الأحوال برمتها في دولة السودان قد أصبحت كالحة ومزرية وممقوتة بذلك القدر الذي لا تطيقه الأنفس ،، والمواطنون في هذه البلاد قد بلغوا قمة المدى والدرجات في معدلات اليأس والإحباط ،، والكل في هذه البلاد المنكوبة يريد التخارج والتخلص من تلك الدائرة السوداء التي ظلت تدور وتلاحق البلاد منذ لحظات الاستقلال ،، وصفحات التجارب لأكثر من ستين عاماَ قد تمزقت بكثرة التداول في أسواق ( البلهاء ) في الكثير والكثير من مناطق السودان ،، وقد تداخلت تلك الحسابات بطريقة مربكة وقاتلة لا تقبل أي لون من ألوان المعالجات ،، وبنفس القدر فإن ( الأعصاب ) لدى الشعب السوداني قد بلغت مراحل الانهيار والجنون ! ،، وعليه فإن الضرورة تقتضي جدياَ ذلك البحث عن الحلول البديلة ،، كما أنها تقتضي تلك الوقفة المتأنية الواعية من كافة أبناء السودان ،، وذلك بالقدر الذي يعني قمة التفاهم دون تلك المناوشات الفارغة التافهة ،، ودون تلك التعصبات الأعمى في المواقف ،، وبالتالي لابد من اتخاذ تلك الخطوات المصيرية السليمة التي ترضي كافة الأطراف بدولة السودان في نهاية المطاف ،، وتتوفر في الساحات السودانية حالياَ الكثير والكثير من تلك الاقتراحات التي تبحث عن تلك الحلول البديلة ،، ومن تلك الاقتراحات البديلة يرى البعض من أبناء السودان ضرورة اختيار ( اسم جديد ) لهذه الدولة المنكوبة ،، وذلك بالقدر الذي ينسي الشعب السوداني تلك الويلات تلو الويلات عبر السنوات بعد الاستقلال ،، وبنفس القدر يرى هؤلاء ضرورة تبديل وتغيير الكثير والكثير من معالم الماضي التي قد أصبحت تمثل السواد في أعين الشعب السوداني ،، ومن سخرية تلك الاقتراحات يرى البعض من هؤلاء ضرورة تحديد يوم وتاريخ جديد لاستقلال البلاد غير ذلك اليوم وذلك التاريخ المعروف للجميع !،، وتلك الخطوة العجيبة هي لمجرد الهروب من أجل الهروب !! ،، وإلا فإن تبديل الاسم لا يعني الكثير دون تبديل الجوهر !! ،، وهؤلاء أيضاَ يرون ضرورة تبديل تلك ( العملة السودانية ) بعملة جديدة تخالف كلياَ وتماماَ تلك العملة الحالية في المسميات والفئات والمواصفات والقيم والمكانة !! ،، فالمعروف للعالم أجمع أن تلك العملة السودانية الحالية لا تتصف بمثقال ذرة من الكرامة والعزة ،، فهي تلك العملة الساقطة الهابطة المنحطة طوال السنوات تلو السنوات !! ،، والبعض الآخر من أبناء السودان يقترح أيضاَ شطب الكثير والكثير من تلك المسميات المهلكة التي تجلب الغثيان في النفوس ،، ومنها مسميات تلك الأحزاب السودانية القديمة البالية ،، فهي تلك المسميات القديمة التي تذكر الشعب السوداني بأيام المحن والمهالك والويلات والأوجاع منذ استقلال البلاد !! ,, والبعض الآخر يرى ضرورة تبديل تلك المناطق والأقاليم السودانية بطريقة جديدة تخالف الماضي من حيث الأسماء والمساحات والمواقع والحدود والمستحقات والموجبات ،، وذلك انطلاقا من دراسات ميدانية سليمة من حيث المساحات والإحصاءات السكانية والكثافات البشرية .
ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك ،، حيث نجد البعض من أبناء السودان يقترحون ويطالبون بتعديل خريطة ( السودان الحالية ) بطريقة تنهي تلك الإشكالية القائمة في البلاد منذ خطوات الاستقلال ،، وهؤلاء يرون ذلك التخلص السريع من تلك الأوجاع القائمة ويقولون : ( يا حبذا لو تم تقسيم السودان إلى عدة دويلات !! ) ،، وأصحاب تلك النظرية يرون أن تكتفي تلك ( الدويلات ) بمفهوم ( الإخوة الأشقاء ) عند الضرورة ،، كما يحدث اليوم مع دولة ( السودان الجنوبي ) ،، وتلك النظرية الأخيرة قد لا تكون في حسبان تلك الجماعات المتمردة في بعض المناطق السودانية ،، وهي تلك الجماعات التي تهدد من وقت لآخر بالانفصال وتظن أن ذلك التهديد يخيف الشعب السوداني ،، وتلك الجماعات تجهل كلياَ أن السواد الأعظم من الشعب السوداني قد كل ومل من أوجاع تلك الدولة الواحدة التي لا تجلب غير الشقاء والبكاء والنحيب لكافة مكونات المجتمع السوداني ،، وهؤلاء يظنون بجهالة شديدة أن أبناء السودان في المناطق الأخرى يتمتعون بتلك المناكفات السخيفة التي تجري في البلاد منذ لحظة الاستقلال ،، ويجهلون كلياَ أن تلك الأحوال والمناوشات قد بلغت المدى في درجة الغثيان لدى معظم أبناء السودان ،، وهي تلك المناكفات والمناوشات السخيفة الساقطة الكئيبة التي لا تشرف المعية في يوم من الأيام ،، ولسان حال السواد الأعظم من الشعب السوداني يردد في هذه الأيام عبارات : ( أللهم خلصنا من تلك الدوامة الفارغة التي لا تشرفنا كالشعوب الحرة في العالم !! ) ،، والمعروف أن العالم اليوم يعج بتلك ( الدويلات الصغيرة ) التي تهنأ بالسعادة والرفاهية والهناء بكل المفاهيم ،، وهي تلك ( الدويلات ) التي تخلو من النقنقة والثرثرة الفارغة ممن يستحق وممن لا يستحق ،، وفي نهاية المطاف فإن تلك المناطق والأقاليم في كافة أرجاء العالم هي لأهلها في ظلال ( الدويلات ) أو في ظلال الدولة الواحدة ،، ويقال في الأمثال أن دوام الأحوال من المحال ،، وتلك الأحوال فوق البسيطة تتبدل من حال لحال عبر الحقب والأزمان ،، فهي مرة تكون محصورة تحتكرها أفرادها وقبائلها بطريقة خاصة ،، ومرة أخرى تكون عامة تدخل ضمن نطاق دولة من تلك الدول ،، وفي كل الأحوال فإن تلك المناطق والمواقع فوق وجه الأرض لا تعرف الثبات والموالاة الأبدية لجهة من تلك الجهات حتى قيام الساعة ،، فهي تارة تكون تحت سيطرة فئات قليلة تعيش فوق ظهرها ،، وتارة أخرى تكون تحت سيطرة دول ذات مساحات عريضة ،، وتلك هي سنة الكون منذ نشأة الأرض وتواجد الإنسان فوق متنها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة