هناك دول أفريقية وعربية وغيرها يجب أن تقتنع بأن كرة القدم ليس من جملة ممكناتها الرياضية، مثل السودان ولبنان وسوريا وموريتانيا، واليمن والهندوراس وسانت كيتس..الخ. الولايات المتحدة الامريكية دولة تخطيط ولذلك قفز فريقها إلى مصاف الفرق العالمية، رغم انها بلا تاريخ كروي، أما السودان فله تاريخ قديم ومع ذلك فهو تاريخ لا يعول عليه في تأكيد حدوث تراكم مكتسبات وخبرة يمكن ان تجعل من فشله في بلوغ التصفيات الأولية في اي بطولة مجرد كبوة. هناك فارق عقلي وجسماني بين اللاعب السوداني واللاعبين الأفارقة، فكرة القدم لا تُلعب بالأقدام بل بالرأس، كالبلياردو تماماً وكعبور طريق سريع مشياً، تحتاج للقدرة على تقييمات وقياسات متواصلة، وهذا ما يفتقر إليه اللاعب السوداني. دولة جنوب السودان يجب أن تركز على توطين كرة السلة لتميز الإنسان الجنوبي بطول القامة. أما السودان الأعلى فمن أفضل الرياضات اللتي تناسب إنسانه هي القفز الطويل. ذلك الذي يهرول فيه اللاعب ثم يقفز سابحاً في الهواء قبل أن يستقر على الرمال. فشبحات السودانيين واسعة جداً وتؤهلهم لصيد البطولات والميداليات، كما أنها لعبة فردية، لا تحتاج لتناسق جماعي، والعمل الجماعي لا يجيده الإنسان السوداني أبداً. هناك ألعاب رياضية أخرى يمكن أن يتم توطينها وتركيزها في السودان، وهي تلك التي تتمتع بميزتين: - أنها ليست جماعية. - أنها لا تحتاج لنفس طويل. فاللاعب السوداني يفقد تركيزه بعد ربع ساعة من أي رياضة. فسباق المأتي متر بل وحتى ٨٠٠ متر تصلح كرياضة موطنة في السودان. ولقد كان البطل كاكي أيقونة مشرفة ثم اختفى فجأة ولا أعرف اين ذهب. لقد كان صغير السن في ذلك الوقت، فلمع نجمه وخبا فجأة كما لمع فجأة.. نعم كنا من المؤسسين للإتحاد الافريقي، وهذه الاسطوانة تجاوزت إسم الطيب صالح في عدد تكرارها الممل. ولكن هذا لا يعني أننا بالضرورة يجب أن نستمر في أشياء لا تتواءم مع قدراتنا. فلو فشل الطالب في كلية الطب فلا يعني ذلك أن يبقى فيها مضيعاً وقته ومجهوده، بل عليه أن يبحث عن كلية أخرى، ففي الحياة خيارات مفتوحة. إن كل إقليم بالسودان يمكن أن تتوطن فيه رياضة معينة، ففي جبال النوبة مثلاً يمكن توطين رياضة المصارعة الرومانية. وفي الشرق، الجري لمسافات طويلة..وهكذا، بحسب البنية الجسمانية والبيئة الطبيعية. في الإمارات رأيت الهنود يلعبون الكريكيت أو هكذا احسب، وهي لعبة تعتمد على المضرب والكرة الصغيرة، وأعتقد أنها انتقلت للهنود مع الإستعمار البريطاني وقد ناسبت الهنود أكثر من كرة القدم فاصبحت لعبتهم الشعبية. الرياضة نفسها طبقية، فهناك رياضات برجوازية كالجمباز، وسباق السيارات، بل وحتى كمال الاجسام، لأنها تحتاج لمعدات وأدوات غالية أو كثيرة مع تخطيط منتظم. وهذا ما يعزب عن طائلة الدولة. في الطفولة وحتى الشباب التقيت بفتيان لديهم قدرات شخصية معتبرة. كان هناك طفل يجيد الملاكمة، فهو سريع وخفيف الحركة. كما كان معنا ولد يستطيع أن يقفز من (وضع الثبات) لمسافة متر تقريياً لأعلى كالبرغوث. وأيضاً كان معنا صبي سريع الجري. ولكن هؤلاء كلهم لم يملكوا الوعي اللازم لمواصلة وتطوير قدراتهم ومهاراتهم. اندية كرة القدم في السودان أصبحت مرتع للباحثين عن الشهرة المحلية، ولكنهم يفتقرون للعقلية التطويرية، ويحسبون ان دفعهم للمال هو كل شيء. وهذا غير صحيح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست