بيان الجبهة الثورية حول الجلسة الإفتتاحية لمحادثات السلام في جوبا الثانية يشبه في كثير من الوجوه حكاية لاعب كرة قدم كان مميزاً و لكن كُورته فكَّت و أصبح من كِبار الخرخارين الذين يسعون لعرقلة المباريات التنافسية.
إنَّ البيان الذي أصدره الأستاذ أسامة سعيد الناطق الرسمي بالثورية حول محادثات جوبا الثانية يفتقر للحكمة السياسية و للكياسة و الموضوعية في كل فقراته و يبدو أن الأستاذ سعيد كتبه دون أن يرفع رأسه ليقرأ ما يكتب قبل أن يدفره في الأسافير ليلحق به السوق السياسي الكاشف.
المنطق يقول إنَّ الجبهة الثورية لا تستطيع أن تحدد موقف الحركة الشعبية/ شمال التي يترأسها القائد عبد العزيز الحلو التفاوضي و بما أن الثورية في السلطة بعد توقيعها على إتفاقيات جوبا الأولى فهي تاريخياً مسؤولة عن موقف ممثلي الحكومة الذين ذهبوا للتفاوض في جوبا الثانية.
نسأل الأستاذ أسامة سعيد سؤالاً مباشراً : هل إنطلقت الجبهة الثورية في محادثات سلام جوبا الأولى من الموقف التفاوضي لقوى الحرية و التغيير الذي كان حصاده الوثيقة الدستورية؟ أم أنها أي الجبهة الثورية كتبت وثيقة جديدة خاصة بها و حينها خرخر الكثير من مكونات قوى الحرية و التغيير بذات الطريقة التي خرخت بها الثورية.؟
بالطبع ما قامت به الجبهة الثورية في إتفاقيات جوبا الأولى أمر سياسي مشروع لا يستطيع أحد من الناس منازعتها فيه لأنَّها لم تشارك في صناعة الوثيقة الدستورية و لكن من المفارقات المدهشة و محن هذا الزمان أن تعتبر الثورية جوبا الأولى مرجعية بل سدرة منتهى الإتفاقيات في السودان على طريقة نحن الجبهة الثورية في جوبا الأولى أكملنا لكم إتفاقياتكم و سنكون مرجعية لكم ثم قال بقية الثوار صدقت الثورية العظيمة.
إنَّ الأمر المثير للشفقة في بيان الأستاذ أسامة سعيد بإسم الثورية الفقرة التي تقول إنَّ الجبهة الثورية سوف ترسل خيَّرة بنيها إلى محادثات سلام جوبا الثانية و ستراقب الثورية المفاوضات كأنها الإتحاد الإفريقي أو دول الترويكا الأوربية !.
بهذا الكلام المليان كلام فارغ عن الرقابة و عن إرسال الثورية لفلذات أكبادها نسيت جبهة السرور الثورية أن وفد الحكومة الذي ذهب إلى جوبا الثانية يمثلها و كراعها في عنقرتها لأنها ببساطة شريك في السلطة رضيت ذلك أم أبت.
أما حكاية إقحام الإستاذ أسامة سعيد لسلام الشرق في هذا البيان الخارم بارم حكاية لا تنطلي على أحد من الداقسين السياسين و لن يُجدي هذا الحشر نفعاً ما لم يقتنع أهل الشرق بممثليهم في جوبا الأولى أمثال الأستاذ خالد شاويش و الأستاذ أسامة سعيد الذي يبدو إنه قد كتب هذا البيان العاجل وحده لا شريك له و كأنه مؤجر عجلة لمدة ساعة من الزمن و يريد إرجاعها بسرعة لصاحبها العجلاتي حتى لا يغرمه.
هذا البيان الغريب في كل مفرداته و صياغاته يقودنا لسؤال مشروع عن كيف تكتب الأجسام المتحالفة بياناتها السياسية لتتفادى إرسال البيانات الفارغة المحتوى إلى الشارع السوداني المترِّس؟.
الخلاصات لابد للحركة الجماهيرية الثائرة من دعم محادثات السلام في جوبا الثانية التي تخوضها الحركة الشعبية / شمال التي يقودها القائد عبد العزيز آدم الحلو وهي محادثات إذا ما وصلت إلى نهاياتها المنطقية سوف تساعد في عملية قلب موازيين القوى السياسية على الأرض و لن تكون خصماً على مفاوضات جوبا الأولى كما يتوهم الأستاذ أسامة سعيد في بيان الثورية الفريد في عصره بل لن تكون جوبا الثانية خصماً على جهد المقل الذي أتى به تحالف قوى الحرية و التغيير من قبل أن يصبح هذا التحالف مثل كيس النايلون الذي لفحه الهواء بعد أن بشتن نفسه بنفسه بدخول مكوناته في صراعات بينية حوَّلته إلى أرض خصبة تستثمر فيها عضوية اللجنة الأمنية مكتملة و حلفاؤها في داخل السودان و خارجه لحصد المزيد من النقاط السياسية على حساب مدنية الدولة.
نأمل أن تعيد حركة تحرير السودان قيادة القائد عبد الواحد نور قراءة المشهد السياسي الحالي و تنسق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة القائد عبد العزيز الحلو في جوبا الثانية لتكتمل لوحة السلام الشامل في السودان حينها ستجد اللجنة الأمنية بكل مكوناتها نفسها في مأزق كبير و لن تقوم لها قائمة أبدا.
فيا الأستاذ أسامة سعيد أدخل الظل و أبرد شوية بعد أن تستهدأ بجوبا الثانية التي لازالت في بداياتها و لا تعتبرها خصماً و لو عندك مقدرة سياسية و لديك جماهير في الشرق فإتفاق سلام الشرق قد تمَّ التوقيع عليه في جوبا الأولى منذ 03 أكتوبر 2020م أذهب به إلى الشرق لتنفيذه و إن غلبك التننفيذ أعلن موت الإتفاق و أجلس مع مكونات الشرق لمصلحة أهل الأقليم و من أجل الوصول إلى إتفاق سلام جديد أطلق عليه إسم جوبا الثالثة أو إتفاق كسلا الأول فهذا حق مشروع لأهل الشرق الذين رفضوا الإتفاق الحالي الذي ظلَّ حايماً ما بين توت قلوك في جوبا و الخرطوم و آل زائد في أبي ظبي حتى أعياه الرحيل.
برير إسماعيل
27 مايو 2021م [5:03 PM, 5/26/2021] +44 7958 306582: الجبهة الثورية السودانية مخرجات إجتماع المجلس الرئاسي
تأييد إنطلاق مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو.
تأكيد الموقف الثابت الداعي للتنفيذ الفوري لإتفاق مسار شرق السودان.
عقد المجلس الرئاسي للجبهة الثورية السودانية إجتماعاً استثنائياً ناقش فيه إنطلاق المفاوضات بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو صباح اليوم في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان و خرج الاجتماع بالمواقف التالية :-
١/ الجبهة الثورية السودانية تعلن تأييدها و دعمها للمفاوضات مع الحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو وتنظر إليها بإيجابية وتراها ضرورة لإستكمال عملية السلام .
٢/ الجبهة الثورية تؤكد بأن الموقف التفاوضي الحكومي مرجعيته الوثيقة الدستورية و إتفاق جوبا ولابد من مواءمة الاتفاق مع الحركة الشعبية مع هذة المرجعية
٣/ الجبهة الثورية تقرر المشاركة ضمن الوفد الحكومي و سوف ترسل وفد من خيرة كوادرها لدعم العملية التفاوضية و إسهامًا منها في دفع العملية للتوصل الي إتفاق عادل .
٤/ الجبهة الثورية تكوِّن آلية من كبار مفاوضيها في مفاوضات جوبا لمراقبة وتقييم سير العملية التفاوضية الجارية الان بين الحكومة و الحركة الشعبية قيادة الحلو
٥/ تؤكد الجبهة الثورية علي موقفها الداعي للتنفيذ الفوري لإتفاق مسار شرق السودان حيث تداول إجتماع المجلس الرئاسي حول الاجتماع الخاص المقرر عقده يوم ٢٨ مايو ٢٠٢١ للمجلس الاعلي للسلام لمناقشة قضية شرق السودان واتخاذ القرارات بشأنها.
هذا وسوف يواصل اجتماع المجلس الرئاسي للجبهة الثورية إنعقاده لمواصلة المناقشات حول بقية قضايا الراهن السياسي .
أسامة سعيد الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية السودانية الخرطوم ٢٦ مايو ٢٠٢١
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
برير إسماعيل يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست