أقول دائماً، لا يتشاجر سودانيان إلا إذا دخل المال بينهما، غير كدة هم حبايب. الصراعات الآن داخل مكونات الحكومة هي صراعات لصوص، يحاولون بقدر الإمكان ألا تؤدي صراعاتهم لظهور المسروق. الفساد على قدم وساق، وكل واحد يريد أن يحصل على اللبعة الكبيرة، التي تنسيه أيام الجوع قبل أن يزيحه تمساح أقوى من منصبه. في السودان الآن لا يوجد حق ولا باطل، بل كله باطل. ولذلك من يمد رجله داخل هذه الحكومة الفاسدة، عليه أولا أن يستعد لعمل التمام في الإمارات، ثم يعود ليبحث عن ظهر وسند قوي وهو فاتحٌ صدره للمعارك التي لا ولن تنتهي. لا أنصح أحداً، خاصة الشرفاء من الدخول في بحيرة التماسيح المتعفنة المليئة بالجثث والمال الحرام. والمسألة لا تتعلق بالحرمة الدينية بل تتعلق بأن هذا الفساد، سيجر وراءه قضايا وراء أخرى، معارك تلو أخرى، ملاحقات متبادلة. فالمال له سحره الجذاب، الذي يلقي بالمرء في هوة سحيقة بمجرد أن يضع قدمه في الهواء. لا توجد اليوم صراعات قانونية ولا آيدولوجية كما يراد تصويرها، بل صراعات غير قانونية. يوجد فساد. وكل فاسد خلفه تنين ينفث النار لينظف له الطريق أمامه. وعندما يستشري الفساد، ويحكم الفاسد على الفاسد، فأعلم أن البلد تسير نحو السقوط. ألا هل بلغت..اللهم فاشهد..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة