعرعوا وشبوا في أحضان تلك الأوساخ والقاذورات والنتانة ،، وعليه من العبث والبلاهة محاولة توجيه اللوم والعتاب لهؤلاء البشر الذين لا يفقهون ولا يعرفون معاني النظافة والطهارة والصفاء والنقاء ،، فهؤلاء البلهاء من الناس لا يفقهون مظاهر النظافة والجماليات في الحياة ،، مجرد غوغاء من البشر الذين يمارسون الحياة في أحضان الأوساخ والقاذورات والنتانة ،، وهي تلك الصورة التي تتأفف منها الشعوب الحرة الأبية في أرجاء العالم .
وفي الختام لكم خالص التحيات .
08-18-2021, 08:17 PM
عبدالماجد موسى
عبدالماجد موسى
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 508
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة