التربية الوطنية...ثم التربية الوطنية.. ولو أملك من الأمر شيئا لجعلت العبارة ( جرسا) يضرب في طابور الصباح في كل المؤسسات التعليمية في السودان بما في ذلك وزارات التربية والتعليم الولائية والمركزية.. فقد سبق لكاتب هذا المقال أن أثار في عدة مقالات سابقة ، موضوع التربية الوطنية وغيابها بالكامل عن مناهجنا التعليمية ، الأمر الذي انعكس سلبا علي كل سلوكياتنا وثقافتنا المجتمعية في الريف والحضر دون أستثناء فكلنا ذلك الرجل من الطمع والجشع وحب الذات وعدم المسئولية والغيرة الوطنية ، وان بعضنا لازال يعتقد بانه في حالة سفر..في الزمن...أو عابر سبيل في المكان ووطنه حقيبة سفر او ( ترحال) بين الموانئ والمطارات..وبالتالي لا يحس ابدا بالالتزام الوطني او الأخلاقي نحو هذا البلد..تماما كما كان يفعل الغرباء في طريقهم الي ( الحج)..أو العبور الي البلاد المجاورة دون الشعور بالحقوق و الواجبات (للأرض اليباب) التي بعبرونها.. كل ذلك يحدث بسبب غياب التربية الوطنية التي لم يعرفونها اصلا في مدارسهم ...ولا أعرف ، حقيقة، سببا واحدا يجعل حكومة الفترة الانتقالية ان تتجاهل أهمية هذا الامر ان كانت فعلا تسعي لتأسيس مجتمعا وطنيا يقوم علي المواطنة الحقة ، أساس الحقوق والواجبات... أقول ذلك وأنا علي يقين تام بان ذلك ان لم يتم وضعه واقراره علي اسس علمية وموضوعية خلال الفترة الانتقالية الحالية...فانه لن يتم ابدا خلال الفترة الحزبية القادمة...وفاقد الشيئ لا يعطيه.. ويرتبط بالتربية الوطنية...متغير وطني أخر لا يقل أهمية..واعني بذلك الثقافة المجتمعية...الثقافة التي تخلق انسانا منسجما مع بيئته النوعية متفاعلا ومتكاملا مع بيئته الكلية..في السودان الكبير بتعدد لهجاته ومكوناته العرقية...ثقافة توجد مجتمعا لا يشبه الا ذاته المتفردة التي تقول بان هذا الفرد الذي اخاطبه هو( سوداني) لا يخالطه في تفرده هذا أي كائن بشري اخر.. وأولي خطوات الثقافة المستدامة هي فصل الثقافة عن الاعلام في العمل التنفيذي..فالثقافة في هذه المرحلة الانتقالية وربما لفترة اخري طويلة هي المعضلة الاكبر ..فالاعلام عمل متغير بتغير البرامج والتوجهات السياسية ...أما الثقافة المجتمعية فهي منهاج واسلوب حياة يؤطر للاجيال الحالية ويؤسس للأجيال القادمة الثوابت التي يبني عليها حياتهم المتناسقة المتكاملة مع الاخر الذي يقاسمهم العيش والهم في الوطن الواحد...من هنا جاءات دعوتنا بضرورة وجود( مشروع ثقافي وطني مستدام) يجمع شتات الوطن كله في بوتقة واحدة ذات اهداف وتطلعات مشتركة نحو بناء السودان الجديد. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.فراج الشيخ الفزاري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست