القوى الثورية الشبابية، تشعر بالغضب، بعد أن فجعت بالقمع العنيف لها والمحاولات الفاشلة لشيطنتها، عبر شماعة الكوزنة. وهي نفس شماعة الشيوعية التي كان يستخدمها الكيزان سابقاً. ولم تفلح في تحقيق شيء. لقد بات جلياً أن هذا النظام هو استمرار للأكاذيب والكيل بعشرات المكاييل، والتطفيف، وانتفاء روح العدالة فيه. هذا فضلاً عن الكذب المتواصل، لتخدير الشعب، عبر اللجوء للمنظمات الدولية من خلال شركات أمريكية لصة تدفع لها ملايين الدولارات لتحريك الاقتصاد الأمريكي وزيادة الأعباء على الاقتصاد السوداني، دون حتى بذل أقل مجهود داخلياً. حمدوك خدم الكيزان والعسكر خدمات جليلة، ما كانوا ليحلموا بها، لو كان ينشط فكرا وجهداً داخلياً لترتيب البيت من الداخل، وجمع الفرقاء من القوى السياسية، وتطوير القدرات الصناعية والزراعية، وبناء منظومة قانونية وإدارية. نام حمدوك في غرفته المكيفة تاركا الشركات الأمريكية تتلاعب بنا بعد أن حصلت على ملايين الدولارات. في بداية سقوط النظام فعل العسكر (بشقيهم البرهاني والدقلوي) ذات ما فعله حمدوك (العقلية السودانية متماثلة ولا تتغير) إذ تم دفع قرابة ستة مليون دولار لشركات اعلامية امريكية لتلميع البرهان وحمدوك. واستلمت الشركات الملايين (وعملت رايحة). ولو تم انفاق هذه الملايين في شراء مركبات نقل عام لسدت فجوة كبيرة يعاني منها المواطن الذي وصلت تعريفة المواصلات العامة لمأتي جنيه للمشوار الواحد. لقد وجد القحاطة كم مليون دولار في خزنة البشير فحاكموه، ولكنهم أنفقوا مئات الملايين على الخواجات. ويجب أن يحاسبوا على ذلك محاسبة عسيرة. نحن نعيش في حالة وهم كبير يتم بيعه للمغفلين. والحديث المكرور حد السفه عن اعفاء الديون المليارية. والشعب لا يعرف أن هذا وهم. ولا يريد أن يعرف. ومن لا يريد أن يعرف يصاب بالصدمة كل بضعة أشهر. ويزداد توهاناً وضياعاً. قرر الثوار استمرار ثورتهم، والخروج إلى الشوارع -رغم القمع من كتائب حنين- (ولا اعرف لماذا كل من يحكم يصنع لنفسه كتائب إن كان مخلصاً حقا لشعبه ووطنه). إنهم يصنعون كتائب لأنهم جزعون خائفون، ولكن هل العنف والقمع منح الكيزان خلوداً في الحكم؟ فعندما يقول لها الله (كوني فستكون)..رغم الكتائب والمليشيات. هذه مسألة حسمها التاريخ القديم والحديث للشعوب والدول والأنظمة. ومع ذلك فالإنسان لا يتعظ ولا يتدبر ولا يرى إلا تحت قدميه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة