تلك الأصوات الكثيرة والكثيرة بدأت لا تطرب الآذان ولا تراقص الأفئدة ،، وقد لازمت الأحوال منذ نشأة الدولة في بدايات القرن الماضي ،، ومع مرور السنوات تلو السنوات قد أصبحت تلك الأصوات ممجوجة ومملة لدرجة الغثيان ،، أصوات وثرثرة ليس من ورائها غير تلك الأوجاع والآلام والصداع والضياع ،، وهي أصوات تمثل النكبة الكبرى لدولة تعاني من غثاء الألسن لدى الأجيال تلو الأجيال ،، أصوات في جوهرها تعادل ضجيج الجراد داخل الجراب الناشف الخاوي !! ،، بل تعادل في جوهرها تلك الضجيج في عنابر المجانين ،، حيث ذلك الإسراف في الكلام دون جملة واحدة تفيد الأسماع ! ،، والمصيبة الكبرى أن الأزمان بدولة السودان تأتي بالمزيد والمزيد من هؤلاء أصحاب الألسن الفارغة التافهة ،، حيث تضج الساحات السودانية حالياَ بهؤلاء الزاعمين بأنهم أهل الكفاءات والمهارات العالية ,, وأنهم أصحاب تلك الشهادات الأكاديمية الرفيعة العالية في مجال من مجالات الحياة ،، وعند الجد والمحك والميزان يكتشف الشعب السوداني أن البعض من هؤلاء مجرد متحايل قد نال تلك الشهادات الأكاديمية الورقية بحيلة الرمي لقرص ( النرد ) في ساحات الملاهي والحظوظ ،، حيث تلك الرمية العشوائية المعهودة التي قد تكسب أحياناَ وقد تخسر وتخيب في أكثر الأحيان !! ،، وهؤلاء بكل تأكيد قد نالوا تلك الشهادات لمجرد الحظوظ في غفلة العقلاء من أصحاب الشأن ،، وفي هذه الأيام البعض من هؤلاء يملأ الساحات السودانية ضجيجاَ بتلك الخزعبلات الفارغة ،، فبالرغم من أن البعض من هؤلاء يدعي ويزعم بأنه صاحب شهادات وكفاءات عالية إلا أن سلوكه وممارساته لا تؤكد تلك الحقيقة والأهلية ،، ويجده الناس دائماَ ذلك ( الجاهل ) الذي يتبع الجهلاء في السراء والضراء ،، الإدعاءات زائفة وواهية وتافهة ،، والشهادات مجرد أوراق لا تشرف ذلك الصاحب الذي لا يملك مثقال ذرة من تلك الأعمال والأقوال والممارسات الجليلة الواعية التي تنفع البلاد والناس .
الكبار أصحاب تلك المؤهلات والكفاءات العالية في هذه البلاد بحق وحقيقة يمتازون بصفات ( الثقل والوقار ) في كافة الأوقات والأزمان ،، ولا يسقطون هاماتهم ومقاماتهم بتلك الخزعبلات والثرثرة الفارغة ،، كما أنهم لا يتبعون هؤلاء ( الجهلاء ) من الناس في لحظة من اللحظات ،، يحترمون الذات بالوقار والاتزان في الأقوال والممارسات فيحترمهم الشعب السوداني لأعمالهم ومواقفهم تلك الجليلة ،، وذلك الإنسان السوداني المؤهل ( صاحب الكفاءات والمهارات العالية ) بحق وحقيقة لا يحتاج إطلاقاً لتلك الدعايات والمزاعم الفارغة ،، حيث تتجلى كفاءاته ومهاراته تلقائياً تحت ( مجاهر ) الشعب السوداني الذي يجيد التدقيق في كل صغيرة وكبيرة ،، وكل من يدعي تلك الكفاءات والمهارات زوراَ وبهتاناَ فإنه يصبح مضحكة ومهزلة في عرف الشعب السوداني ،، وخاصة ذلك الجاهل من الناس الذي يتبع أفكار ( الجهلاء ) الآخرين من الناس ،، وهنالك في دولة السودان هؤلاء الكبار من أصحاب المؤهلات والمهارات العالية الذين قد أثروا الساحات بأعمالهم تلك الجليلة دون تلك الدعايات والثرثرة الفارغة ،، لقد تواجدوا في قمة الاحترام حين كانوا أحياءَ ،، ومازالوا في قمة الاحترام بعد مفارقتهم للحياة .. حيث هؤلاء الأجلاء المحترمين الذين لم يكثروا الضجيج حول ذاتهم في يوم من الأيام ,, وقد آثروا ذلك الصمت والسكوت طوال حياتهم حتى الممات لتتحدث أعمالهم تلك الجليلة نيابة عنهم ،، وشتان بين هؤلاء العلماء الأجلاء العقلاء في الماضي وبين هؤلاء ( الجهلاء ) أصحاب تلك المزاعم الفارغة في هذه الأيام !!،، وبحق وحقيقة فإن هؤلاء ( الجهلاء ) قد أسقطوا هيبة أصحاب الكفاءات بدولة السودان في هذه الأيام !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة