طوال تاريخ السودان الحديث لم يحظي رئيس وزراء بدعم واجماع شعبي بمثل ما حظي به السيد عبد الله حمدوك فقد كان الجميع يضع عليه الامال العراض لاجل النهوض بالسودان باستغلال الموارد البشرية والطبيعة التي تزخر بها البلاد مسنود بحماس الثوار الذين خرجوا ضد نظام البشير يحملون الاماني الوردية بوطن يسع الجميع ويكون للجميع وينهض بالجميع
فقد كان الشعب السوداني رهن اشارة السيد حمدوك اذا استعرض بهم البحر لخاضوا ولكن مع مرور الايام تبدل الحال وفتر الحماس وتسلل الياس والاحباط الي نفوس المواطنين وهم يشاهدون ثورتهم تسرق من بين ايديهم والحكومة التي من المفترض ان تكون عون لهم علي نوائب الدهر صارت هي الاخري الخصم والحكم تسارع كل يوم الي رفع الدعم الحكومي عنهم في ظل سوق ترتفع اسعاره كل يوم بدون مبرر حتي قبل تطبيق سياسة رفع الدعم والتي وجدها التجار الجشعين فرصة لتعميق جراح الشعب الصابر والذي صار مطحون بين مطرقة الدولة وسندان التجار الجشعين ونتاج لذلك ارتفعت معدلات الفقر، مع انتشار الجريمة وانعدمت بذلك الثقة بين المواطن والدولة
وبالامس اصدر مجلس الوزراء حزمة من القرارت و الإجراءات الممتازة بهدف امتصاص غضبة الشارع وخشية عن المجهول في يوم الثلاثين من يونيو الحالي فالجميع. يترقب ذلك اليوم الذي سوف يكون فرصة لجميع الاطراف والاطياف بما فيها انصار النظام البائد، لتسويق وكشف عجز هذه الحكومة التي انحرفت عن مسار الثورة وصارت حمل ثقيل علي كاهل المواطن الغلبان
لن يسعف الزمن السيد حمدوك لتطبيق قرارات مجلس الوزراء الاخيرة الا اذا امتلك عصاة سيدنا موسي فالوقت ضيق ولا اعتقد ان ثلاثة ايام تكفي السيد حمدوك والثلاثين من يونيو علي الابواب اخشي ان يكون الاجتماع القادم لمجلس الوزراء هو الاخير ليعقب ذلك استقالة جماعية للسادة الوزراء وليحتكم بعدها الشعب الي الي صناديق الاقتراع واختيار القوي الامين علي هذه البلاد
يجب ان نشكر السيد حمدوك في حال تقديمه استقالة عن منصب رئيس الوزراء علي الفترة الماضية فالاعتراف بعدم التوفيق تعد شجاعة ويكفي ماقام به من اجتهاد فردي رائع من خلال التفاوض مع المجتمع الدولي حول اعفاء ديون السودان ولكن عدم استغلاله لموارد البلاد في صنع حراك اجتماعي واقتصادي خصم منه كثيرا كان بالامكان ان يبادر السيد حمدوك بالطلب من كل ولاية القيام بانشاء مشاريع للامن الغذائي لصالح دعم معاش المواطنين لتشمل زراعة اكبر رقعة جغرافية بالخضر والفاكة وتربية المواشي(خراف وضان) تخصص للحليب واللحوم و انشاء مزراع لتربية الدواجن واحواض استزراع الاسماك حينها كان يمكن ان نشهد تحفيض اسعار السلع الغذائية وحل مشكلة غاز الطهي وذلك بانشاء شركة مساهمة عامة لكل ولاية وتصميم اشكال اسطونات الغاز بشعار ولون كل ولاية منع التهريب مع اقامة نقاط رقابة وتفتيش عند مداخل ومخارج كل ولاية ومدينة لمنع التهريب والابقاء علي دعم ا الوقود للمركبات العامة والمواصلات التي ترتبط بمعاش المواطنين، والقيام باجراء تعداد سكاني لمعرفة تعداد ومهن واعمار ومصادر دخل المواطنين، ليعقب ذلك فرض ضريبة علي اصحاب الاملاك والاموال الطائلة وتقديم الدعم الي الاسر الفقيرة عن طريق احياء الجمعيات التعاونية وفتح باب شركات المساهمة العامة حتي تعود عليهم بشكل ارباح سنوية تعينهم علي نوائب الدهر. واعادة النظر في حق كل مواطن لم يحصل علي سكن فذلك حق دستوري قومي بان يكون لكل سوداني قطعة ارض يسكن فيها مع تسهيل الاستثمار الزراعي لكل مواطن سوداني يرغب في ممارسة الزراعة والصيد حتي يسهم في الدخل القومي للبلاد وغيرها من الافكار التي لو وجدت الاهتمام لكان حال السودان اليوم مختلف ولكن السيد حمدوك وربما المحيطيين به قد حجبوا عنه ضوء الحقيقة وعملوا علي عزله عن شعبه ولم نشهد له زيارات ميدانية الي الاسواق والمشافي ومواقع الانتاج الا ما ندر لذلك صعب عليه التعرف علي الاسباب التي جعلت الشعب يخرج في ديسمبر مطالب بالحرية في التعبير والسلام لايقاف الحرب والعدالة في العيش الكريم ومحاسبة كل من اجرم في حق هذا الوطن
ان مواكب الثلاثين من يونيو يجب ان لا تخرج عن التعبير السلمي ومنع استخدام العنف وعدم جعلها فرصة لرجوع عجلة التاريخ للخلف واعادة انتاج الفشل فالنظام البائد لايقل عن هولاء تهور في اضاغت الفرص وعدم العمل علي اخراج السودان من الازمات و بالنسبة لنظام الكيزان كان العام 2011 فرصة تاريخية لحزب المخلوع البشير بان يصالح الشعب عقب انفصال الجنوب ويكاشف المواطنين، بان الانفصال قد ذهب بثلاثة ارباع دخل البلاد كان حينها تدارك الامر بالالتفاف حول مشروع وطني للعبور بالبلاد واعادة احياء المشاريع القومية مثل مشروع الجزيرة حتي يعود السودان كما كان سلة غذاء العالم ولكن الاصرار علي التمادي في العناد وان الحكم هبة ربانية لهم من الله جعل البلاد تسير الي نفق مظلم و لايزال السيد حمدوك يصر بان هناك ضوء يلمع في اخر ذلك النفق
علي عقلاء البلاد ان يقدموا النصح والمشورة لهذه الحكومة بان تحل نفسها وتعلن عن اجراء انتخابات حرة ونزيهة مبكرة يختار فيها شعبنا القوي الامين
السودان ليس بالبلد الفقير المعدم حتي يعامل شعبه بهذه الطريقة الغير كريمة في العيش عار علي الحكومة ان تكون علي سدة الحكم وشعبها جائع الاكرم لهم التنحي وافساح المجال للغير
ترس. اخير
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به» رواه مسلم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست