مواجهة المعارضة في لندن زبد بحر ولكن ما ينفع الناس (11) كمال المروءة والتضامن موقف إنساني وقومي د.أحمد محمد البدوي مؤسسة الجالية السودانية بمطعمها الزاخر ومنتداها في صالتها الرحيبة، حيث يجتمع السودانيون صباح مساء، بوجود مولانا والسيد الغول وطليعة السودانيين. يصل إلى لندن العابرون البحر القادمون إلى بريطانيا خلسة أو من وراء ظهر السلطة أو بوسائل غير الوسائل المعروفة المتبعة وإجراءها القانونية ولكن من يصل أرض بريطانيا، هو بالقانون، له حرمة، وهو آمن على نفسه، وله حق الوجود والحماية. هؤلاء يصلون لندن ولا يعرفون إلا مقر الجالية السودانية في شبردبوش، وعندما يصلون يتولّى السودانيون الموجودون في حمى الجالية المؤسسة استقبالهم والتضامن العملي، ينزلون ويقيمون في مقر الجالية، ويتشارك الموجودون في جمع المال لطعامهم، ولشراء جهاز هاتف، لكل فرد منهم، وتذاكر سفر بالقطار إلى وزارة الداخلية في منطقة كرويدون، ضاحية لندن، ويتكلف أحد هم بتوصيل القادمين إلى ذلك المكان بالقطار، لتقديم أنفسهم وتسجيل طلباتهم للحصول على اللجوء السياسي، ويتم ذلك في تمام الساعة الحادية عشر ليلا، ويبيتون واقفين بقية الليل ، في الصف حتي يأتي الصبح وتفتح المكاتب، ومن يبكر في الوصول إلى الوزارة، يكن في مقدمة الصف الطويل، وحين يسجل القادمون السودانيون أنفسهم ويرحلون إلى مكان لإيوائهم في لندن يتصلون عبر الهاتف بجماعة شبردبوش، ويصبح عنوانهم معروفا ورقم بطاقة كل واحد منهم، وبعدها يتوالى الاتصال بهم وبالمحامين، وبالمنظمات والجهات والأفراد لمؤازرة طلباتهم. والحق يقال إن معظم الواصلين إلى شبردبوش من أهل دارفور، ولكنهم حين وصلوا كانوا يبحثون عن مقر السودانيين في شبردبوش، ومن يتلقاهم ويأويهم ويدعمهم وبقودهم في منتصف الليل إلى وزارة الداخلية، يتعاملون معهم بوصفهم إخوانهم السودانيين، ولا يسألون إلى أي منطقة في السودان ينتمي هؤلاء القادمون! وغالبية هؤلاء لا ينتمون جغرافيا إلى دارفور. صحيح أن كثيرين من السودانيين الذين قدموا طلبات لجوء، ادعوا فيها أنهم من دارفور وهم غير ذلك، وكذلك! ولكن بما أنهم سودانيون، فمن حقهم الانتماء إلى أي مكان في السودان، وقضية دار فور هي القضية السودانية الحية، في ما يتصل بسوء الحال وضياع حقوق الإنسان وضمان الظفر بالإقامة الدائمة. ولكن صحيح أيضا أن بعض المنظمات المنتمية إلى دارفور، ترفض تقديم دعم لطلبات قدَّمها كثير من المنتمين إلى دارفور، ربما لأن المطلوب دعم طلباتهم، لا ينتمون إلى تلك المنظمات وبرنامجها السياسي، أو لا ينتمون إلى القبيلة ومنطقة القبيلة في دارفور!. هذا هو الموقف النبيل الذي انتهجه هؤلاء السودانيون من جالية شبردبوش، وقفوا بشهامة مع إخوانهم الذين طرحهم البحر في عراء بريطانيا أو انشقت عنهم الأرض في لندن.! شهامة وتضامن ومودة وحب، باسم قومية الانتماء إلى وطن واحد وباسم رحابة الالتزام بالقين الإنسانية. في زمان كانت منظمات ضخمة ذات أبهة وأفراد قادة يبيعون خطابات الدعم المروسة والمختومة بكذا من المال، بالعملة الإسترلينية وهي عملة صعبة وإن كانت محلية في لندن. هذا هو الموقف الأسنى المعبر عن النبل السوداني، والدال على متانة قيمة الوحدة، صلابة الانتماء الذي يوحدنا كلنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أحمد محمد البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست