لست ممن يتسرعون بإصدار الأحكام على الحراك السياسي الذي ما زال يتبلور في السودان لكن الأخبار المربكة تدفعنا دفعاً لقول النصيحة في محاولة لإضاءة الطريق لمواجهة التحديات وإنجاز المهام. من الأخبار المربكة مانُشر أمس الخميس في الصفحة الاولى ب"السوداني" حول إجتماع مرتقب بين نائب رئيس المجلس السيادي الإنتقالي قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" وتحالف قوي الإجماع لانه يؤجج الخلافات بدلاً من محاصرتها وتجاوزها بما ينفع السودان والسودانيين. نبهنا أكثر من مرة إلى ضرورة الإلتزام بالمؤسسية المدنية والعسكرية وإلتزام كل طرف من أطراف الحكومة الإنتقالية بالقيام بمهامه دون تغول على مهام الاخرين، وأكدنا أكثر من مرة بضرورة إعادة هيكلة القوات المسلحة من أجل تعزيز قومية الجيش السودان ليس بهدف إقصاء أحد إنما لمنع التفلتات السياسية والأمنية، لهذا أيضاً أيدنا قرار جمع السلاح من كل القوات خارج مظلة القوات النظامية دون إستثناء أي كيان مسلح. إن الواجب الملح على كل من يعنيهم الأمر المساعدة في تحقيق هذه الخطوات التأمينية لإنجاز مهام المرحلة الإنتقالية، بمن فيهم الذين جنحوا للسلم وعادوا للداخل ومازلنا نطمح في أن تستكمل عملية السلام بالداخل بمشاركة الممانعين وكل قوى الثورة الشعبية. هذا يتطلب تشجيع ودفع الحراك السياسي لاسترداد عافية الحاضنة السياسية للثورة الشعبية وليس الخروج عليها بتنظيمات أو تحالفات جديدة تشق الصف بدلاً من تعزيز وحدته مع الإلتزام التام بالمؤسسية المدنية والعسكرية. لذلك نرى انه لامبرر لهذا الإجتماع الذي لن يخدم للسودان ولا للسودانيين قضية وأن يلتزم الجميع قدامي وقادمين بدفع الحراك الإيجابي للحكومة في الخارج وفي الداخل لإنجاح البرامج والخطط الهادفة لحماية الديمقراطية وتحقيق السلام الشامل العادل وبسط العدل ومحاكمة المجرمين والفاسدين وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين بدلاً من إفتعال معارك فوقية حول السلطة الإنتقالية الزائلة مهما طال السفر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة