في نهاية عام 2014م زار احد الأصدقاء مدينة البندقية في ايطاليا. وكانت القصص التي يرويها أقرب للخيال عندي . ولمّا لم ازر ايطاليا وبالطبع مدنها وليس لدي امل في ذلك، فقد استعنت بالله ثم بقوقل ايرث ، ونزلت سابحاً من الفضاء الى الكرة الأرضية ، ثم بالطبع الى اوربا العجوز، ثم الى ايطاليا لأرى ما راه صديقي في مدينة البندقية العريقة . ولكن يا للهول ..... حط الماوس على قطع أرض خضراء ، نزلت ، ثم نزلت ، ثم نزلت الى أراضي مخطّطة وممّشطة بفعل الانسان الذي يصنع المستحيل(الصورة الأولى والثانية والثالثة والرابعة المرفقة مع هذا المقال ) . يا الله ... تحولّت كالمجنون من منطقة خضراء الى ارى هنا وهناك ...من بلغاريا الى فرنسا الى بريطانيا ....ثم الى امريكا الشمالية...ثم الى البرازيل .....ثم الى سوريا واسرائيل ...ما هذا يا الله ؟ الكل يعملون ..الكل يخططون ..مافيش جماعة نائمين ؟. ثم تذكرت لقاء مع احدى الطبيبات البيطريات الايطاليات في حوالى عام 2000-2001م عندما كانت في زيارة لمدينة الدوحة، حيث ذكرت انّها تربح من ارضها الزراعية حوالى 20000 دولار امريكي سنوياً ، ولكنها تنفق 10000 منها في تعليم بنتها الوحيدة ، وذلك غير عملها كطبيبة بيطرية ، وكحكم دولي في رياضة الفروسية . تذكرت تلك الطبيبة وانا انزل على ارضهم الزراعية افقيا عبر قوقل ايرث،دون تأشيرة ودون ممنوع الاقتراب والتصوير . اتااااااري.... كل الناس هناك يعملون مزارعين في الأصل واطباء بيطريين ومدرسين وأطباء بشريين ومهندسين وعمال تبريد وميكانيكية ومحامين وقضاة ولاعبين كرة قدم وفنانين وصحفيين وسياسيين وطلاب ثانياً ؟ بالله شوف ؟ . ثم طرت الى قارة افريقيا لأرى وطني الحبيب ، وجئت من فوق السحاب ، ووسط الرياح ولم يتعب مني الجناح وكنت في السرعة ازيد ، لأرتاح في بلادي، لأرى ضل الدليب اريح سكن، أفوّت بلاد وأترك بلاد ، ولمّا جئت بلاد فيها النيل بيلمع في الظلام زي سيف مجوهّر بالنجوم من غير نظام ، قلت : (سلام اهل البلاد،سلام نيل البلاد وسلام يا شباب البلاد ) ونزلت ونزلت بالماوس فهالني ما رأيت ، صحراء جرداء ، أرض بكر ، ونيل يعتب ويلوم قبل مغادرته لأجمل بلاد (الصورة لمدينة شندي وماحولها ) . ثم طرت بالماوس عبر القوقل ايرث الى مدينة تلودي . نفس الخضرة الموجودة في اوربا ولكن...يسكت اللسان، بعد لكن هذه، وينعقد. اوربا التي ننتظر منها المساعدة عبارة عن مزارع متراصّة لكل فرد في أوربا مزرعته التي يعمل فيها هو وزوجته وأبناءه بعد عمله الرسمي في الدولة أياً كان وبها مسكنه الآمن بيئياً واقتصادياً . فهو منتج للدولة ومنتج لنفسه عبر عمله الخاص. مدنه هي مدن تجميع لمنتجاته ومكان ترفيهه وعلاجه وتعليمه وتعليم أبناءه. امكانيات بلدنا ليست أقل من امكانيات اوربا العجوز .فأسأل الله ان يهدينا الى ثروتنا التي تحت ارجلنا. على ابوزيد 11.6.2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة