الأخطاء في ما تشرع فيه وزارة العدل من سن قانون جديد يكفل للطفل حرية العقيدة وقبول الفحص النووي كبينة لإثبات النسب
أولا: حرية الطفل الدينية:
هذا القانون لو تم سنه فهو غير دستوري، لأن العهد الدولي مستصحب في الدساتير، والمادة (١٨) فقرة (٤) تنص بوضوح على الآتي: (تتعهد الدول الأطراف في هذا العهد باحترام حرية الآباء، أو الأوصياء عند وجودهم في تأمين تربية أولادهم دينيا وخلقيا وفقاً لقناعاتهم الخاصة. وهذا بالتأكيد سيشمل حرية اختيار المؤسسات التعليمية التي تتفق مع ميول الآباء. فمن ناحية منطقية، ليس الطفل بفيلسوف لكي يتخذ قراراً باتباع دين أو إلحاد من تلقاء نفسه، إن الطفل يتلقى فهمه وقناعاته من والديه، ولذلك أرى أن المقصود من هذا القانون، هو تغيير المناهج التعليمية في المدارس بحيث تتيح تدريس بعض الجوانب المناقضة للأديان. ومن ناحية ثانية، فالطفل لا يملك الأهلية القانونية لفعل ذلك، بل حتى تبنيه لدين من الاديان لا يعتد به في تلك الأديان، وقد يأتي الطفل ويتبنى سلاحف النينجا آلهة أو ميكي ماوس لأن هذا مبلغ فهمه، ويمكن أن يضع حلوى شكولاتة أمامه ويجعلها صنما يعبده. كما عبد القحاطة العمالة.
ثانياً: اثبات النسب بالحمض النووي: وهذا جيد مبدئياً، لكنه لا يتفق وحكم الشريعة الإسلامية. وليست المشكلة في ذلك، إنما المشكلة أن إثبات النسب يتضمن نفياً للنسب أيضاً، وقد يؤدي ذلك لفضائح كبيرة، فالنسب وفقا للاسلام يثبت بالفراش وللعاهر الحجر، ويترتب على اثبات النسب مسائل خطيرة منها اثبات التوارث. لكن الأخطر هو أن استخدام الحمض النووي يمكن أن يفضي لإثبات أن الأب ليس والد الطفل، وهذا يعني بالضرورة أن المرأة زانية. وهذه ليست فقط جريمة تفضي إلى معاقبة المرأة وإنما إلى فضحها في المجتمع. (ما سمعتي الخبر..فلانة طلع ولدا من راجل تاني..سجمي).. ويتضاحك النسوة على المرأة، ويشيع خبرها في الحلال والفرقان. أما اللعان فهو يورث شبهة تغطيها النسوة بشيطنة الأب، وعلى الأقل لن يكون هناك أحد متأكداً من زنا الزوجة. هذه الحكومة اللطيفة تريد أن تفعل كل شيء دفعة واحدة بدون دراسة ولا فهم لواقع المجتمع. فمثل هذه القوانين قد تفضي إلى فضح الآلاف من الأسر خاصة مع انتشار الجنس الفوضوي غير المميز، كما أنها قد تفضي إلى جرائم قتل تقع على النساء أو حتى الأطفال. إذا كانت الحكومة تريد أن تطبق قوانين علمانية فلا بأس ولكن يجب قبلها أن تعمل على تحويل الثقافة المجتمعية نفسها إلى ثقافة علمانية، بحيث يجوز أن يكون هناك تقبل مجتمعي للأبناء من غير أب، أو لزواج المثليين..الخ. ولكن أن تأتي هكذا (ورب رب) تسن قوانينك فأنت ليس فقط أحمقا، بل وحيد قرن ذو اتجاه واحد. مع بلاوي قحط مش حتقدر تغمض عنيك
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست