يجب فك الإرتباط بين جيش الكيزان الذي يقوده البرهان منفرداً، و الجيش السوداني الذي يعمل وفق للدستور، و القوانين، و الذي يقوده مجلس السيادة مجتمعاً، حسب حكم القضاء السوداني الذي قال كلمته.
اما ان تنصب نفسك بحكم الامر الواقع فبالضرورة انك قائداً لمليشيا، و ليس جيشاً نظامياً، و بقوة السلاح، و فرد العضلات ستجد بين المليشيات متسع الي حين، فالمؤكد ان هذا الوضع الشاذ، و الإستثنائي الذي تمر به البلاد الي زوال طال الزمان، او تقاصر.
سأتحدث عن احداث 29 رمضان والتي راح ضحيتها شهيدين في إطار المهنية..
تناقلت الوسائط الإعلامية لستة بعدد سبعة افراد جميعهم برتبة الجندي يتبعون للقوات المسلحة، سلمتهم القيادة الي النيابة العامة، و إتهمتهم بجريمة إطلاق النار التي نتجت عنها حالات الإستشهاد الاخيرة في ذكرى جريمة فض الإعتصام.
تمنيت ان يكون ما اقدمت عليه القيادة فبركة إعلامية غير حقيقية، او كابوس في حلم، لأن ذلك يذكرنا بمصيبتنا في جيشنا .. الذي وقع تحت الإحتلال، و التدجين، فاصبح وليمة في سوق نخاسة المليشيات، و الإرتزاق، و قادة الغفلة.
اعتقد هذه الخطوة التي اقدمت عليها القيادة تبرهن التخبط، و عدم المهنية التي اصبحت سمة واضحة تلازم القادة الذين رضعوا من ثدي نظام اللص المخلوع.
تحميل جندي المسؤولية منفرداً في عملية إطلاق نار دون تعليمات يبررها فقط هروب الجندي، او تمرده، او مخالفته للتعليمات تُعتبر جريمة مخلة بالشرف في الحد الادنى، و الثابت ان يكون هناك مجلس تحقيق ثبت فيه ان الجندي خرج عن إرادة الضبط، و الربط، و خالف لتعليمات قيادته.
اتحدى البرهان ان يُثبت ان هناك مجلس تحقيق، او تقرير اشار الي ان المتهمين خارج عن قيادة قائدهم المباشر، او تمردوا، لتكون كل افعالهم، و تصرفاتهم بعد ذلك تمثلهم بشكل فردي، و ذلك في مجلس تحقيق، او اي نشرة تفيد ان هناك افراد خارج عن دائرة الضبط، و الربط قبل إرتكاب الجريمة، و إلا في الحد الادني هناك ضابط مسؤول.
حسب ابجديات العمل العسكري تكون هناك مسؤولية مباشرة لقائد الفرد حتي لو اخطأ بشكل معزول، و لم يتم التحقيق، و يُثبت ذلك، حسب الإجراءات المتبعة، و التي تبدأ بالتقارير الإستخبارية، و الامنية.
سابقة خطيرة ان يتخلي القادة عن مسؤولياتهم، و يتركون جنودهم الي مصيرهم التعيس، حيث تصبح رقابهم تحت رحمة لعبة سياسية قذرة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
هذا الإسلوب من الهروب المخزي من المسؤولية لا يشبه إلا جيش الكيزان الذي يقوده البرهان، فاما الجيش السوداني الذي نعرف، لا يمكن لقادته ان يتركوا جنودهم عندما يتعلق الامر بالمسؤولية.
من الناحية المهنية لابد لضابط علي الاقل مسؤول لطالما خرج افراد عن قيادته، و قواعد الضبط، و الربط، و تصرفوا بشكل فردي دون ان يبلغ القيادة قبل إرتكاب الجريمة، او يقوم بإجراء اللازم بصورة مهنية.
حسب معرفتي لا يمكن لجندي ان يكون خارج عن إرادة قائده المباشر لدقيقة واحدة، دون إجراء حاسم يجنب الجميع المخاطر، و يصون السلامة العامة.
المصيبة ان يخرج سبعة افراد عن القيادة، و قواعد الضبط، و الربط، ولا احد يعلم بذلك حتي إرتكاب الجريمة التي يتنصل الجميع عن المسؤولية امامها، و التي تبدأ بالتحقيق، و المحاسبة داخلياً اولاً لأن العمود الفقري للجيوش هو الضبط، و الربط، و دون ذلك المليشيات.
اذن لطالما هناك عدم مهنية، و تهرب من المسؤولية فنحن امام مليشيا كيزانية يقودها البرهان منفرداً بإسم القوات المسلحة العظيمة درع، و سيف السودان.
كسرة..
البرهان.. ماذا فعلت في ترتيب مكتبكم الذي يعج بالكيزان، و سدنة النظام البائد، من مدير مكتب الكوز المأفون الساقط بأمر الشعب، إبن عوف، و كاتم اسراره، و كل المستشارين الكيزان؟
برهان.. قائد لا يستطيع تغيير طاقم مكتبه غير جدير بالقيادة، و غير جدير بالإحترام.
البرهان.. مفاصل القوات المسلحة يسيطر عليها الكيزان، و سدنة النظام البائد، و نبحث عبثاً عن القتلة، و المجرمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة