يحق للشعب السوداني أن يردد مقولة : ( قلبي على وطني وقلب وطني على الحجر !! ) ،، وذلك بمنوال مقولة : ( قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر !! ) ،، دولة السودان دولة لا تسعد شعبها ،، ولا تجتهد يوماِ لتسعد شعبها ،، دولة عالة على الأكتاف طوال السنوات تلو السنوات ،، وفي أي مجال من مجالات الحياة فهي تلك الدولة التي تتراجع وتفقد المزايا ،، والمتواجد من الخيرات والثروات هو حلال لأهل الشأن وحرام على الشعب ،، وفي أية خطوة من خطوات الحياة بدولة السودان فإن أفضال الشعب السوداني للدولة تفوق ( مليون مرة ) على أفضال الدولة للشعب ،، وقد لا توجد إطلاقاَ أفضال الدولة للشعب !!،، الشعب السوداني هو الشعب الوحيد فوق الأرض الذي يجبر على تلك الجبايات والرسوم والضرائب والعوائد والعشرات من مسميات القلع والنهب والسلب دون مثقال ذرة من تلك الخدمات في المقابل !! ،، وبنفس القدر هو ذلك الشعب الوحيد فوق وجه الأرض الذي يخطو تلك الخطوات الصباحية اليومية فوق أكياس النفايات والأوساخ المتراكمة في الطرقات والأحياء والأسواق ،، وبالمختصر المفيد فإن تلك العواصم والمدن والأحياء والطرقات السودانية تعد من أوسخ وأعفن العواصم والمدن والأحياء في أرجاء العالم ،، الإنسان في دولة السودان مصيره أن يدفع ثم يدفع ثم يدفع ثم يدفع دون خدمات في المقابل في أية ناحية من نواحي الحياة ،، مصيره أن يدفع عن التعليم دون ذلك التعليم في البلاد ،، ومصيره أن يدفع عن الصحة والعلاجات دون تلك الصحة والعلاجات في البلاد ،، ومصيره أن يدفع للحصول على الطاقة الكهربائية دون أن تتوفر تلك الطاقة في البلاد ،، ومصيره أن يدفع للحصول على مياه الشرب دون أن تتوفر تلك المياه في البلاد ،، ومصيره أن يدفع تلك الرسوم عن نظافة البيئة في البلاد دون أن تتوفر تلك النظافة في يوم من الأيام ،، ومصيره أن يدفع تلك الضرائب والعوائد لخزانة دولة السودان دون مثقال ذرة من الخدمات في المقابل .
وحين يجري الحديث حول هؤلاء المغتربين من أبناء السودان العاملين بالخارج فحدث ولا حرج ،، فتلك الشريحة تعد من أكثر الشرائح السودانية المظلومة ،، فهي تلك الشريحة التي تمثل ( البقرة الحلوبة ) دون مثقال ذرة من الخدمات في المقابل ،، ومن نتانة وسخافة دولة السودان أنها تبخل على هؤلاء المغتربين بالقدر اليسير من الإعفاءات والرسوم المجانية والخدمات الراقية ،، لدرجة أن تلك الحكومة السخيفة العجيبة تبخل على هؤلاء المغتربين بأدنى رسم من تلك الرسوم للخدمات ،، وذلك رغم تلك المبالغ الكبيرة التي يدفعها هؤلاء المغتربين للخزانة العامة ،، من يصدق حين يقال أن حكومة السودان تبخل ( برسوم توثيق شهادات الميلاد ) لأطفال هؤلاء المغتربين ،، وتلك الخدمة تعد من أدنى الخدمات ( لمجرد المثال ) ،، فهنالك الكثير والكثير من تلك الخدمات التي لا تتنازل الدولة عن رسومها في مقابل تلك الأموال الكبيرة التي يدفعها هؤلاء المغتربين للخزانة العامة ،، فهؤلاء المغتربين السودانيين يدفعون تلك الرسوم العالية والعالية جداَ في مقابل استخراج وتجديد الجوازات ،، ويدفعون تلك الرسوم العالية والعالية جداَ في مقابل رسوم التأشيرات في حال السفر والعودة ،، ويدفعون تلك الرسوم العالية والعالية جداَ في مقابل تلك الخدمات العديدة التي تقدمها سفارات البلاد في دول العالم ،، وفي نفس الوقت فإن ذلك ( الوطن ) الكئيب القاتل المكروه لا يقدم تلك المعاملات الكريمة التي تليق بهؤلاء المغتربين في يوم من الأيام ،، بل كالعادة تلك الصفوف والمعاناة ،، ثم تلك المراجعات ذهاباَ وإياباَ لعدة مرات ,, وأحياناَ ذلك السفر ذهابا وإياباَ من أجل خدمة من تلك الخدمات ،، وهنا يجب أن تقال ( ملاحظة قصيرة ) عن خدمات دولة السودان لهؤلاء المغتربين في وقت من الأوقات ،، وتلك الملاحظة القصيرة هي أن تلك الجهات في وزارة الداخلية والسفارات السودانية بالخارج وجهاز شئون المغتربين في وقت من الأوقات كانت قد تحسنت كثيراَ في الأداء ،، حيث القرارات التي كانت تحتم إنجاز أعمال اليوم باليوم ،، وبمعنى آخر فإن تلك الجوازات الجديدة كانت تستخرج وتسلم للمغتربين والمتعاملين في نفس اليوم ،، وأن تجديد الجوازات كانت تتم وتسلم للمتعاملين في نفس اليوم ،، وأن تلك التأشيرات للخروج والعودة كانت تتم وتسلم المتعاملين في نفس اليوم ،، وأن أية خدمة يحتاجها المغتربون في تلك السفارات كانت تنجز وتسلم في نفس اليوم ،، ولكن مع الأسف الشديد فقد تراجعت تلك الخدمات الممتازة التي كانت تسري في وقت من الأوقات بقدرة قادر ليدخل المغتربون في تلك الخدمات البيروقراطية السخيفة مرة أخرى ،، حيث حالات التسويف والمماطلات ،، وحيث حالات الذهاب والإياب ،، والكل يعلم جيداَ أنه في مقدور العاملين في تلك الجهات الرسمية في الداخل والخارج أن ينجزوا تلك الأعمال في نفس اليوم دون أية مشقة أو عناء !!, ولكن هي تلك الصورة المعهودة في إنسان السودان حين يريد أن يماطل ويسوف في غياب تلك الإدارات الحاسمة الجازمة !!.
بالمختصر المفيد فإن ذلك الوطن ( السودان ) لا يسعد ولا يقدم للشعب السوداني خدمة من تلك الخدمات المطلوبة كما تفعل دول العالم ،، وهي تلك الدول في العالم التي تقدم الخدمات الكبيرة لشعوبها في مقابل الضرائب والرسوم ،، وبالتالي فإن حكومة السودان مسئولة مسئولية تامة عن نظافة البيئة والمدن والأحياء والطرقات ،، وكذلك هي مسئولة مسئولية تامة عن إزالة تلك الأكياس المتراكمة للنفايات والأوساخ في كافة أرجاء السودان .، ولا يمكن للشعب السوداني أن يدفع تلك الرسوم المالية المفروضة لزوم نظافة البيئة وإزالة النفايات وفي نفس الوقت يقوم بإزالة تلك النفايات بنفسه !!!! أي منطق يقبل ؟؟ ،، ومعظم دول العالم لا تفرض رسوماَ خاصة عن النفايات والأوساخ بل أن تلك الرسوم تدخل ضمن المبلغ المدفوع باسم الضرائب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة