في البدء نزف البشري و التهنئة الي أهلنا ضحايا الابادة الجماعيه بدارفور بمناسبة قرار محكمة الجنايات الدولية بلاهاي إعتماد تُهم جرائم الحرب و جرائم ضد الانسانية بحق المتهم علي كوشيب وإحالته الي المُحاكمة. وأخص هنا أهلنا بمحافظة وادي صالح، ولاية وسط دارفور بقُري كُدم، بِندسي، ومُكجر، دِليج والمناطق المجاورة في دارفور بالسودان. لقد انتظرنا هذا الحق طويلا حتى جاء الحق في هذا اليوم، وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا.
إن العدالة هي من الأيقونات الثلاثة لثورة ديسمبر المجيدة، حرية، سلام وعدالة لذلك نثمن و ندعم قرار مجلس الوزراء الصادر في يوم 26 يونيو 2021 علي لسان وزيرة الحكم الاتحادي الاستاذة / بثينة دينار القاضي بتسليم المتهمين المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية بلاهاي.
إن تأخير العدالة ظُلم. Delay Justice is Injustice ومن هنا نناشد مجلس الوزراء بالاسراع بتنفيذ تسليم المتهمين المطلوبين عمر البشير، عبدالرحيم محمد حسين واحمد هارون الي محكمة الجنايات الدولية بلاهاي بِتُهم الابادة الجماعيه في دارفور وذلك أسوة بعلي كوشيب الذي تم إعتماد التُهم الموجهة إليه وتم إحالته للمُحاكمة.
إن أمر الاسراع بتنفيذ تسليم المتهمين المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية بلاهاي مهم جدا لانه يتعلق بأرواح بشرية من الشهداء عن ما يقارب حوالي ٣٠٠ ألف ثلثمائة شهيدو حوالي ٢٥٠٠٠٠٠ إثنين مليون و خمسمائة ألف نازح في معسكرات النزوح وحوال ٥٠٠٠٠٠خمسمائة ألف لاجيء بدول الجوار واعداد كبيرة في الدياسبورا في كل قارات العالم حسب إحصائيات الامم المتحدة السابقة.
إن جرائم الابادة الجماعيه، و جرائم الحرب، وجرائم ضد الانسانية التي إرتكبت في دارفور يشيب لها الولدان و تعبر عن كيف ان دماء الانسان أصبحت رخيصة في نظر أولائك المتهمين بتلك الجرائم. وخير مثال مشاهدة جلسات محاكمة علي كوشيب علي الهواء مباشرة مؤخراً و عرض أماكن القتل الجماعي في قري وادي صالح من قبل المحامين بالمحكمة الجنائية. و أسلوب القتل الممنهج علي قبيلة الفور حسب ذكر محامي المحكمة حيث ذكر كمثال كيف تم قتل قادة المجتمع مثل العمدة يحي احمد زروق عمدة منطقة سندو التابعة لمحلية مُكجر محافظة وادي صالح ولاية وسط دارفور وغيره كُثر.
وهنا دعوني أحي الدكتور أديب عبد الرحمن يوسف والي ولاية وسط دارفور في عمله الدؤوب المتواصل في مجال العدالة الدولية وذلك بلقائه المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية فاتوا بن سودا عند زيارتها مؤخراً لحاضرة ولاية وسط دارفور مدينة زالنجي ولقائها بممثلي النازحين الذين طالبوا بضرورة تسليم المتهمين المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية بلاهاي.
و مواصلة لجهود الوالي الدكتور أديب عبد الرحمن يوسف حيث قالت هيئة محامي دارفور في جلسة حوار نظمتها مؤخراً بدار المحامين السودانيين، إن والي ولاية وسط دارفور كشف عن نبش مقابر جماعية حوت 76 جمجمة، وأكّد أنّ ذوي الضحايا لا يثقون في المحاكم الداخلية و يتمسكون بتسليم المتهمين المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية وكذلك شدد الوالي، طبقاً للتعميم، والمُناقشين من المُحامين على ضرورة إنفاذ قرارات تسليم المطلوبين المتهمين في جرائم الإبادة الجماعية في دارفور وتقديم المُتّهمين المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية كمدخلٍ وحيدٍ لتحقيق الاستقرار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة