يقول الله -تبارك وتعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).سورة البقرة:155- 157. يمر علينا عيد الفطر المبارك وآثار الحنظل في حلوقنا، ويجتاحنا الحزن العميق على ابنائنا ، ابنائكم . ولكن عزاؤنا انّهما في كنف عظيمٌ ، عدلٌ، حرّم على نفسه الظلّم وقال سبحانه : ( لاتظالموا). يمر علينا عيدُ الفطر المبارك وينتابنا حزنٌ كلمّا انخفض تارةً وصحصح الأمل فينا، خيّم على دواخل نفوسنا واستوطن مجدّداً لينزوي الأمل الى ركنٍ سحيقٍ من النفس ،ينزوي ولايموت أبداً . نعم حتى في العيد. اخواتي الكريمات ،نشعرُ بكنّ في هذا العيد، وكلُ واحدٍ منا يتحسس أبنائه من حوله، ويسأل نفسه: ( لماذا في سوداننا الموت أسهل من الحياة؟. لماذا الموت رخيص ومجاني في كل طرفٍ من اطراف وطننا الحدادي مدادي؟،ما بالنا نتماوت على فتات الخبز ويحيا غيرنا على نعم الحياة؟،هل نحن شعب يجيد فن القتل فقط؟،هل نحن شعب لانعرف كيف نحيا؟ هل نحن شعبٌ لايعرف كيف يحيا معاً؟هل نحن شعب لا نعرف فن الحياة ؟،هل نحن فاقدون بوصلة الحياة ،فبينما يسير الناس نحو الحياة والشمس والتطلّع والطموح والعُلى،نسيرُ نحنُ بصخبٍ وضجيج نحو الموت؟، لماذا لا يصبر بعضنا على بعض بينما ندعي التسامح؟،لماذا ،ولماذا ولماذا؟ قلتُ من قبل ان العدالة واحدة لا تتجزأ، فإن دعا لها داعٍ تحسس كل مظلومٍ مظلمته. فما يجعل الموت رخيصا وسهلاً فرار القتلة والمجرمين وعدم محاسبتهم. شهداء بيوت الاشباح،شهداء دارفور ،شهداء الحامداب،الشهداء الذين غُرّر بهم وسِيقوا الى احراش الجنوب وسمّوهم فطايس ،شهداء سبتمبر ، الشهيد احمد الخير، شهداء ديسمبر 2018-ابريل 2019، شهداء فض الاعتصام ، شهداء ام درمان ، شهداء الأبيض ،شهداء فيتابرنو، شهداء كسلا،شهداء بورتسودان ، شهيد الجريف شرق ،شهيد الكلاكلة،شهداء الجنينة،ابنائنا الشهداء الذين يبتلعهم البحر الابيض المتوسّط كل يوم ، كلّهم سودانيون. لم يُقتص لهم من قاتليهم حتى اليوم . تذكرنّ اخواتي بأننا نحس فيكنّ ونشعر بمشاعركنّ وان عثمان ومدثر هما ابنائنا وكفى بالله شهيدا. علي أبوزيد 13/5/2021م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة