الرومانسية السياسية و فن ادارة الاخر: يا ليتكم تعلمون! علي بلدو سبق أن ذكرنا، و صدعنا بما نسمع، بأن مشكلة الحكم و الادارة و السياسية في هذه البلاد، و معضلاتها المتشابكة و ازماتها المتلاحقة و المتعددة، ما هو الا انعكاس لحالة الفشل الجماعي و التوهان التي يعيشها معظم، أن لم يكن كل من جلسوا علي سدة الحكم بالحق و بالباطل، و من تراودهم الاحلام بالجلوس و يحدو بهم الامل للعروش و ربما جديد العروس، و ما اضيق العيش لولا فسحة الامل. لقد آن الاوان ،ايها الكرام، ان نقر بان ازمة الحكم و الادارة لدينا هي ذات جزور نفسية و اجتماعية عمبقة و ابعاد سايكولوجية سحيقة، لم يعر لها الجميع انتباها، و لم بمن عليها و لو النذر اليسير من القادة المزعومين التفاتا، و هذا ما جعلنا الي اليوم نرزخ في ليل بهيم و وواقع اليم مثل ذياك الليل الذي اغطش في عتمته امرئ القيس، فناح و انتحب كنواح و نحيب من نسمعهم و نراهم اليوم و لعلهم يقولون مثل ما قال، و ما اكثر القيل و القال و كثرة السؤال عندنا: الا يا ايها الليل الطويل الا انجلي بصبح و ما الاصباح منك بأمثل. و لعلنا لا زلنا في انتظار ذلك الصبح الابلج، بعد ان طال و تطاول ليلنا اللجلج، و بدت بشارته كعرائس دياجر، تطارحها الهوي اشباح الظلام، و يمتد اليه طريقنا بلا نهاية تدنو و لا امل يحلو لموعد انبلاج صبحنا و اطلالة شمس الحق علي ارض تمكن منها الباطل و عشعش فيها الظلم و لو اخرج فيها المظلوم و صاحب القضبة يده لم يكد يراها، كما لا يري من نراهم الان و هم لا ببصرون. و لعل افتقار النطام القائم الان للرومانسية السياسبة و فن ادارة الاخر سيكون سببا لمواصلة حالة الفشل المركب و الاخفاق المتراكب الذي تمر به، و كما سيكون سببا اساسيا للتعجيل برحبلها و ان قدروا ان لا نفارقهم. و يتبدي ذلك واضحا في حالة الشد و الجذب و المناوشات المتكررة بين المكونات كافة، الي جانب لغة التخوين و التشكيك و الاقصاء التي تمارس بصورة فاضحة و بعنجهية فاقت حتي تعالي و تكبر عمرو بن كلثوم و الذي كان بفتقدها هو ايضا كحالهم : و نشرب ان وردنا الماء صفوا و يشرب غيرنا كدرا و طينا فنحن المانعون لما اردنا و نحن النازلون بحيث شينا و كما يتمظهر انعدام الرومانسية السياسبة و فن ادارة الاخر في حالة الوسوسة و الشك في نوايا الاخر و الاتهامات المتبادلة هنا و هناك بين هؤلاء الشركاء المتشاكسون و الذين يستوون في هذا الذهان السياسي و الذي اقعد بهم عن تحقيق مطالب الثورة و امال و تطلعات الثوار و الثائرات، و عجزهم الجلي عن الابفاء باستحقاقات من قدموا روحهم فداء لوطن، باعه البعض بثمن بخس ليشتروا به خبزا، و لم بجدوا من يخبرهم انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان! ان غياب الرومانسية السياسية و فن ادارة الاخر، قاد الي حالة الاحباط الثوري و تصاعد خطاب الكراهية و التنمر الحكومي و الارهاب المعنوي و الفكري و صعوبات التواصل بين الفرقاء القدامي منهم و الجدد و ابناء سبيل الحكم، الي جانب العنف اللفظي و روح التشظي و التنافر و عدم الانسجام و ارتفاع وتيرة مطاهر العنصرية المختلفة و روح الازدراء و التهكم و عدم الاحتفاء بالاخر. لعلنا نود ان نوقد شمعة في هذا الطريق و نفتخ كوة للنور و معبرا لشعاع الاستنارة، لاجل تزويد من هم هنا بمهارة الرومانسبة. السباسية و فن ادارة الاخر، بجانب علوم التعامل الراقي و الاتيكيت و فن الخطاب و الذي اتضح ان الكثيرين منهم يفتقدونه و بصورة خادشة و صادمة للمواطنيين و الذين الفيهم مكفيهم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة