في أيام المواجهات لإسقاط نظام البشير البائد نقلت المواقع صورة ذلك الرجل السوداني العادي المتواضع الذي كان تابتاَ وراكزاً يرفع اليدين إلى أعلى ،، ومن حوله مجموعة من رجال التدخل السريع الذين كانوا يلسعونه بالسياط والعصي من كافة الجهات !! ،، لم يركض ذلك الرجل كالآخرين خوفاَ من الفتك والقتل كما كان يحدث من البعض ،، ولكنه ظل ثابتاَ في مكانه حتى تعب هؤلاء الأقزام من ( رجال الأمن والدعم السريع ) ثم تركوه واقفاَ ورحلوا عنه ،، ذلك الحدث العجيب قد جرى في شارع من شوارع ( أم درمان ) ،، يقول البعض أنها جرت في شارع ( العرضة ) بأم درمان ،، ويقول البعض الآخر أن ذلك الحدث قد جرى في شارع ( الجميعاب ) بامبدة ،، وأغلب الناس الذين شاهدوا صورة ذلك الحدث على الفيسبك في مواقع التواصل يقولون أن الرجل هو من مواطني أمبدة شارع الجميعات ،، وبدأ الناس يتكهنون عن أسباب ذلك الحدث الفريد والعجيب بين ذلك الرجل وجنود التدخل السريع ،، البعض من الناس يقول أن ذلك الرجل قد أسمعهم كلمات بذيئة وجارحة للغاية ،، والبعض الآخر من الناس يرى أن مشكلة ذلك الرجل تتمثل في أنه لم يركض مع الهاربين الشباب كالعادة خوفاَ من المواجهات والاعتقالات ،، ولكنه وقف هنالك دون أن يكترث وتحدى هؤلاء الجنود والعساكر بعدم الركض خوفاَ منهم ،، وذلك التجرؤ قد أغضب كثيراَ هؤلاء الجنود ( الأقزام ) والذين لم يستحوا حين كانوا يلسعون ذلك الرجل الكبير نسبياً في العمر بالسياط من كل الجوانب ،، والرجل كان يرفع يديه نحو الأعلى ثم يتقي تلك الضربات من كل الاتجاهات بالانحراف الجسدي يمينا ويساراَ عند الضرورة ،، وفي نهاية المطاف قد انهار هؤلاء الجنود من كثرة الضرب ولم ينهار ذلك الرجل من كثرة التلقي والسياط ،، وتلك العزيمة في التحدي قد أغاظ هؤلاء الجنود والعساكر كثيراَ وكثيراَ ،، وهي تلك العزائم التي تمثلت في كافة قطاعات الشعب السوداني حتى تم إسقاط النظام ،، وذلك الرجل قد مثل النموذج المثالي لشعب السودان الذي تمكن من إسقاط نظام مستبد بالثبات دون الهروب خوفاَ من العواقب ،، ودون الدخول في ذلك العراك الغير مستحب .
وقد تبقى من القصة أن يعرف الشعب السوداني أخيراً أسباب تلك الحادثة العجيبة التي وقعت في أحد شوارع أم درمان في لحظة من لحظات الانتفاضة الأخيرة ،، وحين ترد سيرة المقاومة والمواجهات لإسقاط النظام البائد فجأة تطل في الأذهان صورة ذلك الرجل الذي يقاوم يديه مرفوعة نحو السماء ،، ولم يبدي لحظة ليقاوم أو يهرب من الساحة ،، وأخيرا تواجد ذلك الرجل منفرداً في وسط الشارع ،، بينما أن هؤلاء الأقزام من الجنود والعساكر قد رحلوا عنه وهم يكتمون غيظاَ من مقاومة الرجل دون ذلك الركض والهروب !!!!!!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة