بالأمس تابع الشعب السوداني باهتمام شديد تلك القرارات الهامة والمفيدة للغاية التي اتخذتها ( مصلحة الجمارك السودانية ) ،، وهي تلك القرارات التي بموجبها قد تم تخفيض وإعفاء الرسوم والضرائب الجمركية عن العديد والعديد من تلك السلع الضرورية التي تمس مباشرة حياة الإنسان السوداني ،، وقد ألمحت ( مصلحة الجمارك السودانية ) بأنها قد اتخذت تلك القرارات الإيجابية الشجاعة والمفيدة حتى تخفف عن كاهل الشعب السوداني تلك المعاناة والمشقة الناجمة عن ارتفاع الأسعار في البلاد ،، وبغض النظر عن تفاصيل وكيفية تلك التخفيضات الجمركية فإن مجرد ذلك الحراك والمبادرة الإيجابية من قبل ( مصلحة الجمارك السودانية ) يستحق الشكر والتقدير من قبل الشعب السوداني ,, لأن مثل تلك القرارات الإيجابية والشجاعة تحدث لأول مرة في ظلال تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، وهي تلك الظاهرة الأولى لجهة حكومية تنفيذية تهتم بأوجاع ودموع ومعاناة الشعب السوداني ،، وبحق وحقيقة فإن تلك الخطوة الجبارة تمثل ( نقلة نوعية ) ممتازة في مسار تلك الفترة الانتقالية المؤقتة الحالية ،، وهي تعد ( النقلة النوعية الثانية ) بعد تلك النقلة النوعية الأولى التي تمثلت في إنجازات وتحركات ( لجنة إزالة التمكين ) ،، وبتلك الخطوة الجبارة فإن مصلحة الجمارك السودانية تستحق الشكر والتقدير والعرفان من قبل الشعب السوداني ،، وهو ذلك الشعب السوداني الذي يحس لأول مرة بأن جهازاَ من أجهزة الدولة التنفيذية يقف بجانب محنة الشعب ،، ويكفي أن يحس الشعب السوداني بأن طرفاَ حكومياَ يقف بجانبه ويجتهد لكي يخفف تلك المعاناة الكبيرة التي يكابدها الشعب السوداني في هذه الأيام برا وبحراً وجواَ في غياب تلك السلطات المسئولة في البلاد .
ولكن مع الأسف الشديد رغم صدور تلك القرارات الهامة والمفيدة من قبل ( مصلحة الجمارك السودانية ) إلا أن الشعب السوداني يتحفظ كثيراَ ويتوجس خوفاً وقلقاَ وإشفاقا ثم يضع الأيدي فوق القلوب ،، وذلك لأنه يخشى كثيراَ أن تحدث في البلاد نفس تلك الظاهرة السوداء الكالحة المعهودة ،، وهي ظاهرة هؤلاء التجار الملاعين ( الطماعين الجشعين ) بدولة السودان ،، هؤلاء التجار الذين يمثلون ( الغيلان والوحوش ) في حياة الأمة السودانية ،، والذين تعودوا أن يستغلوا أية سانحة تمثل الرحمة وتنزل على الشعب السوداني لتكون خالصة لإشباع رغباتهم تلك النتنة القذرة العفنة ،، ولتكون مورداَ خالصاَ لجيوبهم تلك الخربة والنهمة التي لا تعرف الاكتفاء في يوم من الأيام !! ،، وكالعادة فإن هؤلاء التجار ( الجشعين ) يمتصون أية ( عصارة رحمة ) تنزل على الشعب السوداني في أية لحظة من اللحظات ومن قبل أية جهة من الجهات ،، والمثال الحي يتمثل في تلك الصورة المعهودة كل مرة ،، حيث هؤلاء التجار الجشعين الطماعين الذين تعودوا أن يستهلكوا ويسرقوا تلك الزيادات في الرواتب والأجور والامتيازات لصالح أطماعهم تلك النتنة القذرة العفنة ،، وذلك في الوقت الذي فيه يحرم هؤلاء الموظفين والعاملين ( أصحاب الحقوق والشأن ) من تلك المزايا الناجمة عن الزيادات في الرواتب والأجور !!،، وبنفس القدر فإن هؤلاء التجار بدولة السودان كالعادة سوف ينتفعون ويسرقون تلك المزايا والفوائد الناجمة عن تلك التخفيضات الجمركية لبعض السلع الضرورية ،، ولن ينتفع بها الشعب السوداني في أية لحظة من اللحظات ،، وكل ذلك سوف يحدث في غياب تلك الحكومة وتلك السلطات الحالية في البلاد ،، وهي تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة التي تجهل كلياَ كيفية حماية الشعب السوداني من كيد هؤلاء التجار ،، وأية إعفاءات جمركية للسلع الضرورية وغير الضرورية سوف تكون فقط لمصلحة جيوب هؤلاء التجار الأشرار في البلاد ،، وكالعادة فإن تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة سوف تقف مكتوفة الأيدي وعاجزة عن الحراك ،، ولن تستطيع إطلاقاَ أن تمنع هؤلاء التجار الجشعين من استغلال تلك السانحة والرحمة المهداة من قبل ( مصلحة الجمارك السودانية ) للشعب السوداني المغلوب على أمره ., وبالمختصر المفيد فإن تلك الجهة الوحيدة التي سوف تستفيد وتنتفع من تلك التخفيضات الجمركية الأخيرة هم هؤلاء التجار الملاعين في البلاد ،، وبالتالي فإن تلك التخفيضات الجمركية الأخيرة سوف لن تخفض أسعار السلع في الأسواق السودانية بأي شكل من الأشكال ،، وذلك لأنه لا توجد في البلاد تلك الجهة الرقابية التي تردع وتحاسب هؤلاء التجار ،، وبالتالي لا يتوقع إطلاقاَ ذلك الانخفاض في أسعار السلع الضرورية وغير الضرورية في أسواق البلاد في تواجد هؤلاء التجار الجشعين الذين يمارسون تلك الصفات المعيبة والمشينة .
وفي كل الأحوال فإن الشعب السوداني يشكر بشدة ( مصلحة الجمارك السودانية ) على تلك القرارات والخطوات الجريئة المفيدة التي تجتهد لتراعي ظروف وأحوال الشعب السوداني ،، وفي نفس الوقت فإن الشعب السوداني يناشد بشدة تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة لتتحرك بطريقة إيجابية ومفيدة ولو لمرة واحدة في حياتها ،، وأن تراقب تصرفات هؤلاء التجار الجشعين بالقدر الذي يمكن الشعب السوداني من الانتفاع المباشر من ريع تلك القرارات الجمركية الأخيرة ،، ولا يعقل إطلاقاَ أن ينتفع التجار لوحدهم بتلك التخفيضات الجمركية الأخيرة في الوقت الذي فيه سوف يشتكي الشعب السوداني كالعادة المعهودة من ارتفاع الأسعار في البلاد !!!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة