+ جوهر رؤية الرئيس حمدوك الاستراتيجية وخارطة طريقه الى الامام ؟ إحداثيات الراهن السياسي ، في فضاء الوطن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تؤكد أن دورة المعاناة والأزمات الموروثة من نظام الكيزان ما زالت تراوح مكانها، وأن مسيرة الثورة على شفا جرفٍ هار. المخرج الوحيد هو ما إقترحة الرئيس حمدوك الذي دعا إلى وقفةٍ نقدية شجاعة وصادقة للمراجعة والمحاسبة وتصحيح المسيرة قبل أن تتداعى الأشياء. وبالتالي فقد اقترح الرئيس حمدوك رؤية استراتيجية شاملة وبرنامج مُفصل مُصاحب ومُكمل ونزيه وشفاف لانجاز مهمة البناء الوطني على كل الأصعدة،وإخراج الوطن من الحفرة التي رماه فيها الكيزان . وهي مهمة لو تعلمون جد كبيرة ، تستدعي شحذ إرادة التغيير، واستلهام روح الثورة ووحدة قواها واستعادة وهجها لتحقيق الأهداف الممهورة بدماء الشهداء ، او كما قال احدهم . في يوم الثلاثاء 22 يونيو 2021 ، اطلق الرئيس حمدوك رؤية إستراتيجية جديدة تحتوي على خارطة طريق جديدة وبرنامج عمل جديد لحلحلة الازمة الوطنية الحالية ، والخروج من عنق الزجاجة ، بعنوان : الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق إلى الأمام . احتوت رؤية الرئيس حمدوك الاستراتيجية على سياسات رشيدة وجريئة سوف تساعد في صيانة الخرائط السودانية وتجدد الأمل بأيام أفضل ، رغم هبوب الرياح الساخنة من جهات كثيرة التي اتخذت شكل امواج من اللجؤ والنزوح ، وإنتشار الارهاب حتى داخل المدن ، وتصدع تجارب التعايش . نجح الرئيس حمدوك في الجمع بين مهارة السياسى وحنكته، وانضباط رجل الدولة وصرامته. جوهر رؤية الرئيس حمدوك الاستراتيجية وخارطة طريقه الى الامام إن : الحصة ... وطن . الحصة ... مصالحة وطنية مع الجميع والكل ، بما في ذلك مولانا الميرغني الذي اكد عشية الثورة ان البشير سوف يلغي كل صفوف الخبز والمحروقات والمواصلات ولن تبق غير صفوف الصلاة . بالطبع بإستثناء الكيزان فلا مصالحة معهم بل عزلهم ومحاكمتهم ودوسهم دوس . كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون . الحصة ... ان يعمل شرفاء الوطن كل في مجاله لإنزال رؤية الرئيس حمدوك الاستراتيجية لارض الواقع وتفعيلها حتى تنتشل الوطن من الحفرة التي رماه فيها الكيزان خلال الثلاثينية الظلماء . الحصة ... عمل وعرق ودموع ودم لتفعيل رؤية الرئيس حمدوك الاستراتيجية . وإلا فالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم . نستميحك في تسمية خارطة طريق الرئيس حمدوك بالمبادرة ، لان هذا التعبير ما اشار اليه الجنرال كضباشي في تعليقه على خارطة الطريق ، التي سماها الرئيس حمدوك ايضاً بالمبادرة ، رغم إنه في موقف مُتخذ القرار بتوافق وإجماع شعبي غير مسبوق ، وهو التنفيذي الذي يتسلم المبادرات وليس الذي يطلقها ، لان الترتار مفروض ان يقف عند عتبة داره . + كضباشي والعدالة الانتقالية ؟ أشرنا في مقالة سابقة لتصريح الجنرال كضباشي ، في يوم الاربعاء 26 مايو 2021 ، في جوبا ، بانه لا يعرف ولا يعترف بالعدالة الانتقالية ، بل يعرف السلطة الانتقالية ، والحكومة الانتقالية ، اللتين تمهدان الطريق لسلطة وحكومة ديمقراطيتين . اما العدالة فهي ثابتة لا تتغير بمرور الزمن وتغير الجغرافيا . لا تُوجد عدالة للفترة الانتقالية ، وعدالة منفصلة ومختلفة للفترة الديمقراطية ... بل عدالة واحدة لكل زمان ومكان ، أو كما قال الجنرال كضباشي . إتهم الجنرال كضباشي البعض بانهم يروجون لتطبيق العدالة الانتقالية للانتقام ، بآلية لجنة تفكيك التمكين الظالمة ، من سادة الحركة الاسلامية المطهرين ، وزعماء المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي البررة ، ومشايخ الطرق الصوفية المتؤضئين ، وزعماء الادارات الاهلية الوطنيين . وجارته المبدعة رباح الصادق في هجومه على لجنة تفكيك التمكين رمز الثورة ، فصارت المبدعة مكوناً من مكونات الدولة العميقة التي تكافح لوأد الثورة ... اللهم إلا إذا تبرأ حزب الامة من تصريحاتها الكيزانية . أكد الجنرال كضباشي بانه سوف يكون شوكة حوت في حلق مفوضية العدالة الانتقالية ، وسوف يجاهد في خصيها ، وتصفيرها ... والأيام بيننا ، او كما هدد الجنرال كضباشي . + خارطة طريق الرئيس حمدوك؟ كرر الجنرال كضباشي مقولته السابقة واصفاً مبادرة الرئيس حمدوك ... الطريق إلى الأمام ... بأنها في الحقيقة مبادرة ... من لا يملك لمن لا يستحق . مبادرة الطريق إلى الخلف وليس الطريق إلى الأمام . وتعهد بالعمل على تصفيرها ، خصوصاً فيما يتعلق بالعدالة الإنتقالية . تبجح الجنرال كضباشي بان الرئيس البرهان وحميتي قد قاما بالرد الفوري والناجز على مبادرة حمدوك ، وعلى الملكية ( المكون المدني ) المتشاكسين في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير ، بان عقدا في القيادة العامة للقوات المسلحة ، يوم الاربعاء 23 يونيو 2021 ، إجتماعاً تنويرياً مُشتركاً للضباط برتبة العميد فما فوق، في القوات المسلحة وفي الدعم السريع ، مؤكدين إن القوات المسلحة والدعم السريع قوة واحدة على قلب رجل واحد، ولا تُوجد اي خلافات أو إختلافات بينهما كما أشاعت بخبث مبادرة حمدوك ... أو كما شمت وتبجح الجنرال كضباشي . المستقرئ للعلاقة السببية بين تراجع و( ربكة ) المكون المدني وتصاعد وتماسك المكون العسكري ، لا بد أن يستحضر حركة المدّ والجزر بينهما: جزْر المكون المدني وإنشقاقاته الامبية ... ومدّ المكون العسكري وإستبداده الذي يجسده الجنرال القرضمة كضباشي . في الاثناء ، يستمر الجنرال كضباشي في زرع الألغام ، كل يوم ، في تربة المستقبل السوداني ، على نحو سيكون السودان فيه مثل قطعة قطن مبلّلة بمواد كيميائية سريعة التفاعل، تنتظر شرارة واحدة لكي تصنع حريقًا مروّعًا يأخذ في طريقه كل شيء. نواصل ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ثروت قاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست