المتاريس 𝖠𝗅𝖺𝖺𝗆9770@𝗀𝗆𝖺𝗂𝗅.𝖼𝗈𝗆 في العام 1821 زحفت جيوش والي مصر محمد علي باشا نحو السودان والذي كان يعرف في ذلك الوقت بدولة الفونج او مملكة سنار وفي رواية اخري بالسلطنة الزرقاء ولم تعرف هذا البلاد اسم السودان الحالي بشكل رسمي الا بعد قيام محمد علي باشا بتعين حكمدار علي عموم مايعرف اليوم بالسودان لم يسعي الاحتلال التركي المصري في حكم السودان بالشريعة الاسلامية بل ان الحكم التركي المصري المسنود بالولاء لامير المومنين السلطان العثماني والذي وجد مقاومة من سكان السودان بسبب الظلم الذي ساد العهد التركي المصري السودانيين بفرضهم ضرائب باهظةعليهم و كانت سبب مباشر في اندلاع الثورة المهدية في العام 1881 والمدهش في الامر ان المهدي اعلن الجهاد علي حكم الترك من المفترض ان يكون اسلامي علي اساس ان المؤمنين اخوة ولكن كان ذلك حبر علي ورق ولايزال البعض يظن ان المهدية قد حاربت الكفار نسبة لتشبه بشرة المواظفين والجنود الاتراك مع بشرة الاوربين ولكن لم تكن المهدية احسن حال لبعض السودانين فاستمرت تجارة الرقيق بشكل ملحوظ ولم تتوقف الا في عهد الاستعمار الانجليزي الذي شارك المصريين في احتلال السودان مرة اخري في العام 1898 ولم يحكم الحكم الثنائي المصري الانجليزي بالشريعة الاسلامية فقد كانت القوانين الهندية معمول بها في السودان باعتبار ان الهند مستعمرة يوجد فيها شبه مع السودان بسبب تعدد الاعراق والمعتقدات والاديان فيها وعندما لاح فجر الاستقلال في العام 1955 توافق السودانيين لاول واخر مرة علي كلمة واحدة وذلك باعلان استقلال البلاد من داخل البرلمان و بحضور اعضاء من جنوب الذي انفصل لاحقا ولم يشير اول دستور للسودان عقب استقلاله علي فرض الشريعة الإسلامية علي سائر اجزاء الوطن باعتبار ان السودان بلد متعدد الاعراق والمعتقدات والثقافات بالتالي اي محاولة لفرض راي فئة علي حساب المكونات المدنية، الاخري سوف يحدث خلل في تركيبة الدولة السودانية وهذا ماحدث بالفعل في العام 1983 عندما اعلن الرئيس الراحل جعفر نميري فرض الشريعة الإسلامية بدون الرجوع الي البرلمان ( مجلس الشعب) والذي كان مجرد صورة وتمامة عدد فكانت النتيجة اندلاع حرب جديدة في جنوب السودان بعد فترة سلام قصير استمرت من العام 1973 الي العام 1983 وهو تاريخ تجدد القتال مع الحركة الشعبية والذي انتشر هذه المرة ليشمل مناطق خارج منطق جنوب السودان مثل مناطق جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور في وقت لاحق وفي اخر المطاف انفصل الجنوب عقب استفاء شعبي لتقرير المصير حيث فضل اهل الجنوب خيار الانفصال بعد اصرار نظام الجبهة الإسلامية علي التمسك بالشريعة الاسلامية والتي لم تكن الا حبر علي ورق حيث اتخذ الاسلاميين الشريعة الإسلامية لتكون سيف مسلط علي رقاب الغلابة بينما فئة اخري من الشعب تمارس حياتها بشكل اقرب لحياة واسلوب الغرب في تناقض واضح وحتي بعد ثورة ديسمبر حاول العديد من الثوار تعليق الامال علي حكومة تعمل علي تصحيح اخطاء الماضي وذلك باقامة دولة القانون في ظل وطن يسع الجميع وليكون السلام ضربة البداية لبناء الدولة السودانية علي اساس جديد ولكن رغم ذلك ظهرت في السطح جماعة الهوس الديني، مستغلة تخبط وعشوئية الحكومة الانتقالية. خاصة رفي الملف الاقتصادي والتي فرضت اعباء اقتصادية صعبة علي المواطنين بحجة الاصلاح الاقتصادي فكانت تلك النكسة الحكومية طوق نجاة للكيزان فصارت جماعة منهم تسعي بين الناس بالتحريض علي رفض السلام وتصوير العلمانية علي انها الفسق والفجور ومن يسمع منهم ذلك يظن. ان السودان كان خالي من تلك المنكرات والتي كانت موجودة بين فئات اجتماعية تتمتع بحماية من ازلام النظام الضلالي المقبور فكان في حال القبض علي احد ابناء المسؤولين المقبورين في وضع مخل بالاداب فما عليه الا ان يتصل علي اهله ليطلق سراحه علي الفور بينما. ابناء المهمشين هم ضيوف علي المحاكم لتطبق فيهم احكام الشريعة الإسلامية فكانت الشريعة الإسلامية تفرض في مناطق المهمشين في الحاج يوسف وامبدة ومايو وغيرها من اماكن المهمشين بينما الاحياء الراقية تتمتع بالحماية اذا بعد كل هذا السرد التاريخي اتضح ان الشريعة الإسلامية كانت مجرد وسيلة لقهر الفقراء والمساكين والايتام والارامل بينما. الثروة والسلطة محتكرة في ايادي تجار الدين ان العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة واقامة دولة القانون وحماية حقوق الانسان وضمان حرية الاعتقاد والفكر وصمام امان للدولة حتي لا يستغلها تجار الدين من اصحاب الاجندة الخفية للعمل علي تمزيق شمل البلاد وبث الكراهية والارهاب ويكفي تجربة اجبار جنوب السودان علي،اختيار الانفصال بسبب سياسة التعالي والنرجسية التي يعيشها بعض العنصريين والسودان عبارة عن شعوب متعددة وليس شعب واحد لذلك يصعب ان يحكم بنهج واحد والافضل هو الاحتكام الي دستور قومي يتوافق عليه الجميع يضمن الحرية والديمقراطية ويحارب كل اشكال العنصرية والعالم اليوم يراقب مايجري في السودان ويعرف ان الشعب فيه يعاني من جراء فكر جماعة الهوس الديني والتي تعتبر السبب الرئيسي في عدم استقرار المنطقة وبالتالي تهدد السلم الدولي ان مفاوضات السلام مع القائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان لن تنجح بدون قبول مبدي علمانية الدولة وهو ذات الشي ينطبق مع الاستاذ عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان فلايمكن لحركات تقاتل لسنوات ان تقبل التنازل عن ملف حساس كان السبب المباشر في عدم استقرار السودان اذا الكرة في ملعب وفد الحكومة المفاوض في مدينة جوبا عاصمة الجنوب لاجل الخروج بخيار وطن يسع الجميع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة