ما حدث في تونس اثار ضجة كبيرة في الشارع السياسي السوداني مع او ضد، يجب التركيز في جوهر ما حدث، و تقييم ثورة تونس، و ما حققته في مشوار الدولة المدنية.
الديمقراطية المكنيكية تأتي بالاغلبية، فيمكن ان تكون جماعة دينية، او ثقافية، او إجتماعية، او إثنية، و ليس مستغرباً ان تأتي الديمقراطية بشمولية، او ديكتاتورية كما حدث في المانيا، حيث انتجت الديمقراطية ابشع نظام شمولي في التاريخ، و جاءت بهتلر باغلبية كاسحة، عندما غابت الدولة المدنية، و سيطرت الهمجية، و العصبية.
الدولة المدنية هي الحل، فقط دولة المؤسسات قادرة علي ان تضع الاشياء النصاب، و ضبط الاسس الديمقراطية نفسها، و ليس العكس.
اولى الخطوات نحو الدولة المدنية هي سيادة حكم القانون، و بسط العدالة بين الناس، و هذا يولد الشعور بالطمأنينة، و الثقة في مظلة القانون فيلتف الجميع حول الدولة، بدل العشيرة، و القبيلة، و الدين.
ما يحدث في السودان اسوأ بكثير مما حدث في تونس.
هل تعلم سيدي انه يوجد عشرات ضباط القوات المسلحة في المعتقلات دون محاكمات.
هل تعلم سيدي ان اقلهم مدة تجاوز العام دون ان توجه لهم تهم و ابرزهم اللواء بحر قائد المنطقة العسكرية المركزية، و الشاهد علي فض إعتصام القيادة!!!!
سيدي انت اعلم بهذه القضية، و اصبحت النيابة عبارة عن سكنة لأسر هؤلاء الضباط.
سيدي بغض النظر عن إنتماءاتهم او طبيعة الافعال التي بموجبها تم إعتقالهم فيجب توجيه تهم واضحة وصريحة ضدهم بنص القانون، او إخلاء سبيلهم.
معاملة الخصوم بالقانون، يؤسس لمبدأ العدالة بعيداً عن الاهواء، و التقاطعات السياسية، و الاحقاد.
من المؤسف معلوم للجميع ان النيابة كانت مرتع لضباط امن النظام البائد، و لا تزال بها جيوب تحتاج التطهير، و المراجعة، و ما ادراك ما الحبر، و كيف كانت تُديره إرادة النظام البائد.
حيث كانت تُختم ارانيك امر القبض علي بياض بلا اسماء، و تُسلم لجهات امنية معروفة تعمل حسب رغبة افرادها، و قادتها في القبض العشوائي خارج مظلة القانون.
انا شخصياً تم القبض عليّ بقوة بالزي المدني مدججة بالسلاح من غرفة نومي دون ان ارى امر قبض، و حين سألت ذكر احدهم ان امر القبض في جيبه، و غير مسموح بأن اراه، اي والله، و للأسف هذا في ظل دولة الثورة التي دفعنا لأجلها دماء طاهرة، و دموع، و جراح، و آلام، و كانت ام المصائب كان الإتهام في قضية رأي.
سيدي يبدأ الإصلاح بالنيابة العامة بإعتبارها رأس الرمح نحو الدولة المدنية، و إلا سنخضع جميعاً الي دولة الغابة، و فيها القوي يستأسد علي الضعيف، و حينها ستذهب الدولة الي الجحيم.
كسرة..
برهان.. معلوم سيطرة الكيزان علي مفاصل القوات المسلحة، فهم علي إنقلاب دائم علي الثورة، فلا حاجة لهم لتنظيم إنقلاب بالشكل التقليدي كما توهم رئيس اركان جيشك، في تصريح فطير بالامس لا ينطلي علي احد.
البرهان.. تمسكك بالكيزان، و سدنة النظام البائد يثبته تعينك لمدير مكتب الكوز المأفون المخلوع إبن عوف، و كاتم اسراره مديراً لمكتبكم بالقصر الجمهوري.
البرهان.. السواتر الترابية امام بوابات القيادة، و اسوارها قبيحة، و غير حضارية، و تبعث بالإشمئزاز، و تشبه الكيزان، و اعمالهم العشوائية التي ذهبت بهم، و بمشروعهم الي احط منازل التاريخ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة