في أحيان تكون الكتابة كالهم مُرَّة ثقيلة مُرهقة؛ و في أحيان تتمنَّاها أن تكون الأحرفُ رصاصاً. فتحيَّة إلى صاحبة "الأحرف الزرقاء" فنحن من قوم لا ننسى. *
نحن ندور في نفس الساقيَّة لأنَّ عَقليَّة من يحكموننا و يُشاركون في حكمنا من قادة مدنيِّين و عسكر و مُثقَّفين و أحزاب و حركات و "طيور" هِيَ كما هِيَ تظُنُّ أنَّ غيرها هِيَ لم يُخلَق على الأرض و لم تلِدهُ وَلَّادة! تكرار فوق تكرار على تكرار حتى يكاد المواطن أن "يتفجَّر" من الغيظ و السُخريَة!
*
الثورة قامت لإحقاق العدالة و ردِّ المظالم أوَّلاً؛ و فيها إستُشهدَ الخيار مِنَّا "غدراً" أمام أعيننا و سمعنا و بصرنا. ثم يأتي "المُتنعِّمُون" بالمناصب مِنَّا ليُنظِّرُوا لنا عن كيفيَّة الحكم يكون و "فقه" آداب الحوار و السياسة! فتلك هي "المسخرة الإنتقاليَّة". أكوام من أناس شاركوا في الحروب بيننا ثم يريدون التنعُّم بالسلطة علينا! إن كانت قيادة الإنقاذ و الإخوان متهمة بجرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانيَّة و الوطن فهؤلاء أيضاً أجرموا في حقنا. فالعدل ميزان واحد لا مُجاملة و لا خضوع و لا مُكايدات و مساومات و ترضيَّات فيه. فكيف و بقتلَة "شهداء الثورة" هم حضور كانوا و مازالوا يُشاركون في عزَّة مجالس حُكمنا! لا عدل عندكم و لا معكم فكيف تتوقَّعون أن تحلِّ عليكم من الله العدالة! *
تريدون أن يشيع الأمن بيننا إذا عليكم بإحقاق العدالة بيننا؛ من غير ذلك ستظلَّون تُشكِّلُون الِّلجان فوق الِّلجان و المجالس خلف المجالس و تبتدِعُون لنا الأسماء و الأوصاف و الحكاوي و الغناوي! و ما سفرياتكم شرقاً و غرباً في بحثكم عن الحلول لكم إلا فضحية تتلو فضيحة! الوعد أن لا حلَّ سوى أن تقيموا العدل هنا؛ و البداية بينكم و منكم. *
يومها صافحتم القتلة الخونة و كان الشهداء حولكم فوقكم فكان صفاحكم على الدم. آلية ماذا و مستشاري ماذا و نقاش على ماذا؟ و مجالس سيادة و حكم و شراكة في ماذا؟ و أحاديث عن إنقلابات و محاولات فاشلة و تهديدات بمنعها و وعود بألا تكون و.. و.. و.. أنتم تتكلمون مع من؟! مع الشعب أم مع أنفسكم أنتم؟! أفي ظنكم أنكم أنتم من أسقطتم البشير بإنقلابكم المزعوم! أصدقتم أنكم أنتم من فعلها؟! سبحان الله على غرور الشيطان فيكم!
*
الثورة أمر و الإنقلابات التي تعرفونها و تخشونها أنتم أمر آخر. تبيعون دم الشهداء -فقط- لتستمتعوا بالسلطة؟! فهل سمعتم بدولة "عَمَّرت" بدون العدل قانون لها و فيها! كثَّرتم بيننا القتلة و الصعاليك و الخونة. لكن الثورة ستعود يوماً كما لم يُصدِّق بها من أسقطتهم قبلكم؛ فاستمروا في غيكم و ظلمكم و كبركم فلكل زمان آية و لكل ظالم نهاية. و الله -كما أراكم فصدَّقتم- يُمهِل و لا يُهمِل؛ عندكم علي عثمان طه و بشيره و نافعه فإسألوهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة