تصريحات الغنوشى الايجابية تؤكد على سعة وافق وقراءات ايجابية ونقدية مهمة لمسار الديمقراطية بتونس ويظل الغنوشى يثير الدهشة بافق يعتمد المرونة والذكاء السياسي الحقيقى والصدق الذى يستبين فى رؤاه المعاصرة دون زهو او ادعاء العظمة الفكرية وهو مانبحث عنه من اتجاه يعبر عن مايعرف بالاسلام السياسي المستنير وكما دهشت وانا اسمع اول مرة عن نصح الغنوشى لكوارث وانتهازى الاسلام بالانقاذ عند محادثات نيفاشا وعقبة مسالة الدين والدولة فى الوصول لاتفاق لايعرض الوطن للتمزق بايراد حق تقرير المصير حال عدم الاتفاق على بند الدولة العلمانية فى الدستور المقترح عبر الاتفاقية. وعندها عبر الغنوشى عن نصحه الصريحوللانقاذيين ان كانت الشريعة تهدد تماسك الدولة لتبقى الدولة هى الاولوية والاساس... ولكن الانتهازيين الاسلامين بالانقاذ لم يريدوا التنازل عن ادعاء هم ابعد الناس عن مضمونه فى ترسيخ قيم الاخلاق وتثبيت مقاصد الدين ومعنى التدين فى ضمير الامة والمخافظة على تماسك الدولة الجيوسياسى وركبوا امواج الغوغائية. فكانت نتيجة افعالهم الكارثية ضباع تصف الوطن و80٪من ثروته وثلث شعبه ومن ثم انهيار دولتهم الكرتونية بهبة شعبية عنت فشلهم وسوء اخلاقهم وميراثهم الثقيل من الموت والدمار وامتهان كرامة المواطن السودان وسوء للادارة والخواء الفكرى وتحولهم الى دولة مافيات للمخدرات وتجارة السلاح وتجارة العملة . الغنوشى والصراع السياسي بتونس...تؤثر عليه عوامل قرب المغرب العربى واوربا مماساهم ان يكون على مستويات متقدمة من الوعى والاساليب.... ولذلك لم ياتى الانقلاب على ظهر دبابة وتدخل عسكرى مباشر وانما على رافعة رئاسة الجمهورية والتى تعتبر مدعومة على شرعية الانتخاب المباشر من الشعب وبنسبة كبيرة وهى على ذات الخلفية الفكرية بدرجة ما مع استغلال بعض الاخطاء التكتيكية لقيادة النهضة فى معنى انتخاب قيس الساحق وتحقيق الرجل الثانى بحزب النهضة اصوات اقل بكثير. وهى كانت رسالة على ميول الشارع الموجع بواسطة ضغوط الازمات الاقتصادية وكارثة الكورونا مع خطاب اعلامى اقليمى ودولى ضاغط ساهم فى اشاعة جو من الغباش والارتباك فى الوعى السياسي وتجيش فى اتحاه للرفض للغنوشى على سلسلة من الخطط والاساليب المتعددة والمتوازية فى تبادل ادوار منظم بدقة وتدخلات اقليمية مباشرة. ولكن ذلك لم يكن ليؤتى اكله فى نتيجة حاسمة تطيح بالديمقراطية والحريات بقرارات مباشرة وحسم الصراع بالضربة القاضية ترمى باسلامى الغنوشى السجون وغرف الاعدامات كما تمت بمصر.... اوتطيح بالتماسك التنظيمى والتراكم المكتسب من حيث اعداد الموالين والمؤيدين والتزامهم السياسي كما حدث بالانقاذ اذ تعفن التنظيم السياسي بفعل الفساد ادخل الذهد فى عضويته وفكك بنيانها التظيمى وبدد ولائها والتزامها السياسى وحولها الى جذر منعزلة والصراع للان مازال خاضع للتوازنات والتكتيكات التى يتعامل بها الطرفين ولم يحسم بعد..وتضامن القوةةالمعادية للغنوشى معرض للتفكك بسبب التباين الفكرى ولن تسلم حركة غلنهضة ايضا من الانقسامات ولكن كل ذلك ييتم فى اطار تطور سياسي ديمقراطى لن يمكن الديكتاتورية بالعودة من جديد على نموذج بن على او بورقيبة او السيسى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة