في الآونة الأخيرة الكثير والكثير من تلك الأسر والعائلات السودانية بدأت تلجأ لمدينة القاهرة المصرية هروباً من جحيم الأحوال بدولة السودان بعد الانتفاضة ،، وتلك الأسر والعائلات السودانية تبقى وتتواجد في مدينة القاهرة المصرية بذلك القدر الممكن والمتاح من الأوقات والشهور ،، والبعض من هؤلاء لا يعود لأرض الأرض إلا مجبراَ في نهاية المطاف عندما تنفذ الرصيد المالي الذي يغطي الإنفاق بعد طول المدة والفترة ،، وتلك العائلات والأسر السودانية التي تعود مجبرة لأرض الوطن تتحسر كثيراً على فراق ( القاهرة ) مدينة الرخاء والهناء ،، وتلعن تلك اللحظات التي تلامس فيها أقدامهم أرض الوطن !! ،، والصورة التي ينقلها هؤلاء العائدين لأرض الوطن ( مجبرين ) بأفعال الظروف تؤكد أن الشعب السوداني لا يعيش ولا يمارس تلك الحياة الهانئة الرغدة المطمئنة كما تعيش الشعوب في أرجاء العالم !! ،، ولسان حال تلك العائلات والأسر السودانية التي تعود ( مجبرة ) لأرض الوطن يردد عبارات : ( شتان شتان بين الحياة بدولة السودان في هذه الأيام الكئيبة وبين تلك الحياة بدولة مصر الشقيقة !! ) ،، وبالرغم من أن أبناء الشعب المصري يشتكون حاليا بأن الأحوال في بلادهم قد شابها القليل من ( الغلاء ) في أسعار بعض السلع والخدمات إلا أن ذلك ( الغلاء المزعوم ) في عرف تلك العائلات والأسر السودانية يعــد قمة الرخصة والرفاهية والهناء بالمقارنة لمفهوم ( الغلاء ) بدولة السودان !! ،، والعجيب المدهش في الأمر أن الشعب المصري مازال يتداول في تعاملاته تلك الفئات النقدية القديمة التي تقل قيمتها عن قيمة الواحد جنيه مصري !! ،، وهي تلك الفئات النقدية التي تحسب بالقروش والملاليم ،، مثل تلك الفئة النقدية التي تعادل العشرة قروش ،، ومثل تلك الفئة النقدية التي يقال عنها ( الريال ) وهو يعادل عشرون قرشاَ ،، ومثل تلك الفئة النقدية التي يقال عنها ( ربع الجنيه ) وهي تعادل خمسة وعشرون قرشاَ ،، ومثل تلك الفئة التي يقال عنها ( نصف الجنيه ) وهي تعادل خمسون قرشاَ ،، وكل تلك الفئات من العملة المصرية مازالت قوية وتمتاز بتلك القوة الشرائية ،، رغم تلك الأحوال الاقتصادية التي تشهدها العالم ،، وعندما يجري الحديث حول مبلغ ( الواحد جنيه مصري ) فإن ذلك الجنيه المصري الواحد مازال بنفس القوة الشرائية التي كانت في الماضي منذ عشرات السنين .
تلك الأسر السودانية العائدة من دولة مصر الشقيقة تصف وتقول أن تلك الخيرات من الأغذية والخضروات والفواكه والألبان واللحوم والخبز وخلافها متوفرة بذلك القدر الهائل في كافة الأسواق والمحلات والمتاجر والطرقات وأمام الدور ،، وكافة أحياء مدينة ( القاهرة ) المصرية تشهد تلك الظاهرة العصرية التي توحي بالرخاء والرخصة والوفرة لكافة أشكال وألوان السلع في البلاد ،، حيث ظاهرة هؤلاء التجار ( المتجولين ) في الأحياء والطرقات والذين يعرضون تلك السلع الضرورية بأسعار مخفضة للغاية ،، وهي تلك الأسعار المخفضة كثيراً عن تلك الأسعار المعروضة في المحلات والأسواق والمتاجر ،، وكذلك في مدينة القاهرة ( الفاطمية ) تتواجد تلك الظاهرة الفريدة حين يجري الحديث حول سلعة ( الغاز لزوم الطبخ في المنازل ) ،، فمن نعيم الأحوال بمدينة ( القاهرة ) المصرية أن كافة الأحياء في تلك المدينة تعج بهؤلاء التجار الذين يتجولون وهم يحملون تلك الأنابيب المعبئة الجاهزة ( بغاز الطبخ ) ،، وهؤلاء الجوالة يبيعون تلك الأنابيب المعبئة والجاهزة بأرخص الأسعار وفي كافة الأوقات ،، والعجيب في الأمر أن هؤلاء ( الجوالة ) على استعداد تام لتوصيل تلك الأنابيب حتى مشارف الأبواب ولو في الدور العاشر دون أي مقابل من الأموال إلا من قبيل الذوق ،، وفي نفس الوقت على استعداد تام لتركيب وتوصيل تلك الأنابيب مع أفران الطبخ إذا أراد صاحب الشأن ،، تلك ( قطرة ) من فيض الخيرات ونعيم العيشة والحياة الرغدة التي يمارسها الناس بمدينة ( القاهرة ) المصرية ،، وفعلاَ شتان شتان بين تلك الحياة الهانئة الرغدة المترفة التي يزاولها الناس بدولة مصر الشقيقة وبين تلك الحياة الكئيبة الكالحة التي يعيشها الناس بدولة السودان في هذه الأيام السوداء ،، وتلك الخلاصة المفيدة تؤكد استحالة المقارنة بين تلك الحياة في أتون الجحيم بدولة السودان وبين تلك الحياة في ( جنان الفراديس ) بدولة مصر المتجاورة .
تلك الحياة قد فقدت نكهتها بدولة السودان في السنوات الأخيرة لحكم نظام الإنقاذ البائد ،، ثم كانت تلك الكارثة والطامة الكبرى في ظلال الأحوال في أعقاب الانتفاضة الأخيرة ،، حيث ذلك التردي والتراجع السريع بسرعة ( الصاروخ ) في ظلال الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، ففي نهايات حكم نظام الإنقاذ البائد تلاشت واختفت نهائياَ تلك العملات النقدية الصغيرة ذات الفئات دون الجنيه الواحد في القيمة ،، مثل فئات العشرون قرشاَ وفئات الخمسون قرشاَ ،، وكانت العملة النقدية الوحيدة التي تتداول في الساحات السودانية هي فئة ( الواحد جنيه سوداني ) ،، وبمجرد تواجد تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة بدأت تتقلص قيمة العملات السودانية بوتيرة جنونية للغاية ،، حيث في فترة قليلة توقف التعامل مع العملة السودانية فئة ( الواحد جنيه سوداني ) لأنها فقدت تلك القوة الشرائية ،، ثم بعد فترة وجيزة للغاية توقف التعامل مع العملة السودانية فئة ( الخمس جنيه سوداني ) لأنها فقدت تلك القوة الشرائية ،، ثم بعد فترة وجيزة للغاية توقف التعامل مع العملة السودانية فئة ( العشرة جنيه سوداني ) لأنها فقدت تلك القوة الشرائية ،، ثم بعد فترة وجيزة للغاية توقف التعامل مع العملة السودانية فئة ( العشرون جنيه سوداني ) لأنها فقدت تلك القوة الشرائية ،، وفي هذه الأيام الكئيبة الكالحة فإن أدنى الفئات المتداولة من العملة السودانية على استحياء شديد هي فئة ( الخمسون جنيه سوداني ) ،، وتلك الفئة أيضاً بدأت تفقد قوتها الشرائية ،، وتلك الفئة الأخيرة قد لا يقبلها أطفال الرياض في حال الإرضاء ،، وكذلك قد لا يقبلها المتسولون في حال الصدقات ،، تلك هي مهزلة العملة السودانية في ظلال تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة برئاسة السيد عبد الله حمدوك ووزراءه الأفاضل ،، أما الحديث عن السلع الضرورية للحياة فتلك قصة أخرى تجعل من حياة الإنسان المتواجد بأرض السودان جحيماَ في جحيم ،، ولا يمكن مقارنتها بتلك الأحوال بدولة مصر المتجاورة ،، فتلك السلع الضرورية للحياة من الأغذية تدخل في مقام المستحيل من شدة الغلاء وارتفاع الأسعار ،، وسلعة ( غاز الطبخ ) إذا وجدت في هذه الأيام فقيمة الأنبوبة المعبئة فوق المليون جنيه سوداني !! ،، ومن ترف القول أن يقال أن سلعة ( غاز الطبخ ) يعرضها الجوالة في الأحياء ،، لأن ( غاز الطبخ ) بدولة السودان في ظلال تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة بمثابة ( الألماس ) في الندرة !!! ،، والمثال يجري على الكثير والكثير من تلك السلع والأغذية !!!
الأذكياء المقتدرين من أبناء السودان في الآونة الأخيرة بعد الانتفاضة بدءوا يشترون تلك الشقق الجاهزة بمدينة القاهرة المصرية ،، وبالضرورة يتواجدون هنالك في أغلب الأحيان حتى تتمكن عائلاتهم وأسرهم من الخروج من أتون الجحيم بدولة السودان في ظلال حكومة السيد عبد الله حمدوك ورفاقه الوزراء !! ،، تلك هي الحقيقة الموجعة في أرض الواقع شئنا ذلك أم أبينا !! ،، والشعب السوداني كان يتمنى من السيد عبد الله حمدوك ووزراءه الكرام أن يوفروا تلك النقلة النوعية الكبيرة التي توفر الحياة الرغدة بالقدر المتاح لذلك الشعب المغلوب على أمره ،، وهو ذلك الشعب السوداني الذي قد انتفض وأسقط النظام البائد طلباَ للأفضل والأحسن ،، حيث أسقط ذلك النظام ( الظالم ) الذي آثر الخصوصية لجماعاته دون الغلابة من أفراد الشعب السوداني ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن الأحوال في ظلال حكومة السيد عبد الله حمدوك ووزراءه الكرام تعد قمة الجحيم المستديم ،، ذلك الجحيم الذي يفوق الجحيم في أيام الإنقاذ البائد ألف مرة !!!! ،، فيا هنيئاَ لهؤلاء أبناء السودان الذين يجدون تلك السانحة والفرصة ليتواجدوا بأرض مصر المجاورة ولو ليوم واحد !!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة