في يوم من الأيام قالت وزارة الداخلية السودانية أن تلك الوثيقة التي يقال عنها ( الرقم الوطني ) هي تلك الوثيقة الوحيدة التي تثبت الشخصية والأحقية في كافة معاملات الناس مع الجهات الرسمية وغير الرسمية ,, وهي تلك الوثيقة التي تعلو شأناِ ومقاماِ عن وثيقة ( الجنسية ) وتعلو شأناَ ومقاماِ عن وثيقة ( جواز السفر ) وتعلو شأنا ومقاماَ عن وثيقة ( رخصة القيادة ) ،، وقد دامت الأحوال بتلك الوتيرة لسنوات طويلة ،، ثم فجأة في الأسابيع الأخيرة قد بدلت وزارة الداخلية السودانية ذلك المفهوم السائد عن وثيقة ( الرقم الوطني ) ،، وبقدرة قادر فإن وزارة الداخلية السودانية قد تراجعت واعتبرت وثيقة ( الرقم الوطني ) غير مجدية وغير مطلوبة وغير فعالة في أية معاملة من المعاملات ،، وتلك الوثيقة قد فقدت القيمة بكل القياسات في أي محفل من تلك المحافل الرسمية وغير الرسمية ،، وقد أصبحت غير معتمدة كلياَ في كافة المعاملات لدى السلطات الرسمية بالبلاد ،، وبنفس القدر فإن وثيقة ( الرقم الوطني ) قد أصبحت غير معتمدة لدى كافة البنوك والمصارف والمؤسسات العامة والخاصة في البلاد ،، والبديل الجديد المطلوب في هذه الأيام هو ما يسمى ( بالبطاقة الوطنية ) ،، والعجيب الغريب في الأمر أن تلك المعلومات التي تتوفر في تلك ( البطاقة الوطنية ) هي نفس المعلومات التي تتوفر في ذلك ( الرقم الوطني ) ،، وهي نفس المعلومات التي تتوفر في ( الجنسية ) ،، وهي نفس المعلومات التي تتوفر في ( رخص القيادة ) ،، وهي نفس المعلومات التي تتوفر في ( جوازات السفر ) ،، والفرق الوحيد بين تلك الوثائق أن تلك الوثائق السابقة مدفوعة رسومها لخزينة الدولة ،، وتلك ( البطاقة الوطنية ) هي الجديدة الوحيدة التي يجب أن تدفع رسومها لخزينة الدولة ،، مجرد حيلة من تلك الحيل التي تجلب الأموال لخزينة الدولة !! ،، ومجرد جباية من تلك الجبايات التي تفرضها وزارة الداخلية السودانية على هؤلاء المواطنين الأبرياء كل مرة ،، والناظر المتعمق لوثائق وزارة الداخلية السودانية يكتشف أن : ( الجنسية / جواز السفر / رخصة القيادة / الرقم الوطني / البطاقة الوطنية ) كلها تحمل نفس المعلومات عن هوية وعناوين ذلك المواطن صاحب الشأن ،، وتلك الوثيقة الواحدة تحتوي على كافة المعلومات التي تثبت هوية وعناوين صاحب الشأن ،، وتقديم اية وثيقة من تلك الوثائق يجب أن تكفي لإثبات الكفالة والضمان لصاحب الشأن .
لسان حال الشعب السوداني يسأل هؤلاء في وزارة الداخلية السودانية ويقول لهم : ( ما هو ذلك الاختراع والمسمى الجديد والمتوقع لإثبات الهوية لمواطني السودان بعد الانتهاء من قصة البطاقة الوطنية ؟؟؟؟؟؟ ) ،، تلك الوثيقة الجديدة التي تجلب الأموال لخزينة الدولة ؟؟ ،، والشعب السوداني يقترح عليكم أن تخترعوا وثيقة جديدة تجلب لكم الأموال والجبايات تحت مسمى ( بطاقات فصائل الدم !!!!!! ) ،، وبالله عليكم يا هؤلاء في وزارة الداخلية السودانية أين ضاعت تلك الجهود الكبيرة التي بذلت في كافة أرجاء السودان حول استخراج ( الرقم الوطني ) ،، وما فائدة تلك الوثيقة ( الرقم الوطني ) إذا كانت غير فعالة وغير مطلوبة لدى أية جهة من تلك الجهات الحكومية وغير الحكومية ؟؟؟؟؟؟ ،، لقد ماتت أهمية ( الجنسية ) السودانية التي كانت فعالة في يوم من الأيام ،، ولقد ماتت أهمية ( جوازات السفر ) التي كانت فعالة في يوم من الأيام ،، ولقد ماتت أهمية ( رخص القيادة ) التي كانت فعالة في يوم من الأيام ،، ولقد ماتت أهمية ( الرقم الوطني ) التي كانت فعالة في يوم من الأيام ،، وسوف تموت أهمية ( البطاقات الوطنية ) في يوم من الأيام !!! .. والمسئولين في تلك الوزارة يخترعون تلك الوثائق من تلقاء أنفسهم حتى يجلبوا الأموال للخزانة العامة ثم لا يبالون بتلك الوثائق حين لا تجلب الأموال للخزانة العامة !!!!!!!! فيا عجباَ ويا عجباَ من أمة ضحكت من جهلها الأمم !!!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة