– لندن – بريطانيا لم أشر إلى اللاعب "مصر"، لأن الفريقين المذكوريْن يلعبان عنها بالوكالة. أولاً، يا زعيم حركة بني شنقول أذكر إسمك في التسجيلات الصوتية، فأنا لا أتعرف عليك إلا بلغتك غير السودانية، فتكرّم بألا تزجّ السودان في خلافاتٍ في محاور تخصكم ولا تخصّنا كسودان. ثانياً، يا حضرة زعيم حركة بني شنقول: محمد علي باشا ليس مصر ومصر ليس لها أي حق في مستعمرات تركيا فحكامها مماليك للعثمانيين من دول أخرى. ثم ليس هناك مانع قانوني أو أخلاقي يمنع إثيوبيا من بيع مياه الأمطار خاصتها. بحيرة تانا هي جزء من النيل، وأراك تقول المياه مياه بني شنقول وليست إثيوبيا، منطلقاً من أن مجرى النيل في إثيوبيا هو في منطقة بني شنقول، وبقولك هذا أنت تحكم بأن بحيرة تانا ليست جزءاً من النيل تستحق به إثيوبيا المطالبة بنصيب فيه. فإذا اخترت ذاك السيناريو، أصبحت بحيرة تانا ملك صرف لإثيوبيا، ولها أن تفعل فيها ما تشاء. هذا رأي أحمق وبليد، حيث لا مصلحة هناك لمن يتبناه. الرأي الذي يحفظ الحق للجميع، أن بحيرة تانا جزء من النيل، حتى لا تمتلك إثيوبيا حق تحويل المجرى لجهةٍ أخرى، وهذا هو القرار السليم الذي يجب أن يقر به كل المشاطئين. ويتبع ذاك القرار سؤال: هل إثيوبيا ممنوعة من التحكم في أمطارها، الصابة في تانا أو خلافها، وحقها في توجيه السُّحُب المحملة، من مكان لمكانٍ آخر؟ طبعاً ليس هناك قانون دولي ولا أساس أخلاقي ولا سابقة تمنع ذلك. التفاهم والعقلانية وليس خطف ما قدره المستعمرون في ظروفٍ مختلفة. وآمطار الهضبة الإثيوبية هائلة جداً، فلو ارادت إثيوبيا زيادة حصتها بمعالجة السحب لتدرَّ أكثر قبل مغادرتها هضاب إثيوبيا، كما تقوم به كل الدول لدرّ الأمطار، هل ما يمنع ذلك ؟ يمكنها أن تجمعه في بحيرة تانا، أو تمدّه بقنوات لها من حيث جمّعته أو لوديان أيٍّ من أنهارها، فليس هناك ما يمنع أن تبيعها لكل من يمكنها أن توصلها إليه. كل المطلوب ألا تتعدّى على جملة مياه تانا، بأن تُشْهِد عليه جيرانها. فنحن كدول نامية نعاني من الحماقات ونزعنا إلى الشقاق. علينا بالحكمة، أما التهويش ودق طبول الحرب وعواء الضباع ليس له ثمرة في سوق العالم اليوم. ويا أحمد المفتي: 1- المجتمع الدولي لا يتعاطف مع حجتكم المكشوفة تلك ولا الموقف العسكري، وقولك لا يتعاطف مع الملء الآحادي فذلك كذب، لأن أمريكا وجّهت ب"التفاوض"، ومعناها ترك المهاترات والتخاطب بأدب حتى لا تدفع إثيوبيا إلى اعتبار تلك الإهانات التي لا مبرر لها بمثابة إرهاب لها. 2- إصرار إثيوبيا على الملء، هل هي شيدت السد كبوابة فقط لجريان النيل؟ وهل وقعتم اتفاقية إعلان المبادئ لتلك البوابة؟ أصلاً السد يتوجّب ملؤه خارج حصص المتشاطئين الثابتة، فيعني ملأه من الفيضانات الإضافية، وهي تحدث كل عام، وهي تملأ من تلك الفيضانات بمعدل 5 مليار سنوياً، أي أن تملأ الخزان 75 مليار متر مكعب في 15 سنة، فما الشكوى في ذلك؟ إذا كنتم تفضلون مياه الفيضان على ترشيد المياه بواسطة السد، وعلى الإفادة من الطاقة الكهربائية التي لم تبخل بها إثيوبيا حفظاً لحسن الجوار ولا مساهمة لك في رأس المال، فلماذا وقعتم إتّفاقاً؟ 3- شرط إيقاف إثيوبيا الملء الثاني وتعويضهاعلى الخسائر ليس كلام مهندسين يا أحمد المفتي. هل ستسدد لإثيوبيا 3.5 مليار دولار تعويض قيام السد، زائداً تكلفة إلغائه للا سبب غير تكريس الفشل؟ وإذا لم تقبل إثيوبيا ستسحب توقيعاتك؟ هل هذا ما درست من قانون؟ توقع ثم تنط؟ والمطالبة بأرض بني شنقول على أي بند قانوني؟ هل لم تتبع للسودان عند استقلاله، ولا قبل استقلاله. كانت من حظ المستعمر ووافق المستعمر عدم حجز المياه فيها من بقية الأرض التي يرويها نهر عطبرة، واشترط عندها ألا تقيم إثيوبيا سدود تسبب ذلك إلا بموافقة السودان. وإثيوبيا لم تقم بذلك. أنت تريد لأمرك أن يشمل ذلك سد النهضة؟ إثيوبيا قد أنشأت السد بعد إذن الدول المشاطئة، أليس كذلك؟ ولماذا تهدد بالشكوى لمجلس الأمن؟ ألم يتم ذلك ولم يستجب لكم؟ وأراكم تراجعتم كليةً من فكرة الحرب، لأن مصر اقتنعت بأن ذلك التهجيص خطرٌ عليها أكثر مما يهدد إثيوبيا. وأنتم! أين اعتذاركم للسودان في خيانته بالتهويش والدعوة لضرب السد الذي كان سينهي السودان من الخرطة حسب قولكم. وفي مقابلة الجزيرة الأخيرة كنت تنادي بأن السد في رأي مهندسي السودان آمن ولا خطر يتهدده. ويحاول المحاور من الجزيرة إستدراج عاطفتك للعطف على البلاء الذي يصيب مصر جراء السد. ألا تعي حرب الوكالة التي تعشّم كل الغشماء لتفعيلها؟ وأيضاً تعي أن التراجع في إعلان المبادئ يكون ثمنه إلغاء إثيوبيا كل الإتفاقات التي سبقته!!
والعتب ممدود للدكتورة مريم المهدي. لا تلعبي بالبيضة والحجر. محاولتك أن ترسمي تقدّمية بعثية بمغازلة مصر بعقدة تأريخ حزبك من دور مصر وباستباق الميرغني إحتضان مصر له، ليس الخيار الحكيم وليس خيار الثورة. إن منصب وزير خارجية كان أولى به من هو قد تمرّس في السياسة الخارجية لدرجة أن يكون "قورو" أو"كجور" لا ينقصه حتى "السحر" لضبط الأمور ووضعها في نصابها. إنني أستشف في كل سياساتك هو البحث عن المكان الظليل للهجوع إليه. وإليك مثال في إستضافة الصحفية تسابيح لك في قناة الحدث يوم 19 يونيو الحالي: كانت فحوى ردودك، أن السد كبير ويتم ملؤه من مياه الفيضان التي تؤثّر اقتصادياً على السودان! كيف؟ هل خسارات الجروف والطوب؟ وماذا عن الدميرة التي تهدم البيوت وتشرّد السكان وتنتهي من ممتلكاتهم القليلة؟ هل هذا مستوى تخطيطك؟ الإرتزاق كالإنسان الأول؟ ثم ذكرت مخاطر جيولوجية! أي مخاطر هذه التي هدأت منذ 10 مليون عام؟ إذا حديثك عن الأخدود الإفريقي العظيم، أتدرين الصحون التكتونية التي يصيبها بالإضطراب؟ ما دخل بحيرة تانا والنيل الأزرق بها؟ هي تعترف بأن الملء من الفيضان لا يضر مصر، ولكن مصر هي التي أثارت الزوبعة، فلِمَ أنتِ تحمليها بالوكالة عنها؟ وهي تطالب المجتمع الدولي يردع إثيوبيا لمماطلتها، وتقول في نفس الوقت أنها حريصة على تماسك إثيوبيا!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سعيد محمد عدنان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست