|
القضاء علي الفقر بالمشروعات الصغيرة و المتوسطة لا بالدعم النقدي بقلم:عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
|
12:46 PM July, 09 2021 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
[email protected] يعتبر الفقر هاجساً دولياً, و هناك اتفاق دولي لمفهوم الفقر بأنه حالة من الحرمان المادي الذي ينعكس على انخفاض استهلاك الغذاء نوعاً وكماً ، وتدني الرعاية الصحية والسكن والتعليم. وتعرّفه الأمم المتحدة على أنه الافتقار إلى الإمكانيات الاساسية , و حَدّ أو خط الفقر هو أدنى مستوى من الدخل يحتاجه المرء أو الاسرة للعيش السليم (Poverty threshold \ line) و بتقديراتها بين 2000-2007 هو العيش بأقل من 1.25 دولار في اليوم وهو المستوى الأدنى للدخل لفرد في دولة معينة. إنَّ الدعم النقدي للفقراء مهما كان معتَبَرا فإنه ليس حلاً جذريا لتخفيف حِدَّة الفقر او القضاء عليه, حيث انَّ الطريق الامثل للحد مِن الفقر هو الأخْذ بمبدأ: ( لا تعطني سمكة و لكن اعطني صنارة و علّمني كيف اصطاد), و كل الدول التى نجحت و بشكل ملحوظ في الحد من الفقر اهتمت بالتدريب و توفير وسائل و معينات الانتاج للمشروعات الصغيرة و المتوسطة, و دوننا بنغلاديش و كيف أصبحت تخَرِّج سنوياً 20% من دائرة الفقر بفضل بنك الفقراء(جرامين) لمؤسسه أستاذ الاقتصاد البروفسير محمد يونس عام 1976 م. فمنذ إنشائه اعطي البنك الأولوية للنساء و لمن لا يملك شيئاً ، والضامن هي الرقابة المحلية مع الرقابة من الموظفين الميدانيين وتقديم المساعدة والمشورة ، وهناك حوافز لمن يسارع في التسديد وتشجيعه بقروض أخرى , حيث أن ثقافة البنك أن الفقر حالة مؤقتة ، وأن للفقير أياً كان له مواهب وقدرات يمكن صقلها و استغلالها، وللمصرف مؤسسات فرعية عديدة مثل جراهين للأسماك وجراهين أدوج للمنسوجات اليدوية والتي يستفاد منها محليا وتصَدِّر عشرات الملايين من ياردات المنسوجات. ورغم أن بنغلاديش ضمن أفقر عشرة دول في العالم إلا أنه من التسعينيات قَلّ فقرها وتعتبر الدولة رقم 11 في قائمة الدول المتوقع تفوقها اقتصاديا, مع أنها السابعة عالميا من حيث عدد السكان . و ما برنامج ثمرات او سلعتي بل و الجمعيات التعاونية إلاَّ تعزيز للإبقاء علي المواطن مُسْتَهْلِكا لا مُنْتِجا. فما الذي يمنع برامج الدعم النقدي سواء كانت ثمرات هذه أو صناديق الزكاة و غيرها مِن تحويل دعمها النقدي الى توفير وسائل و معينات انتاج, و انْ يصاحب ذلك برامج تشجيعٍ للمواطنين في الانخراط في المشاريع الصغيرة و المتوسطة لأجل توفير كثير من احتياجاتهم المنزلية في نطاق منازلهم كتربية الدواجن وزراعة الخضر و الفواكه بقدر ما يتاح لهم من اراض و مياه. وإنَّ الحكومات المتعاقبة بما فيها حكومة الثورة تأبي إلاَّ ان تُبْقِى على المواطن مستهْلِكا لا منتجاً, فلا ينبغي اصلاً انْ يستورد السودان ألبان و قمح و فواكه و نحوها مِن واردات بدلاً مِن ان يكون مُصَدِّرا. فإذا كان المواطن عاجزا عن توفير بيْضٍ و حليب و قمح و خضروات و فواكه لنفسه فلماذا تبدد الحكومة اموالاً صعبة لتوفيرها له , فهل رأت سلطات الحكم المحلي- كما رأيتُ- كمية الالبان المجففة المستورَدَة و الخضروات و الفواكه و البيض و الدجاج التى تباع لمواطنين لا تبعد مساكنهم بضع امتار من النيل ؟ او المواطنين الذين ينعمون بأراضٍ خصبة و مياه امطار وفيرة؟ وقد أجمع الاقتصاديون والباحثون على أن مستوى الفقر مرتبط بمستوى فعالية وقدرات من يديرون شأن حياة الناس ، وهو بذلك متأثر بالسياسة و مُؤثِّر فيها، و تثور الشعوب على حكوماتها و تنادي بسقوطها متي ما عجزت هذه الحكومات عن الايفاء بضروريات الحياة الكريمة. و نورد بعضا مِما جري في العهد البائد: (جاء في صحيفة الجريدة بتاريخ21/1/2013م : أكد الخبير الاقتصادي المعروف عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني د. بابكر محمد التوم أن حجم الاستفادة من مبادرة التمويل الأصغر قد بلغ حتى الآن 4% من جملة التمويل المصرفي المخصص للتمويل الأصغر والبالغ قدره 12% ، وعزا التوم في تصريح صحفي ضعف الاستفادة من هذا التمويل لحداثة التجربة وعدم وضوح الفكرة بالمستوى المطلوب للزبائن المُحتَمَلين بالإضافة لعدم انتشار فروع البنوك المتخصصة في هذا النوع من التمويل على نطاق واسع ، وأضاف أن ثقافة التمويل الاصغر ظهرت في العالم حديثاً ولم يتعد عمر التجربة حتى في البلاد التي اشتهرت به مثل بنغلاديش عدة سنوات وقال دكتور التوم ان بنك السودان كان سبّاقاً بارتياد هذا النوع من التمويل والذي في الأساس طبيعته اجتماعية لمحاربة الفقر والحد منه). و ورد في صحيفة القرار بتاريخ 16/1/2013م: تعهدت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي أميرة الفاضل بالعمل على تذليل العقبات التي تعترض أداء مصرف الادخار ، في وقت أكدت فيه مديرة إدارة التمويل الاصغر بمصرف الادخار والتنمية الاجتماعية نوال مجذوب تخصيص 80% من موارد العام الحالي للتمويل الأصغر ، وقطعت بالاهتمام بتنمية المرأة الريفية وصغار المزارعين ورعاية مؤسسات التمويل الأصغر... وأكدت الوزيرة أمير الفاضل حسب (سونا) أهمية دور المصرف تجاه الشرائح الضعيفة وفي تحقيق التنمية الاجتماعية وتوفير فرص التمويل الأصغر ، وأشارت إلى التزام الحكومة بدعم المصرف لتحقيق أهدافه). و كَتَب يوسف حمد بتاريخ17/12/2012م بصحيفة القرار في تغطية لندوة التمويل الاصغر ودوره في تخفيف حدة الفقر بتشريف وزير التوجيه والتنمية الاجتماعية الاستاذة مشاعر أحمد الأمين الدولب بتاريخ 2012/12/16 بمقر صحيفة القرار : قالت الوزيرة التي حشدت عدداً من طاقم وزارتها أن الحكومة عاجزة مفاهيمياً عن تعريف دقيق للفقر في البلاد لكنها أكدت أن النسبة المعتمدة رسمياً تصل إلى أكثر من 26% وأشارت إلى صعوبة تحديد ماهية الفقر لكونه ناتج عن احساس الفرد بالحاجة التي قد تختلف بدورها من فرد إلى آخر ، و أنها تعمل ضمن سياسات الحكومة في شأن التمويل الأصغر وخصصت له مجلس أعلى للتمويل الأصغر وأصدرت بشأنه قرارات الزمت بموجبها جميع البنوك بتوفير 12% من رأسمالها للتمويل الأصغر... وقالت إن وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية تعول في العام 2012 على التمويل الأصغر. وحذرت من تعامل وسائل الاعلام مع التمويل الاصغر كمشروع سياسي يخص الحكومة فقط وقالت أنه فكرة عالمية لتنمية المجتمعات وإخراجها من دائرة الفقر وإدخالها إلى دائرة الإنتاج) و نختم بالحديث مجددا عن الفقر و ما قيل فيه, و منه ما نُسِب لسيدنا علي: (لو كان الفقر رجلاً لَقتلتُه) و لأبي ذر الغفاري : ( إذا ذهب الفقر إلى بلد قال له الكفر خذني معك), و قوْل يحي بن أكْثم: (إذا قلّ مال المرء قل بهاؤه.. وضاقت عليه ارضه وسماؤه), و مِن روائع الامام الشافعي: (يمشي الفقير وكل شيء ضده... والناس تغلق دونه أبوابها.. وتراه مبغوضاً وليس بمذنب... ويرى العداوة لا يرى أسبابها.. حتى الكلاب إذا رأتْ ذا ثروة... خضعت لديه وحرَّكت أذنابها.. وإذا رأت يوماً فقيرا عابراً... نبحت عليه وكشرت أنيابها)
|
|
 
|
|
|
|