فشل جديد للاسلام السياسي هذه المرة من بلاد ثورة الياسمين التي انطلق منها الربيع العربي تونس تضيق ذرعا بتجار الدين بالطبع حدث انقلاب علي الاسلاميين !!! ولكنه اشبه بالثورة ثار الرئيس علي البرلمان والحكومة الانقلاب علي الاسلاميين هو في الحقيقة "انعدال" وليس انقلاب
انا مسلم واحب ديني واحسب انني ملتزم بتعاليمه ..الخ ولكني اعرف ان الاسلام السياسي لا يمكن ان يحكم هناك مشلكة كبيرة جدا تظهر عند دخول الاسلاميين معترك السياسة ولذلك عندما اقرأ نشأة جماعتهم الاولي في مصر احس ان مؤسسيها ارادوا لها ان تكون جماعة دعوية تربوية وان تعاطيهم للسياسة كان فقط علي سبيل التربية السياسية للفرد فلا اظن انها قد تأسست لتكون حزبا سياسيا يحكم وللاسف باصرار الجماعة دخول السياسة جعلها مثلما يقول المثل لا ارضا قطع، ولا ظهرا ابقي!!
فللاسف فشلت الجماعة في الدين وفي الدنيا او انها فشلت في السياسة وفي الدعوة الفشل السياسي بالطبع معروف الآن للجميع اما الفشل الديني فقد عجزت الجماعة ان تطور المجتمع اخلاقيا لانها اهملت تماما ذلك الجانب فحدثت انحرافات كبير للمجتمع تمثلت في انتشار الغش والخداع والأثرة والرشوة والمحسوبية واكل اموال الناس بالباطل والقبلية والصراعات والتقتيل من اجل اشياء تافهة
هناك أذن سؤال كبير جدا جدا يفرض نفسه كيف اسمح لنفسي بان اكتسب شعبية انتخابية من خلال الدعوة الدينية؟؟؟؟ "النهضة" التونسية نفسها شعرت بهذه المغالطة عندما حاولت ان تفصل -قال- بين الدعوة والسياسة باختصار دي الحاجة الغتست حجر دول الربيع العربي كلها يعني نحن عندنا دعاة.. يعني مثلا عندك الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله تخيل ان يترشح هذا الشيخ الجليل في اي دائرة من دوائر البرلمان او والي ولاية او اي منصب مؤكد انه سوف يفوز ولكن ليس من اجل برنامجه الانتخابي ولا سياسات حزبه لو ترشح عن حزب وانما لمكانته الدينية في نفوس الناس وانه داعية
هذه هي المسألة للاسف اي شخص يترشح تبع لاي جماعة او منظومة دينية فهذا يكون سوء استغلال للدين نفسه لذلك ينبغي ان يمنع بتاتا اي شخص معروف بانتماء ديني من الترشح لاي منصب تنفيذي او برلماني هذا لا يمنع من ان نرشح شخص مسلم ورع ذو خلق يتقي الله ويكون كفؤ للمنصب فليس هؤلاء كلهم منتمون هذه خبرناه في انتخابات العهد البائد كان شعارهم "القوي الامين"!!!!! فهم كانوا يفترضون افتراضا ان اي شخص ينتمي للجماعة انه امين!!! ولكن البشر كأفراد يتفاوتون في اخلاقهم فهل كانوا فعلا امناء؟؟؟!!! بالطبع لا بل هم افسدوا فساد ما بعده فساد واصبحوا مثل الدجالين الذين يدعون العلاج بالقرآن ويطلب منك دجاج وغنم وخراف باوصاف والوان معينة من اجل فك السحر والعمل اليست هي المتاجرة بالدين؟؟؟؟
الا تكفي اذن تجربة الاسلاميين في السودان لمدة 30 عام قاموا بارجاع البلد 300 سنة الي الوراء!!!!! التجربة السودانية كان ينبغي ان تكون عبرة لكل دول المنطقة وهاهي تجارب اخري تفشل مجددا واليوم يحاول البعض الدعوة الي مصالحة مع الاسلاميين اكرر انه لا ضير ان تعود جماعاتهم الدينية الي ممارسة العمل الدعوي والتربوي وكذلك يمكن للافراد ان ينخرطوا في السياسة في احزاب لا تعمل تحت لافتات دينية اما ان تعمل الجماعة كحزب سياسي فلا!
من سخرية الاقدار ان مشكلة الاسلاميين كانت اخلاقية تربوية لو سألتهم هم انفسهم ما الذي اسقطكم سيجاوبون بكلمة واحدة: "الفساد" لقد ظهر فساد الاسلاميين في البر والبحر والجو ايضا ومع ان قيادات النظام كانت تستر علي بعضها وظلت تنفي باستمرار وتطالب بتقديم المستندات وبرغم ذلك تكشف فسادهم وذاعت اخباره وعمت القري والحضر فبالرغم من محاولة النظام اخفاء الامر لكن صراعات مراكز القوى داخل النظام البائد كشفت جزء صغير من الفساد المستشري وعلي سبيل المثال ادي ذلك الصراع الي ان يسرب احد تلك المراكز وثائق عن فساد في بيع سودانير وخط هيثرو وفى شركة الأقطان والتقاوي الفاسدة فرد مركز اخر بتسريب وثائق فساد في السدود وشركات الكهرباء والمطار الجديد وخدمات البترول
لقد كان الصحفي عبد الماجد عبد الحميد يردد عبارة له بكل صراحة وبكل ثقة اثناء لقاءات التحليل السياسي في الفضائيات الحكومية نفسها: كان عبد الماجد يقول: "الفساد هو الحقيقة التي هزمت الاسلاميين" اذن لقد اعترف الاسلاميون انفسهم انهم ملأوا الدنيا فسادا السودانيون لدغوا من جحر الكيزان لدغة افقدتهم الوعي ثلاثين عاما فكيف يعودوا ليتصالحوا مع نفس الجحر؟؟؟!!! === مقالات ذات صلة: مصالحة الجُحْْر (1)!!! https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1627042797.html
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة