قناعات هي بل واقع معاش أن ما يربط المجتمعات و يشكلها أعمق من مجرد التسميات و المسميات القبلية و العرقية و المذهبية و الدينية.
بعد سقوط العراق الدولة و صعود "الحاكم الأمريكي" عليه و نتيجة عقد كامنة داخل الأنفس و حقد ظل لسنوات و عقود يشتعل فيها نتيجة مباشرة لسياسات نظام صدام البعثي الاتجاه السني العقيدة إبتدع ساسة ما في العراق و بإذن الأمريكي أو بتحريش و تحريض منه هيئة لإجتثاث البعث.
الأمر بدا في أوله و ظاهره على أنه حق مشروع لإزالة كل ما أفسده البعث -الحزب و النظام- في الدولة من ظلم و غبن و مفسدة و إعادة للحقوق و المظالم إلى أهلها و إخلال العدل. لكن ما شاهده الجميع بعد ذلك هو ما أسقط الدولة في دوامة و مستنقع الصرعات و الفتن التي مازال يعيشها إلى اليوم! فقد تجاوز الأمر المعنى إلى عمليات منظمة و غير منظمة من التفشي و الإنتقام و القهر لكل من كان محسوبا أو منسوبا أو حتى مشتبها أو ذي صلة قرابة بإنتمائه للبعث!
و في السودان نظام الإخوان المسلمين -و البشير كممثل حاكم مختار لهم - لم يتعلم و لم يستفد من شيء مما كان يحدث من حوله! هم لم يتعظوا و لم يأخذوا حتى العظة!
و سقط الإخوان في أطول تجربة للحكم لهم و عل ما قد يخفف عنهم فشلهم أنهم فاقوا التنظيم الأم في مصر في مدة و قدرة سيطرتهم على السلطة. الكل يتذكر عندما جاء مرسي على عرش مصر كيف فرح و تدفق إخوان السودان إلى مصر داعين و مرحبين و معلنين أن تجربتهم في حكم السودان هي الطريق لإخوتهم لحكم مصر!
جمال الحياة في غرابتها؛ فالأنظمة و إن من طول الظلم و عظمة الجبروت لها تظل قابلة للسقوط أو الإنهيار و فجأة و تبقى الشعوب و إن سفكت منها الدماء و أزهقت أرواحها!
و في السودان الآن لجنة لإزالة التمكين بسلطات لها تفوق القانون و الدولة تقود السودان إلى عراق الأحقاد و الغبن و الفتنة!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة