المختصر المفيد .. ولأهل دارفور خيارين فقط، وليعلموا أن الفشل في الإختيار هو إختيار للفشل، والخياران هما: ١- إما الحصول على إستقلالية كاملة وسيادة شاملة والإنفتاح على العالم والإستعانة بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإصلاححالهم ومع ضرورة التوجه لجلب خبراء ومستشارين في الدراسات الاجتماعية والسياسية من رواندا كتجربة نموذجية متفردة ٢- أو البقاء في هذا السودان المترهل المحترب والإرتهان لسلطة مركزية ظلت فاشلة على مدى سبعة عقود والمؤسف أن نخبدارفور لم ولن تتحمل تبعيات الإعتماد على الإحتمالات والإمنيات إن خابت ولم تصب، وتبقى دارفور في دوامة الحروبوالضياع دون آزر أو مؤآزر .. أمر عجيب وغريب أن تختار أمة البقاء في هكذا وضعية لكي تقضي بقية حياتها في الشكيّةوالتظلم .. فليعلم أهل دارفور حتى لو تم تسليم كل السلطة المركزية لأبناء وبنات دارفور لا ولن يقدموا لها مثقال ذرة خير يرىفي خضم هذا التنازع المهول والتظلمات المستعرة المتصاعدة والفقر المدقع والشلل التمام بسبب الصراعات والحروب العرقيةوالقبلية التي لا تخمد
الواقع المحزن أن غالبية النخب الدارفورية لا تثق في النخب النيلية وهذا أمر طبيعي ولا يجب أن يكون مستغرب، لأسبابتاريخية وموضوعية، بل لديهم قناعة جازمة بأن النخب النيلية لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة .. إذن كيف يستقيم عقلاً أنتعتمد على نخب لا تهتم لمواطنيها ولم تطور مناطقها، ناهيك عن دارفور التى ينساها حتى المتاجرين بإسمها؟ وفكيف يعقل أنيختار عاقل واحد من درافور البقاء في تلك الهمجية والدونية؟ ولماذا؟ .. إسترداد السيادة والإستقلال بالإنفصال سيجعل مندارفور دولة تكون محور إهتمام العالم الذي تعاطف مع قضيتها، من منظور إنساني وأخلاقي، وكذلك التعاطف المفترض منالعالم الذي منح السلاح والعتاد بسخاء لإشعال الحروب فقد آن أوان الإسهام الإيجابي إن كانوا صادقين .. بالطبع سيكونالإستقلال هو الوضع الأفضل لدارفور وحتماً ستجد الشراكة الأممية في كل مجالات الإستثمار لتحريك ثرواتها المهولة .. حقيقة سيكون من السهل على المانحين والمستثمرين التعامل مع دارفور في شراكة إيجابية بمعزل عن بقية السودان المترهلالمترع بالفشل في كل بقاعه
أن تبقى دارفور في كنف سودان اليوم هو الخيار السيء الذي ليس بعده سؤ لأن السودان لازال يدار من المركز الذي فشلطيلة سبعة عقود بسبب الغشامة والغشاوة السياسية والإرتهان للعاطفة الساذجة التي تقدس الوحدة القسرية وتشن الحروبمن أجلها فكان الناتج تلك المنازعات المهولة والرهق السياسي والتظلمات المستديمة من كل شعوب الأقاليم وإتهاماتها للمركزبالتهميش والفشل وإدمان الفشل، ولذا نجد أن إختيار دارفور للبقاء في سودان اليوم هو خيار لا يعني أي شيء سواء أنهاتؤيد وتدعم السيطرة الحصرية لنخب المركز الفاشلة وتدعم بقاء سودان فاشل ومترهل وعاجز أن يكون وطناً آمناً لمواطنيه .. الإنفصال اليوم يعني الوحدة الجاذبة غداً
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة