مغامرة في رواية كمولو عصر البطولة في جبال النوبة للكاتب آدم أجري (3 - 3) بقلم:د. قاسم نسيم حماد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 07:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-24-2021, 03:09 AM

قاسم نسيم حماد حربة
<aقاسم نسيم حماد حربة
تاريخ التسجيل: 07-31-2019
مجموع المشاركات: 51

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مغامرة في رواية كمولو عصر البطولة في جبال النوبة للكاتب آدم أجري (3 - 3) بقلم:د. قاسم نسيم حماد

    03:09 AM June, 23 2021

    سودانيز اون لاين
    قاسم نسيم حماد حربة-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    تبنى آدم أجري منهج الروائيين الواقعيين في رسم روايته، فقدَّم العبارة الروائية المتقنة، ولم يعتد كثيراً باتجاه النقاد الجماليين الذين يجعلون في المتعة ذروتهم، وربما أتى الركض وراء المتعة فحسب على دقة قَفْو الوقائع، ورغم ذاك لم تخلو روايته من آهات رومانسية، اصطرخ بها آلام شعبه قبل وأثناء فترة النضال، وقد جرت أحداث الرواية في جبال النوبة في غالبها، وبدأ زمانها مع الانبعاثات التحررية أوائل السبعينيات حيث تكوَّن تنظيم "كمولو".
    اتخذ الكاتب الفصحى لغةً للحوار، وكتابة الحوار بها أو بالمحكية أو بالمحكية المتفصحة من القضايا التي ثار فيها الجدل كثيراً، لكن أكثر النقاد يميلون إلى كتابة الحوار باللغة المحكية، لتتأكد تقنية الإيهام بالواقع، وكنا ننتظر أن تكون لغة الحوار أدنى إلى محكية جنوب كردفان، لإيهامٍ أعمق، لكن آدم أجري حسم خياراته بوعي وعمد إلى تفصيح حواراته، ترى هل فاته هذا، أنا أجزم أن هذا الأمر لم يفته، إنما قصد إليه، فإنك إن تأملت الرواية وجدتها في أغلبها حواراً بين الجد والحفيد، فهل كان يصلح أن تصبح الرواية في أغلبها مكتوبة بالمحكية، فتفقد سحر السرد العربي وتفانينه، لا يصلح ذلك طبعاً، إذن يمكنني القول باطمئنان أنه قصد إلى ذلك بفعل طبيعة الرواية التي يتكثفها الحوار، وقرينة أخرى على صدق حدثنا، وهي أن بعض الحوارات أجراها بالمحكية تقع خارج سياق الحوارات الرئيسة، وفي نطاقات ضيقة، فكأنه كان ينبهنا بهذا أنه ما ترك المحكية تغابياً.
    لم تتجاوز شخصيات الرواية الرئيسة الشخصيتين، شخصية الجد "جقدول" وشخصية الحفيد "ووشيه"، شخصية الجد تمثل رواد التغيير من المناضلين، تتمثلها الأصالة ويتنفسها النضال، لكنها لا ترفض الحداثة، وشخصية الحفيد تتمثل بعض أبناء النوبة الذين غيبهم موار الثقافات، فوقفوا على أرض غير الأرض، وأفق غير الأفق، هكذا بدا، إلا أن شخصيته ما تنفك تنمو حشدا بتأثيل القضية، واشتماماً بعبق النضال، حتى استوى على شخصية أخرى مرادٍ لها أن تنبني، وعجَّت الرواية كذلك بأسماء كثيرة أخرى حقيقية، حملت من أرض النضال قبضة، واصطلت من سعيره بجذوة، بعضها يعرفها الناس، فجلَّت الرواية نضالاتها بكثافة، وبعضها غيبتها ضرورات السرية، وهواجس التأمين، وشخصيات أخرى كالجندي المجهول، بذلت وما ادخرت من سخاء البذل شيئا، لكنها كانت تبذل بذل الأوابين، بذلٌ يستتر عن نفسه، فكشف آدم عنها الغطاء، فبدت سافرة يعشي سنا نضالها الأعين، رهبةً وعجباً وامتناناً، فرغم تراجيدية الأحداث، إلا أنها ما غادرت الواقع شبراً، كانت أسئلة الحفيد قصيرة مقتضبة، وكانت ردود الجد ممتدة هادرة كهدير أحداثها، وهكذا يعرفك الكاتب بشخصياته الرئيسة كلما أوغلت من خلال الحوار، فبنى شخصياته عبر الإيحاء الذي يهبط عليك من فروج الأحاديث لا من الخارج، لقد نفح في شخصياته الروح حتى سفرت حيَّة كما في شخصية بطله جقدول، فخلد في الأذهان، وخلد في التاريخ مناضلاً صمداً، وأضحت شخصيته هي العنصر السائد في الرواية .
    غلب على الرواية أسلوب السرد المباشر، ونادراً ما يلجأ أجري إلى تقنية تيار الوعي-المنلوج الداخلي- وإن لم تنعدم، فيسجل الخواطر التي تجول في ذهن أبطاله.
    تسفر كثير من الأفكار التي أراد المؤلف تجليتها خلال حوار الجد وحفيده، منها اغترار الأبناء بما تحصلوه من معارف وجهلهم بمأساوية الأوضاع زمان آبائهم حتى آلت إليهم وهم في دعة وخصب، لقد أنفق الآباء جهداً عظيماً ليغيروا مجرى التاريخ، وقدموا تضحيات جساماً ليصنعوا لخلفهم هذا الواقع، بل رسموا لهم مستقبلا حافظ على عبق الماضي وميراثه، تمثله تلك المحميات التي عرَّفها بعبارة "محميات مثيرة للجدل" دفق فيها اشتياقه والتياعه وحلمه بأرض بكر لم تغادر الماضي إلا طيفا، ولم تعبث بها الحداثة إلا نوشاً، ولم تصطخبها الثقافات إلا لماما، يرى فيها أمساً من حياة أهله في عذرية بلهاء، فاستحضر الأمس في غده بكل تفاصيله، في لغته وفي ملبسه وفي حياته، لقد أقرَّت حلمه الأمم المتحدة لتتطور في محميته حياة أسلافه انطلاقا من اتجاهها الأصلي، لقد صنع عالمه الافتراضي الذي ينمُّ عن شوقه لماضيه؛ وفي تصوره هذا رداً على اللبس الذي يلتبس على كثيرين من الشباب ويشْكُل، فيرون أن ما هم فيه من استيعاب وانحراف ثقافي إنما هو تطور طبيعي لما كان عليه آباؤهم ليس إلا، هنا يقول أجري: لا بل أنه استيعاب ثقافي وانحراف هويوي، فالمنبغي أن ينبني التطور على الثقافة الأصلية لا أن ينحرف عنها.
    استخدم أجري- عدا أسماء الشخصيات الواقعية-أسماءً أصلية مأخوذة من بيئته، بل دعا إلى إحيائها عبر الحوار بين الجد والحفيد، ثم يمكن التجديد فيها انطلاقا منها، لينتشلها من الهجر فتُعْرَف، وليعزز من وقعها على الآذان فتُؤْلَف، ويربطها بصور من البطولة والجمال في أذهان ناشئته فتُعْشَق، وهذا من القضايا التي تشغل بال دعاة التأصيل كثيراً فأطلقوا الدعوات أجل ذلك، لكن لا زالت الاستجابة لها ضعيفة، فقد تخلى النوبة بالكلية عن التسمي بأسمائهم، وانتحلوا أسماءً عربية صميمة، وفي ذات الوقت نجد أقواماً أخرى من الأعاجم رغم تحولهم إلى الإسلام بالكلية لا تزال أسماؤهم في أصالتها، وذلك لقوة تموضع الثقافة العربية في وجدانهم هؤلاء، وضعف الوعي لديهم بمركزية الأسماء في متن الثقافة، ليس من سبب غير هذا، ومثال لذلك أننا إن نحينا أسماء النوبة التي تخالف المخارج والأوزان العربية مثلاً بحجة الغرابة وعدم الإيلاف الوزني ألفينا عددا مقدراً من أسماء النوبة تبقت تجري على الأوزان العربية فلماذا نحيت هذه أيضاً، ونضرب مثالاً على قولنا فالاسم "وندا" يجري على وزن الاسم "رندا" فكلاهما ذوا أيقاعٍ وزني واحد، ووقعٍ على الآذان متشابه، وهما على مستوى واحد في قانون فصاحة الكلمة والحرف العربي، ولعل الأول "وندا" أفصح لانفراده بالواو وهي أغنج وقعاً من الراء وأدْلل وألطف وأخيل مع المؤنث، ولكنك لا تسطيع إطلاقه على بنتك وإلا جابهت أمواجاً من التعنيف الشديد من أهلك لا تنثني حتى تقذف به أرضاً وتتبرأ، ليس ثمة سبب جمالي حقيقي إذن وراء تقديم "رندا" على "وندا"- كما أبنا- سوى التياط الأول بمسمى صبت فيه نعوت الجمال عبر سلطان الكلمة، وآخر نُتِفَت منه أدنى إمارة حسنٍ وصورت حوله هالات من معني القبح عبر سلطان الكلمة، اعتباطاً دون استشهادٍ بالمعنى في لغته، هذه هي الحمولات النفسية وبناء الأحكام الجمالية وفق منطق الثقافة تصب حمولاتها.
    وقضية أخرى نختم بها مقالنا، هي أن الدين –رغم حياده في أصله- استُنصر به على مغالبة النوبة لهزيمة حقوقهم "فتوى الأبيض"، فتأكدت عند بعضهم ضرورة إذوائه من الحياة السياسية، درأً لمأساة التكرار، فتبنى بعضهم العلمانية، وكان آدم أجري متطرفاً فيها، فحرص على إذواء حمولاته حتى من أدبه، فنراه يتحاشى ترميزاته كما أبنا، في كل شيء.
    نتوقف هنا إذن وفي مدادي لا يزال شيء كثير لم ينسكب، ونكتفي بما أهرق، بعد أن قذفت بموار هذه المادة المتعبة.. حتى ارتاح.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de