ليس من مصلحة الجبهة الثورية التي جنحت للسلام عبر توقيعها اتفاق جوبا مع الحكومة الإنتقالية فرض شروطها على الاخرين وعرقلة مساعي الحكومة للتفاوض معهم. للأسف فاجأتنا الجبهة الثورية بتصريح نشر في عدد السبت 29 مايو ب"السوداني" أعلنت فيه ضرورة مواءمة إتفاق الحكومة مع الحركة الشعبية شمال جناح عبدالعزيز الحلو مع إتفاق جوبا للسلام. معروف مسبقاً رأي الحركة الشعبية شمال في اتفاق جوبا الذي إنتقدته وقالت أنه لم يقدم حلولاً بقدر ما أفرزمن أزمات جديدة. ليس المجال هنا مجال مناقشة موقف كل طرف من أطراف الحركات التي حملت السلاح ضد نظام الإنقاذ فالتاريخ معروف ومحفوظ، لكننا كنا ومازلنا نرى ضرورة إستكمال عملية السلام في الداخل بمشاركة كل الممانعين بدلاً من جرجرة هذه المفاوضات التي تجري في جوبا بصورة ثنائية وجزئية. أولاً هذه المفاوضات التي تجري في جوبا أثرت سلباً على أداء الحكومة الإنتقالية المقصرة أصلاً في تحقيق أهداف وتطلعات الجماهير الثائرة كما أثرت على أعمال ورشة مناقشة قانون الامن الداخلي المثير للجدل بسبب مشاركة وزير مجلس الوزراء ووزير الداخلية ومدير الشرطة ومدير جهاز المخابرات ومدير الإستخبارات العسكرية في مفاوضات جوبا. مع تقديرنا وشكرنا لحكومة جنوب السودان وللجنة الوساطة نرى صرورة إستكمال عملية السلام بالداخل في مؤتمر جامع لكل الأطراف بلا شروط مسبقة لاستكمال عملية السلام الشامل العادل ودفع إستحقاقاته على أرض الواقع بدلاً من الحلول الجزئية والثنائية التي فشلت من قبل ومازالت تتعثر حتى بعد إتفاق جوبا. ليس هناك وقت للتشاكس وإفتعال المعارك في غير معترك، تعالوا جميهعاً في الداخل للمساهمة العملية في تحقيق السلام والإصلاح الإقتصادي والقانوني والعدلي وبسط العدل ورفع المظالم ومحاكمة المجرمين والفاسدين وتكثيف الجهود لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة