|
لست فضيل وإجتهادي في زكاة الفطر من منطلق "لا جدال في الثوابت" ..!!؟؟ بقلم د. عثمان الوجيه
|
11:25 AM May, 12 2021 سودانيز اون لاين عثمان الوجيه-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
في إحدى زياراتي لمدينة الغردقة وتحديداً في شتاء العام 2015م، خرجت لصلاة الجمعة بعد صعود الإمام للمنبر "لأنني منذ عقدين -برمجت / نومي- بعد صلاة الفجر" فوجدت موظف إستقبال الفندق على سجادة الصلاة التي فرغ منها لتوه، فإستفسرته إن كان يصلي الصبح لأن التوقيت غير مناسب للضحى وفي الحسبان أن نافلة الجمعة -القبلية والبعدية- محجوبة بسبب الخطبة "غير مهتم بالمغالطات !!" فقال لي أنه يصلي الظهر، متعللاً بأن سبب عمله "وردية صباحية بدون اجازات اسبوعية وغير مسموح له بمغادرة الفندق لأنه الوحيد في الإستقبال" فقلت له تمهل حتى يفرغ اقرب مسجد منك من الصلاة ثم صلي، لأن سبب صلاتك للجمعة ظهر هو أنك لم تلحق بالجماعة وبما أن عملك يمنعك من شهود الجماعة فلا ضير من أن تصلي لوحدك بشرط ألا تسبق الإمام ولما علمت منه أنه يؤدي جميع فرائضه مع سماعه للأذان حذرته من ذلك، وأوضحت له أن سبب الإنتظار بين الأذان والإقامة هو حشد الجماعة -ليس إلا- وإجتهدت في أن أوضح له -الفهم / الخاطئ- لمعنى الحديث (قال عبد الله بن مسعود : سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي -صحيح البخاري- ) ثم واصلت له بشرح حديث المصنف رحمه الله (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا، فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء) -متفق عليه-) وخرجت لصلاتي، وأخترت طريقي، فأُبت اْخر النهار ووجدت نفر من أئمة ومشائخ وعلماء مساجد حي الدهار وممثل الشؤون الدينية بمدينة الغردقة ومفتش أوقاف محافظة البحر الأحمر ينتظروني في إستقبال فندق رمسيس -الذي كنت أقيم فيه- مُتهمين إياي بتحريضه على دينه وبثي -بجهل- بفكر من خارج الكتاب والسنة,, الطريف أنهم إنقسموا إلى فريقين (الأول -أزهري- وقال لي : واضح إنك خريج جامعة القاهرة يا علماني !!) و (الثاني -قاهري- وقال لي : اكيد إنت خريج جامعة الأزهر يا مُنغلق !!) ساعتها كانت بداية -الكيِّتى- بين الدكتور / محمد عثمان الخشت -مدير جامعة القاهرة- الذي ناطح الدكتور / أحمد الطيب -شيخ الأزهر- "الذي تراجع مؤخراً -لحاجة في نفس ناشد الإستمرارية في كرسي المشيخة كأمام أكبر- وساوى بين الرجل والمرأة !!" فحاولت إقناعهم بقولي (في تسفاري أرى أن أي -دورة تديبية- أُرشح لها هي مكافئة بالنسبة لي ولكني حينما رُشحت مراراً لأُخر مُشابهات في -أم الدنيا- رفضت بشدة "لم أقل إعتذرت لأني في إحداهن إستغنيت عن عملي بعد أن إشترطها لي مخدمي" !!) ومن يومها نذرت في نفسي بألا أخوض في مناقشة الأمور الدينية مع من لا أعرف "ليس ذلك تسهالاً مني بالمسئولية الملقاه على عاتقنا -نحن أمة الإسلام- ؟؟" ولكن، أعترف الاْن -ويا لخجلي- بأنني "جبان !!" من بعض الجهلة الذين أسمعوني لها مراراً وتكراراً (إنت إيه علاقتك بالدين يا شيويعي؟؟ ... إنت متين أسلمت يا كافر؟؟ ... إنت أصلاً بتعرف الله يا ملحد؟؟ ... يا أخ ما تعمل لينا فيها إنك -أبو هريرة- زمانك؟؟ ... الخ) الغريبة "المحترمة -عشة الجبل- وجدت إصغاء !!" حينما -كَفّرْت الشويعية وحَرّمْت الكريمات- قلت "المحترمة -عشة الجبل- وجدت إصغاء !!" لأنها قالت "عندي بصمة في المجتمع، فيها حِس زي الجرس، وبقولها لأي زول أنا عشة الجبلية، جبلية، جبلية، جبلية !!" سقت عاليه، لأنني قبل يومين طالعت على موقع (الراكوبة / الإلكتروني) خبرين متتالين (الأول "وزير الإستثمار : 8 دول أبدت إستعدادها لإعفاء السودان من الديون" يليه الثاني "السودان يحصل على قرض لتسوية متأخراته لدى الأفريقي للتنمية" !!) وبعد أن أكملت ضحكي كتبت حائط على حساباتي بمنصات التواصل الإجتماعي "ما بين مانشيت الراكوبة اليوم وطرفة أمس، حيث جادلت إمام المسجد الذي خصص خطبة الجمعة عن زكاة الفطر مُحبذ إستخراجها في رمضان ولما علم أن ظروفي الصحية تحرمني من الفريضة لعقد ونصفه وديدني إخراج الكفارة صباح العيد قال لي -ولو مُت؟- فقلت له -الله كريم!- وأرفقت المنشور بصورة للخبرين" فتبارى (السوشلجية) في وصفي بالجهل ولم يرد أحد على أسئلتي "ما هو سبب إخراج زكاة الفطر؟؟ أليس هو المساواه؟؟ بين الغني والفقير، الكبير والصغير، الرجل والمرأة -لم أقل الحُر والعبد- !!" ومن ذا الذي يضمن "ان أفراد الأسرة الذين شهدوا أول رمضان يدركون اْخره ؟؟" ليس الأدب مع الله أن أقول "هب أن أحدهم اخرج زكاة الفطر لكل أفراد أسرته بداية رمضان وإحتسب أحدهم قبيل العيد !!" لكن حرياً بي التذكير بـ "ماذا لو أُضيف اْخر للأسرة بعيد إخراج الفريضة وتناسى الأمر رب الأسرة بسبب فرحته بإستقبال طفل -وصل قبل موعد إنتظاره / إبن 6 ، 7 ، 8 او حتى 9- ؟؟" اما سبب إصراري في تأخير إخراج الكفارة حتى صباح العيد، ليس بخلاً مني لأعرف "كم عدد الأيام التي لم أصمها -أهي 30 أم 29 أو حتى 28 ؟؟" ولكن جميعنا لم نفهم بعد المعنى الصحيح للاْية : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين... البقرة 184) فأنا ليس لدي منزل لأجهز وجبة لأحدهم يومياً والمعلوم أن العبد لله "مضرب مثل تنذري لمعارفه وهو -حتى يعرف الوجيه سلق البيض- في كناية على أن علاقتي بالمطبخ كعلاقة -حميدتي بالسياسة / إن جاز التعبير- !!" وبصراحة أقولها بإستحياء "أعاف حينما يقدم لي أحد أكل أو شرب" ومن منطلق -عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به- أتحاشى الأمر، وفي الحسبان تواجدي في أماكن -وحده الله يعلم إن كنت أستطيع ذلك- بالإضافة إلى تسفاري الذي لا يتيح لي فرصة المتابعة اليومية، ناهيك عن تحركات -أي أجنبي خارج بلده- وثالثة الأثافي "كورونا !!" التي قلصت حميميتنا بقيودها التي جعلتنا -اشباه بني أدميين- هنا,, وجدت ان الدين يسر وهناك ميسرة أخرى -إتفق عليها جمهور الفقهاء والعلماء- وهي تفضيل إخراج المال "لأنه أفيد وأسرع وأضمن وأسهل للمُتلقي" أو هكذا مازحني -الشيخ / محمد أحمد حسن / رحمه الله- حينما قلت له "انت إستشتهدت بالحديث عن إخراج زكاة الفطر من غالب قوت أهل البلد لكنك إقتصرته في القمح بقولك أن سكان العاصمة يطعمون الرغيف مُتناسياً أنني -غرابي- وأكلنا الذرة !!" فقال لي "إت هسة قاعد في الخرطوم ولا في كردفان؟ بعدين داير تقنعني إنك عندك زرع في أبوزبد؟ يا وليدي خلي البخالة! وطلعها قريشات وإعتبرها -علبة سجاير- وقعت منك" اما بالنسبة على إصراري في التأخير فسؤالي لا زال قائماً "أيهما الأفيد والأفضل للمحتاج -أن تمنحه قريشات تافهة لأيام بعينها أم عيدية محترمة- ؟؟" حذاري ممن يقول لك "سارع، سابق، بادر، عجل، خلص بدري" لأن البون شاسع بين (الفرض) و (النافلة) لذلك وجب علينا تسمية الأشياء بمسياتها للـ "البُخلاء والشحيحين -ولم نقل- المعوذين والمعدومين الذين لا يعرفون للصدقات والإحسان وصولا" ولذلك وجب علينا -التوضيح الصريح- لأننا لم نسمع بأن أحدهم "يجمع 35 فريضة كصلاة لأسبوع كامل مقدماً ؟؟" و -صلاة القصر- لها شروط وأحكام محددة فرائضها حتى لا يتعلل أحد بمشغولياته الدنيوية على واجباته الدينية، ولم نسمع يوماً بأن هناك من صام رمضان قبل أو بعد أوانه "لانه لا يتحمل العطش أداه في الشتاء أو لا يطيغ الجوع تحين الصيف !!" ولم نسمع بأن هناك من أدى فيضة الحج في غير ذي الحجة "لأنه لا يحب الأمطار والرياح إختار الربيع أو لأنه من هواة الطراوة والغيوم حبذ الخريف !!" ولم نسمع بأن هناك من إكتنز -شيئ ثمين أو له أموال بأي من أنواعها- وقام بإخراج الزكاة لمدة عشرة سنة مقدماً "ليه هي -شوبش- ؟؟" ولكن، كيف أدافع عن نفسي وأنا المتهم بالجهل ممن تناسى الاْية (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً الإسراء 85) و الاْية (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ يوسف 76) من الخانعين للجهل والمغالين به، هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي : أول ما وقعت عيني على -صورة متداولة في الانترنت- عن "ألماني كتب على سيارته : رجل بدون فيس بوك، بدون واتس اْب، بدون تويتر، بدون انستجرام ولديه 1.8 مليار متابع، إنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم !!" شاركت على الفور الصورة كمنشور في حساباتي بمنصات التواصل الإجتماعي، فغرد إلي -عبر تويتر / صديق إفتراضي- وهذا رده "انا لست بتابع لمحمد إلا أنني أشهد بأنه مرسل من عند الله ليدعونا وقد بلغ" عملت -سكرين / شير- لما أبكاني، ولكن -بكل أسف- إكتفى المتفاعلين بالصلاه على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقط، ولم يصل أحد لما أرنوه وهو "أن الرجل شهد بان المصطفى صلى الله عليه وسلم رسول الله !!" ولكن بربكم، كيف أقنع من شهد بالشهادتين بأن مسلم بسبب المزايدات الدينية "الدنيئة ؟؟" لأختم بسؤال لـ -قارئي الحصيف / إن قُدر لك الوصول لهذه النقطة- هل بلغت بالتكليف الذي كلفك به الخالق عز وجل كما أمرك؟ نعم كلنا رُسل للتبشير من بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- بشرط (الإعتدال) وأي إجتهاد حسَن حسُن للوسطيين، ولهذا السبب كانت حكمة الله تعالى أن يبعث نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- التي استمرت دعوته لمدة 23 عامًا منها 13 عامًا في مكة المكرمة يدعو أقاربه وأبناء عشيرته، و10 سنوات في المدينة المنورة بعد أن هاجر من مكة إلى المدينة مرغمًا بعد أن كثر أذى قريش -لتأسيس الدولة الإسلامية- ولم يغادرهما البتة وهو الذي حمل الرسالة للجميع أو كما قال (إن مثلي ومثل الأنبياء من، إني رسول الله إليكم جميعاً لا إلى بعضكم دون بعض، كما كان من قبلي من الرسل مرسلاً) إلا أن الشاهد -شواهد- مراقد صحابته رضوان الله عليهم -خارج الجزيرة العربية- تاركين لنا أمر التبليغ من بعدهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، ووجب على أمته أجمع بشرط عدم "الإجتهاد في الثوابت" او كما قال صلى الله عليه وسلم (ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة وكلها في النار ما عدا واحدة) My nation will be divided into seventy-three divisions, and all of them are in Hell, except for one وعلى قول جدتي :- "دقي يا مزيكا !!". خروج :- أُحيت أمس "الذكرى الثانية لمجزرة فض إعتصام القيادة" أكثر دموية ولا زلنا ننتظر "نتائج تحقيق الحادثة الأولى وسننتظر الثانية والعشرون والمائتان والألفان" لأننا نسينا الهتاف "الدم قصاد الدم وما بنقبل الدية" وكل عام وأنتم بألف خير.. ولن أزيد، والسلام ختام. د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر [email protected] Twitter, Facebook, Linkedin, Reddit, Tumblr, Flickr, Pinterest, Instagram, Snapchat, Tiktok, Youtube, Line, Duo, Twinme: Drosmanelwajeeh
|
|
 
|
|
|
|