لعل مصر تضع عينيها على الفشقة،وتعمل على استغلال الوثائق التي ارتكزت عليها مفوضية الحدود في دفاعها عن حدود السودان على التخوم الشرقية وتحديداً في منطقة الفشقة ،وما اظهرته المفوضية ضد الموقف الإثيوبي وضعف ما لديها من حجج قانونية وما ارتكنت عليه في موضوع هذا النزاع ،ولاجل هذا قامت المفوضية بعرض جزء من ما لديها من وثائق،مستندات،وخرط واتفاقيات تاريخية قديمة لتدفع هذا الزعم،ولكن في المقابل، فهناك جهات قد بدأت في تحوير هذه الوثائق وتزييفها ،وبدات تجييرها لصالحها وتبذل الجهد لان تنشئ رواية مغايرة للحقائق الجغرافية والتاريخية لهذه المنطقة،وتعمل ما وسع الجهد والطاقة من أجل نشرها على الوسائط الاعلامية المختلفة تسعى من خلال ذلك لتشكيل اتجاه وراي عام ،تدعي فيه بأن الفشقة ارضاً متوحشة بزعمهم هذا ،وأن دولة مصر قد قامت بشرائها من البريطانيين ،وأنها دفعت ثمنها بحر مالها وان آخر الأقساط قد سدد بعهد رئيسها جمال عبد الناصر ولذلك فهي أرض مصرية خالصة وليست سودانية حتى،وأنها ذهبت إلى أن الخرائط تبين بأن منبع النيل الأزرق تقع ضمن هذه الحدود وفي بالتالي هي ضمن الحدود والأراضي المصرية،وكذا الامر في بني شنقول ،وبذلك ضمت بني شنقول ضمن هذه الخارطة المصرية..إن مثل هذه التحركات للواجهات الاعلامية المصرية،يمكن أن يؤشر لعدد من الاتجاهات التي تعكس بما يفكر به الجانب المصري ويمكن من خلال ذلك أن نستشف ملمحاً من استراتجياتها،وتحركاتها المستقبلية،ولعل هذا ايضاً يصلح أن يلقي علينا بصيصاً من الضوء لنفهم ، لماذا تعمل مصر تحت الطاولة على استبعاد السودان عن المفاوضات في قضية ملئ السد وتفاصيل مفاوضات سد النهضة والتي سعت مراراً بأن تكون المفاوضات ثنائية بين مصر واثيوبيا،وتجاهل السودان ،وهي كما ترى ،كأنها لا تهتم ولا تعترف بسيادة السودان على تلك الأرضي ،مع ان تلك الأراضي هي حدود السودان وضمن السيادة الوطنية ،ولعلها ايضاً بما تنشره اعلامياً تريد أن تتخذها منها ذريعة لتستخدمها في ثلاثة مواقف او ربما قد تكون أكثر.. 1/ قد تستخدمها ذريعة لضرب سد النهضة او التفاوض المباشر بأنها دون أي اعتبار للسودان. 2/أن تمهد لنزاعها المستقبلي وأطماعها في منطقة الفشقة وبني شنقول ولاهمية هذه المنطقة من حيث الموارد الطبيعية والقيمة التاريخية والصرعات المستقبلية والتي تتمحور في موارد الماء والغذاء،وهذه المناطقة من المناطق التي ستكون مورداً غنياً،حينما تشح الموارد في العالم بسبب التغيرات في العقدين القادمين،وهذه يفسر التسابق الدولي وتحت راياتٍ شتى للأستحواذ على هذه المناطق والسيطرة عليها. 3/ ولعلها ايضاً تسعى لاذراء الرماد عن موضوع احتلالها لحلايب وشلاتين وهي ايضاً تعتبر من حيث المسوغات القانونية هي إحتلال لاراضي سودانية ولا تختلف عن قضية ونزاع الفشقة في شئ ،فهو احتلال وينتقص من الحدود والسيادة السودانية على ارضيه وأن الخلفيات التاريخية والمسوغات التي دفعت لقيام هذه الاحتلال هي نفس المعطيات ،وقد قادت لذات النتائج والخلاصة هي أن احتلال الفشقة وحلايب وشلاتين ينتقصان من السيادة الوطنية السودانية ،والحال ولسان الواقع الصائر تقول بانها تحاول جاهدةً للحد من استقلاله في اتخاذ قرارتها السيادية والتي تقوم على تغليب مصالح السودان عن ما سواها،وهي تمارس التنمر واكاد أقول الاستبزاز وفرض الامر الواقع على القيادة السودانية وتهدف من خلال ذلك الى سلب مقدرات البلاد ورهنها وتقيدها بقيودٍ ناعمةٍ أو بقوة فيزيائية وجبرية. عبد الماجد عباس محمد نور عالم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة