الموظف السوءداني، لا تعرف إن كان نائما أم يعمل. وبقدر الامكان وبأقل عدد من الكلمات، وبدون أي شرح يحاول ان لا ينجز عمله..يبحث عن سبب..يكذب،، ليتخلص منك. حتى عندما لا يكون مختص بالعمل فهو يشير بذقنه تجاه عشرة موظفين آخرين ويعيد لك الورق بدون أن ينبس ببنت شفة..ومن المفترض عليك أنت أن تحدد أي من الموظفين هو المقصود...فلو سألتهم واحدا واحداً سيشيرون بذقونهم إلى بعضهم البعض وتجد أنك تعود للموظف الأول (شكل دائرة).. والموظف السوءداني يقيمك بحسب شكلك، ابيض، اسود، اسمر، عب، حلبي، ود بلد، وبحسب لبسك، جلباب، بدلة وكرفتة، قميص وبنطلون، ليقرر إن كان سيقدم لك الخدمة أم يعرقل مصالحك. والغريب أنك لو ارتديت ملابس مبهدلة ومتسخة فسيخدمك، ولكن لو ارتديت بدلة وكرفتة مثلا فسيحسدك ويعطل مصالحك، فتضطر لدفع رشوة لموظف آخر، وسيذهب الموظف الآخر لذات الموظف الأول ليقوم بالعمل الذي رفض عمله في البداية. وهذا ليس متعلقاً بمرفق عام واحد بل بكل المرافق، لأن الشخصية السودانية ليست محصورة في مرفق معين، إنها في كل مكان. وتكمن الإشكالية، في أنه لا يوجد تسلسل هرمي للمحاسبة في الشكاوى، ففي الغالب يتعاضد الموظفون ضد مقدم الشكوى. بل ويجعلونه يخسر أكثر مما لو لم يقدم شكواه. فيضطر لدفع رشوة في النهاية (طيب ما كان من الأول🤔) والموظف السوءداني، يقضي وقته كله في الإفطار والصلاة، ينجز معاملة أو معاملتين وفجأة يختفي جميع الموظفين، إما بحجة الإفطار، الذي يستمر لساعتين، أو الصلاة، التي تستمر ايضاً لساعتين. الكذب، هو احد اكثر عمليات التهرب من أداء العمل، فالموظف يكذب كما يتنفس، وأنت تعرف انه يكذب لكنك تضطر إلى الصمت على كذبه، لأنك لا تملك دليل إثبات على كذبه ولأن اعتراضك سيعرضك لتعطيل مصالحك. ومن أكثر الأكاذيب هي مقولة: الملف ما جانا لسة. رغم أن الملف يكون في درج الموظف، وهكذا تنتقل من مؤسسة لمؤسسة وكل مؤسسة تنكر الملف كما لو كان جثة قتيل لا يُعرف قاتله، فموظف المؤسسة المُرسِلة يقسم انه ارسل الملف، وموظف المؤسسة المستقبلة يحلف بدين أجداده بأنه لم يتلقى اي ملف، وفي النهاية تُلقى الحجة على المراسلة، او الموتر (الدراجة) التي ينقل بها المراسلة الملفات والتي غالبا ما يُزعم بأنها تعطلت، او لا يعطوك اي سبب، المهم ان الملف يظهر فتتنفس الصعداء. من الاكاذيب ايضا طششان الشبكة، فالشبكة كانت طاشة، والكهربا كانت قاطعة،...الخ. وبعد أن يظهر الملف فجأة والشبكة رجعت فجأة والكهرباء عادت فجأة، يأتي الموظف، فيختلق لك سبباً. فتضطر للعودة إلى المنزل استعداداً لليوم التالي، لأنك لو ذهبت وعدت سيكون موظف الحسابات قد غادر، أو موظف التصوير بالكميرا،...الخ. فمن الاحسن ان تعود غداً، وستعود غداً، وستكتشف أن الشيء الذي اعادك به الموظف غير مطلوب أساساً. ولذلك، يمكنك ان تختصر كل تلك المسافة من التسيب والعنصرية والحسد بشيء بسيط وهو: تجهز (التشتيرة)، لأن الكاش بيقلل النقاش. وهكذا فنحن في دولة لن ترى فيها اسامة داوود ولا ابراهيم الشيخ وحميدتي والبرهان وخالد سلك في صف مرفق حكومي. أنت فقط وامثالك من المقطعين هم من يسكنون الصفوف والطوابير. السوءدان به سبع درجات أساسية وخمس درجات فرعية من المواطنة: أولاً: مواطن من الدرجة الاولى: درجة المواطن السوبر: وهو صاحب السلطة والمال. ثانياً: مواطن من الدرجة الأولى مشترك: درجة المواطن صاحب النفوذ، وهو صديق او له علاقات بصاحب السلطة والمال. ثالثاً: مواطن من الدرجة الثانية:درجة المواطن من قبيلة صاحب السلطة والمال. رابعا: مواطن من الدرجة الثانية مشترك: درجة المواطن من قبيلة صاحب النفوذ. خامساً: مواطن من الدرجة الثالثة: درجة المواطن من قبيلة متاخمة لقبيلة المواطن من قبيلة صاحب السلطة والمال او قبيلة صاحب النفوذ. سادساً: مواطن من الدرجة الرابعة: درجة المواطن من العرقيات المهمشة وتحمل السلاح. سابعا: مواطن من الدرجة الخامسة: درجة المواطن من العرقيات المهمشة التي لا تحمل السلاح. وشكرا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة